النظام التركي يشن غارات حربية على شمال سوريا ويستعد لهجوم جديد
أفادت وكالة الأنباء السورية، الثلاثاء، بسقوط 3 عسكريين في شمال البلاد، جراء غارة شنّتها طائرة حربية تابعة للنظام التركي على مركز للجيش السوري في قرية تقع على مقربة من الحدود بين البلدين، وبأن تركيا أطلقت تحذيرات للأهالي في المناطق الحدودية المحاذية لجرابلس في ريف حلب تمهيداً لـ”هجوم جديد”.
وجاءت هذه الغارة بعد اشتباكات عنيفة اندلعت فجراً بين “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يُعدّ الأكراد عمودها الفقري، وقوات النظام التركي التي صعّدت قصفها إثر استهداف مركز لها على الجانب التركي من الحدود.
وأفادت مصادر أخرى، إنّه “وسط الاشتباكات، استهدفت طائرة حربية تركية مركزاً لقوات الجيش السوري في قرية جارقلي” غرب مدينة كوباني الحدودية، مضيفاً أن الغارة “أسفرت عن سقوط 17 شخصاً، جميعهم مقاتلون، لكن ليس معروفاً ما اذا كانوا جميعاً من الجيش أو من المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المنطقة”.
12 غارة جوية
من جهتها، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أنّ “طائرات حربية تركية نفّذت 12 غارة جوية على مواقع للجيش السوري منتشرة على الشريط الحدودي في غرب كوباني”.
وقال الناطق باسم “قوات سوريا الديمقراطية” فرهاد الشامي في بيان إنّ الغارات أسفرت عن وقوع “إصابات”، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وقال أحد سكان كوباني لوكالة “فرانس برس” إن “هناك حركة نزوح من القرى الحدودية، وأغلقت المحال أبوابها في المدينة”.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق الثلاثاء، سقوط جندي تركي قرب الحدود مع سوريا، مشيرة إلى “تحييد 13 إرهابياً” في إطار ردّها. وأضافت أن “العمليات مستمرة”.
وفي دمشق قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إنّ “ثلاثة عسكريين استشهدوا وجرح ستّة آخرون باعتداء نفّذته طائرات الاحتلال التركي اليوم (الثلاثاء) على بعض النقاط بريف حلب الشمالي”.
ونقلت سانا عن مسؤول عسكري قوله إنّه “مع تزايد حدّة الاستفزازات التي يمارسها النظام التركي والاعتداءات المتكرّرة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، نؤكّد أنّ أيّ اعتداء على أيّ نقطة عسكرية لقواتنا المسلّحة سيقابله الردّ المباشر والفوري على الجبهات كافة”.
تحذيرات للأهالي
وفي الإطار، نقلت الوكالة إن القوات التركية أطلقت تحذيرات للأهالي في المناطق التركية الحدودية المحاذية لجرابلس بريف حلب، تمهيداً لقيامها بهجوم جديد.
وذكرت الوكالة السورية أن هناك تحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع التركي، وحشداً كبيراً للقوات على معظم المناطق المحاذية للأراضي التركية بأرياف حلب والحسكة والرقة، تزامناً مع التحذيرات.
وتصنّف أنقرة “وحدات حماية الشعب” الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية مجموعة “إرهابية” وتعتبرها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمرداً مسلّحاً ضدّ القوات التركية منذ عقود.
وتنتشر قوات الجيش السوري في قرى حدودية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا وشمالها الشرقي، وذلك بموجب اتفاقات بين الطرفين برعاية روسية هدفها منع تركيا من شنّ عمليات عسكرية جديدة لطالما هدّدت بها المقاتلين الأكراد.
أكبر تصعيد منذ عامين
وتُعدّ الضربة التركية على مركز الجيش السوري الثلاثاء، أكبر تصعيد بين الطرفين منذ شنّت أنقرة في 2020 عملية عسكرية محدودة ضدّ قواته في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد.
ويأتي التصعيد، بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو دعا فيها إلى “مصالحة” بين دمشق والمعارضة، ما يُعدّ تغيّراً في موقف أنقرة التي قدّمت دعماً سياسياً وعسكرياً للمعارضة السورية منذ بدأ النزاع في جارتها الجنوبية في 2011.
وتكثّف تركيا، منذ الشهر الماضي، وتيرة استهدافها عبر مسيرات أهدافاً في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
ولم يحصل رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان، وفق محلّلين، على ضوء أخضر خلال قمة جمعته في يوليو مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين للمضيّ في هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد، إلا أنّه أكّد أنّ بلاده ستواصل “قريباً القتال ضد المنظمات الإرهابية” في شمال سوريا.
وشنّت أنقرة منذ 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.