النظام التركي ينفذ عدوان على شمال سوريا والعراق
نفذت تركيا عدوان جديد بطيرانها الحربي على مواقع عدة شمال سوريا والعراق، مساء السبت، بعد أيام من من زعم أنقرة أن حزب العمال الكردستاني يقف خلف تفجير إسطنبول “بناء على أوامر صدرت من كوباني (عين العرب)”، فيما وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إنّ “كوباني، المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرّض لقصف من طائرات الاحتلال التركي”
وأعلنت وزارة دفاع النظام التركي، الأحد، تنفيذ عملية أطلقت عليها اسم “المخلب السيف” الجوية شمالي سوريا والعراق ضد مواقع قالت إن “إرهابيي (بي كي كي)و (كي جي كي) و(بي واي جي) يستخدمونها كقاعدة للهجوم على تركيا”، ونشرت صورة لطائرة مقاتلة أثناء إقلاعها وكتبت “”حان وقت الحساب”.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن “العملية تهدف لاجتثاث الإرهاب من جذوره وتستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحق الدفاع عن النفس”.
وقتل 31 شخصاً على الأقل غالبيتهم من القوات الكردية والجيش السوري في الضربات الجوية التي شنتها تركيا فجراً في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إنّ “كوباني، المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرّض لقصف من طائرات الاحتلال التركي”.
وأفاد، على “تويتر” في ساعة متأخرة من مساء السبت، بوقوع ضربات أخرى من طائرات تركية استهدفت قريتي البيلونية في ريف حلب الشمالي المأهولة بالنازحين داخلياً قسراً من عفرين عام 2018، وظهر العرب في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي يسكنها نازحو رأس العين الذين نزحوا قسراً أيضاً بسبب ما سماه الاحتلال التركي عام 2019.
قائد قسد
وقال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية على “تويتر” إن “القصف على مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها، هذا القصف ليس لصالح أي طرف.. نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، لكن إن صارت الحرب، سيتأثر الجميع بنتائجها، فالهجمات لن تكون محدودة في مناطقنا التي تتعرض الآن لقصف عدواني همجي”.
وأضاف: “ندعو أهالينا لالتزام منازلهم والالتزام بتوجيهات قوى الأمن”.
القصف على مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها.
هذا القصف ليس لصالح أي طرف.
نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثر الجميع بنتائجها. فالهجمات لن تكون محدودة في مناطقنا التي تتعرض الآن لقصف عدواني همجي.
ندعو أهالينا لالتزام منازلهم والالتزام بتوجيهات قوى الأمن.— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) November 19, 2022
جاءت الغارات بعد أيام من نفي قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في اسطنبول في 13 نوفمبر، وأودى بحياة 6 أشخاص وإصابة 81 بجروح.
وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء امرأة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم وسط اسطنبول.
وحمّل وزير داخليّة النظام سليمان صويلو، الاثنين، حزب العمال الكردستاني المسؤوليّة عن الاعتداء، وقالت الشرطة التركية إنّ المتّهمة اعترفت بأنّها زرعت القنبلة بناء على أوامر من الحزب، وبأنّها تلقّت تعليمات من مدينة كوباني.
وتُصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة “إرهابية” وتعدّها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض ضدّها تمرّداً مسلّحاً منذ عقود.
ونفى حزب العمال الكردستاني أيّ علاقة له بتفجير اسطنبول، متّهماً الحكومة التركية بامتلاك “خطط غامضة” وبـ”إظهار كوباني كهدف”.
حان وقت الحساب
في المقابل، قالت وزارة دفاع النظام التركي على “تويتر” في ساعة متأخرة من مساء السبت، إنها “تطالب بالقصاص عن الهجوم الغادر” ونشرت صورة لطائرة مقاتلة أثناء إقلاعها، وأرفقت الصورة بعبارة “حان وقت الحساب، سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة”، في إعلان يأتي بعيد شنّ سلاح الجو التركي أكثر من 20 غارة على مواقع للقوات الكردية في شمال سوريا.
وفي تغريدة أخرى نشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر فيه موقعان متجاوران يتمّ استهدافهما بصاروخين، دون تحديد مكانهما، ولم تنشر الوزارة أيّ تفاصيل عن الغارة التي بدا أنّها نفّذت ليلاً.
Terör yuvaları tam isabet vuruşlarla yerle bir ediliyor! 🇹🇷 pic.twitter.com/9jiFRn0hej
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) November 19, 2022
ولمدينة كوباني رمزية هامة لدى وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت أول من تصدّت لتنظيم داعش وخاضت ضده عام 2014 معركة للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً.
ومنذ عام 2016 شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنّت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، هدّدت أنقرة مراراً بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، إلا أنّ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لم يحصل، وفق محللين، على ضوء أخضر من إيران وروسيا اللتين تملكان نفوذاً واسعا في سوريا، للقيام بذلك.