النقابات وأحزاب اليسار الفرنسي تدعو لاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار
وماكرون يعلن انتهاء زمن الوفرة ويدعو للوحدة في مواجهة الأزمات
مع انتهاء العطلة الصيفية، بدأت النقابات وأحزاب اليسار الفرنسي تدعو لتحركات احتجاجية في الشارع، مع تجاوز نسبة التضخم في فرنسا حاجز 7 في المئة، وارتفاع كبير جدا في الأسعار، وهو السبب نفسه الذي قاد لخروج تظاهرات السترات الصفراء قبل سنوات، فيما أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انتهاء زمن الوفرة ودعا إلى الوحدة في مواجهة الأزمات، وإلى مواصلة العمل لتقليل الاعتماد على الدول الأخرى في مجال الطاقة.
فقد عقدت الحكومة الفرنسية، أول اجتماعاتها بعد العطلة الصيفية، الأربعاء، وناقشت ملفات عدة أبرزها، ارتفاع الأسعار وتقنين الطاقة، خوفا من شتاء بارد.
ملفات ثقيلة وضعت على طاولة الحكومة في اجتماعها الأول بعد العطلة الصيفية، برئاسة ايمانويل ماكرون، الذي بدأ بخطاب رسم فيه ملامح تبدو قاتمة للسنة المقبلة التي تتصدرها أزمات الطاقة والمناخ.
انتهاء زمن الوفرة
وقال ماكرون “لم نكن نتوقع حربا على الأراضي الأوروبية لكن هذا ما شهدناه.. أضف الى ذلك أزمات أنهت زمن الوفرة في المال والماء والسلع والتقنيات لنعيش تحولات كبرى”.
من جهتها، أعلنت الحكومة الفرنسية عن مباحثات وزراية الأسبوع المقبل، وعن خطة يجري إعدادها لتأمين إمدادات الطاقة قبل دخول الشتاء المقبل.
وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية أوليفيه فيران “بحثنا عن بدائل لإمدادات روسيا للطاقة ودعمنا أسعار المحروقات ونطلب من الجميع المشاركة في خطة تقشف في استهلاك الطاقة”.
ونتيجة لهذه الأوضاع الصعبة، دعا ماكرون الفرنسيين للاستعداد لتضحيات لمواجهة الأزمات المتلاحقة، فيما تخطط الحكومة لإصلاحات اقتصادية تتضمن رفع سن التقاعد.
وكانت الحكومة الفرنسية أنفقت أكثر من 20 مليار يور لتبيث أسعار الغاز والكهرباء، لكن دعمها هذا سيتوقف بحلول نهاية العام الجاري.
الاتحاد الأوروبي
من جانبه، اعترف مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون صعبة للغاية، ويجب أن يكون الأوروبيون مستعدين لدفع ثمن الحرية والأمن.
وقال بوريل: “نعم، الأسابيع والأشهر القادمة ستكون صعبة للغاية. أولا وقبل كل شيء، بالنسبة للأوكرانيين الذين يدفعون الثمن حياتهم، وكذلك على جميع الأوروبيين الآخرين. ولكن لا يمكننا تقليل التزاماتنا أو إضعاف عزيمتنا، حتى عندما يرتفع الثمن. مستقبل الديمقراطية الأخوية والأمن الأوروبي وحتى العالمي على المحك. يجب أن نكون مستعدين لدفع هذا الثمن: ثمن حريتنا المشتركة وأمننا المشترك”.
ووفقا لبوريل، يجب أن يفكر الاتحاد الأوروبي ليس فقط في إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا، ولكن أيضا في منع نشوب صراع جديد يمكن أن يبدأ خلال شهور أو سنوات.
واعتبر أنه “في الأسابيع المقبلة، سيتعين على المجتمع الدولي الالتزام باستراتيجية ثلاثية”.
وتابع: “دعم أوكرانيا، والضغط على روسيا والتعامل مع المشاكل الأكبر للخروج من الحرب. سيكون هذا في قلب المناقشات في الجمعية العامة في نيويورك في سبتمبر”.
الغرب سيدفع ثمن مساعدة كييف
أما أمين عام حلف الناتو ينيس ستولتنبرغ، الغرب فقد أكد أن الغرب سيدفع ثمن مساعدته لكييف، إلا أنه شدد على ضرورة استمرار هذه المساعدة “رغم أنها مهمة ليست سهلة”.
وفي تصريح لقناة ZDF الألمانية، قال ستولتنبرغ: “نشهد دعما غير مسبوق من حلفاء الناتو الأوروبيين وألمانيا وكندا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى حول العالم” لأوكرانيا.
وأضاف: “لقد شاركت في منتدى “منصة القرم” للرئيس (الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي، وكانت رسالة جميع القادة الحاضرين واضحة: نقف متضامنين مع أوكرانيا وسندعمها طالما كان ذلك ضروريا”.
ولفت إلى أن تقديم الدعم العسكري لكييف ليس بالمهمة السهلة، قائلا: “أنا لا أقول إنها مهمة سهلة، فالأمر يتطلب عملا شاقا، وأنا بصدد العمل مع قادة آخرين في الناتو في أوروبا وأمريكا الشمالية لتزويدنا بالدعم بشكل مستمر”.
وأشار إلى المساهمة التي تقدمها ألمانيا في هذا الصدد، معربا عن أمله في أن “الحكومة الألمانية ستقدم المزيد”.
وحذر من أن الشتاء القادم سيكون قاسيا. وقال: “سندفع ثمن دعمنا لأوكرانيا بسبب العقوبات، وبالطبع فإن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح، لكن علينا أن نفهم أنه لا يوجد بديل”.