النهضة الإخونجية في تونس تقرر في مصير الغنوشي
شورى الحركة ينعقد وسط عاصفة من الخلافات الداخلية وانهيار في شعبية الحركة
بعد عاصفة من الخلافات الداخلية ضربت حركة النهضة الإخونجية في تونس، يعقد مجلس شورى الحركة، اليوم الأحد، اجتماعاً للحسم في ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي لرئاسة النهضة.
ويأتي الاجتماع بعد أن طالب 60 عضوا من بين 100 قيادي في الحركة، الغنوشي بعدم الترشح مجدداً، ووقعوا عريضة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الشورى.
شورى النهضة..غدا النظر في المؤتمر 11 https://t.co/PXljWfuMGc
— تونس الاخبارية (@tounsalikhbaria) November 14, 2020
وفي تصريحات مؤخراً، اعتبر الغنوشي أن وسائل الإعلام تظهر الحركة وكأنها مريضة.
كما أشار إلى أنه لا ينوي الترشح لرئاسة الحركة خلال الفترة القادمة، مؤكداً في الآن ذاته أن الحديث عن إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية يعتبر سابقاً لأوانه. وقال في حوار تلفزيوني إن “خلافات النهضة أمر عادي تمر به جميع الأحزاب السياسية”، مشدداً على أنه لم يدعُ “لتأجيل المؤتمر الـ11، بل يرغب في أن ينعقد في وقته المحدد”.
وعن خروج الخلافات إلى العلن، اعتبر أن “النقاش يجب أن يعود إلى داخل الحركة وبين منخرطيها”، مضيفاً أن الإعلام يظهر الحركة على أنها في حالة مرضية، وأن مصيرها قد يكون مشابها لمصير حزب نداء تونس، الذي أسسه الرئيس السابق، الباجي قايد السبسي، سنة 2012، وذلك في إشارة إلى تفككه.
يشار إلى أن الفصل 31 من النظام الأساسي للحركة ينص على أنه “لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين، ويتفرغ رئيس الحزب فور انتخابه لمهامه”.
وأربكت نتائج استطلاعات الرأي التونسية حسابات حركة النهضة الإخونجية، في ضوء النتائج الكارثية أصابت شعبية الحركة، وكشفت عنها سلسلة من الاستطلاعات البحثية خلال الأسابيع الماضية، الأمر الذي زاد من وتيرة المطالبات الداخلية في الحركة لتدارك حالة الانحدار في شعبية النهضة، والعمل على احداث تغيرات سريعة تبدأ بازاحة رئيس الحركة راشد الغنوشي عن المشهد السياسي التونسي.
واختار 68% من التونسيين، الذين شاركوا في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “سيغما كونساي” المتخصصة هذا الشهر ونشرت نتائجه الثلاثاء صحيفة “المغرب اليومية”، الغنوشي كأكثر شخصية سياسية في البلاد لا يثقون فيها ولا يريدون منها أن تلعب دوراً سياسيا في تونس.
وتعتبر هذه المرة السادسة على التوالي التي يتصدر فيها الغنوشي قائمة الشخصيات السياسية الأدنى ثقة لدى التونسيين، وهو ما يعكس عدم الرضا الشعبي على أدائه على رأس البرلمان وعلى نشاطاته الداخلية وتحركاته وعلاقاته الخارجية، ووجود مخاوف على تونس والمجتمع من مشروعه السياسي الذي يحمله ويسعى لتنفيذه.
وخلف الغنوشي في هذه القائمة رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب “تحيا تونس” يوسف الشاهد، وحليفه نبيل القروي رئيس حزب “قلب تونس”، الذي حلّ ثالثاً في قائمة أسوأ الشخصيات في عيون التونسيين بنسبة 57%، على بعد نقطتين من القيادي في حركة النهضة علي العريض الذي احتلّ المرتبة الرابعة.
الأوبزرفر العربي