النيجر ومالي وبوركينا فاسو تطالب مجلس الأمن بإجراءات ضد أوكرانيا
"كييف تدعم علناً الإرهاب وتهدد الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي"
طالبت النيجر ومالي وبوركينا فاسو، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات ضد أوكرانيا بسبب دعمها للإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، مؤكدين أن هذه الأعمال التخريبية تهدد استقرار منطقة الساحل وحتى القارة الأفريقية.
وجاء في رسالة مشتركة وجهها وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي دولة سيراليون، أن “وزراء الخارجية يدينون بشدة الدعم العلني، الذي تقدمه حكومة أوكرانيا للإرهاب الدولي، لا سيما في منطقة الساحل”.
وأضافت الرسالة أن “وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو، يطلبون من مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة خيار أوكرانيا المتعمد لدعم الإرهاب، من أجل منع هذه الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار منطقة الساحل وحتى القارة الإفريقية”.
وتابعت: “نرجو من سيادتكم (رئيس مجلس الأمن، الممثل الدائم لسيراليون لدى الأمم المتحدة) إطلاع أعضاء مجلس الأمن على مضمون هذه الرسالة ومرفقها وإصدارهما كوثيقتين رسميتين من وثائق المجلس”.
وأعلنت جماعات مسلحة مالية، في 28 تموز/ يوليو الماضي، تحقيق “انتصار كبير” على جيش البلاد المدعوم من مجموعة “فاغنر” الروسية.
لم يتم استلام الرسالة (النداء)
من جانبه، صرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الأربعاء، بأن أمانة المنظمة العالمية لم تتلق بعد رسائل من تحالف دول الساحل (الإفريقي) تطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات ضد كييف بسبب دعمها للإرهاب.
وقال دوجاريك في تصريحات صحافية: “لم يتم استلام الرسالة (النداء) بعد، وسيتم عرضها على أعضاء مجلس الأمن حسب الاقتضاء. وظيفتنا هي تشجيع الجميع على العمل من أجل ضمان الاستقرار في منطقة الساحل، حيث نشارك هناك بنشاط بالغ”.
دعم أوكرانيا لهجمات ضد جيش مالي وحلفاء روسيا
وفي وقت سابق، صرح المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف، لوسائل إعلامية، بأن “أوكرانيا ساعدت الجماعات الأزوادية المسلحة، التي تسيطر على مناطق في شمالي مالي، بالمعلومات الاستخبارية لتنفيذ هجمات ضد جيش مالي وحلفاء روسيا”.
وذكرت مجموعة “فاغنر” أنها خاضت معارك عنيفة مع مسلحين متطرفين في مالي، خلال الفترة من 22 إلى 27 يوليو الماضي، وقُتل عدد من مقاتليها، بينهم قائد فصيلة.
قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا
وأعلنت مالي، في 4 آب/ أغسطس الجاري، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، بشكل فوري، وذلك على خلفية دعم كييف للجماعات الإرهابية، التي هاجمت الجيش المالي في تينزاواتين شمالي البلاد، أواخر الشهر الماضي.
وجاء في بيان صادرعن حكومة البلاد أن “الحكومة الانتقالية لجمهورية مالي، أحيطت علمًا بدهشة بالغة، بالتصريحات التخريبية التي اعترف بها السيد أندريه يوسوف، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بتورط أوكرانيا في هجوم جبان وغادر وهمجي شنته مجموعات إرهابية مسلحة، ما أدى إلى مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تينزاواتين، فضلًا عن وقوع أضرار مادية”.
وأضاف البيان: “في أعقاب تورط أوكرانيا المعترف به في العدوان على مالي، تقرر الحكومة الانتقالية لجمهورية مالي اتخاذ التدابير اللازمة والمتمثلة في قطع العلاقات الدبلوماسية بأثر فوري بين جمهورية مالي وأوكرانيا”، فضلًا عن “إحالة القضية إلى الجهات القضائية المختصة باعتبار أن التصريحات الأوكرانية تشكل أعمالًا إرهابية ودعوة للإرهاب”.
وأعلنت النيجر، في 6 أغسطس الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، بأثر فوري، وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أمادو عبد الرحمن، في بيان متلفز: “قررنا قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، بأثر فوري. الحكومة في النيجر علمت بالتصريحات التخريبية وغير المقبولة، التي أدلى بها المتحدث باسم الاستخبارات (العسكرية) الأوكرانية”.
كما استدعت وزارة الخارجية السنغالية، في 3 أغسطس الجاري، السفير الأوكراني لدى داكار، على خلفية دعمه لمنفذي الهجوم الإرهابي الذي تعرض له شمال مالي، في الآونة الأخيرة، وأكدت أن “داكار ترفض الإرهاب بجميع أشكاله، ولا يمكن أن تقبل بالتعليقات التي تمجده من على أراضيها، خاصة عندما يكون الهدف من ذلك زعزعة استقرار بلد شقيق مثل مالي”.
وأدانت وزارة خارجية بوركينا فاسو، نشر السفارة الأوكرانية في داكار مقطعًا مصورًا دعائيًا تُقدم فيه الدعم للجماعات الإرهابية المسؤولة عن الهجوم المرتكب ضد الجيش المالي، أواخر يوليو الماضي، في منطقة تينزاواتين، مؤكدة دعمها لباماكو في معركتها ضد الإرهاب.