الوفد المصري ينسحب من اجتماع وزارء الخارجية العرب احتجاجاً على تولي المنقوش رئاسة الجلسة
المنقوش ممثلة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية
خلال الاجتماع العادي لوزراء الخارجية العرب في دورته 158، انسحب الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية، سامح شكري، اليوم الثلاثاء.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، إن الوزير سامح شكري والوفد المرافق له، غادروا الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، بسبب “تولي نجلاء المنقوش الممثلة لحكومة منتهية ولايتها، رئاسة أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب”.
وعُقدت الجلسة برئاسة نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة، التي أقالها البرلمان الليبي، وكلف فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة.
وأوضح السفير أحمد أبو زيد في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن “هذا الموضوع كان محل نقاش في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية”، مضيفاً أنه “علينا الانتظار لما ستسفر عنه اجتماعات المجلس على مدار اليوم في هذا الشأن”.
وتوجد في ليبيا حالياً حكومتان متنافستان منذ مارس الماضي، عندما عيّن مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا ليحل محل الدبيبة، الذي رفض تسليم السلطة إلا لحكومة مُنتخبة. وشهدت العاصمة طرابلس مؤخراً مواجهات دامية بين مسلحين موالين للحكومتين، ما أوقع العديد من الضحايا.
المنقوش ترأست الدورة
وعقد الاجتماع برئاسة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة (المقالة من البرلمان)، التي تسلمت رئاسة الجامعة في دورتها الحالية من نظيرها اللبناني عبد الله بوحبيب، الذي ترأست بلاده الدورة 157.
ووفق بيان لوزارة الخارجية في حكومة الدبيبة، نوهت المنقوش في كلمتها أمام الجامعة إلى أنها “أول إمرأة عربیة ووزیرة خارجیة تستلم مھام ھذا المنصب الدوري، ودلالة ھذا الأمر على تطور العمل السیاسي بالمنطقة، رغم كل الصعوبات التي تواجه المشاركة السیاسیة للمرأة العربیة”.
ولفتت إلى ضرورة “بذل جھود استثنائیة تحافظ على استقرار الدول العربیة، ومنع تطور الأحداث بشكل سلبي بالدول الشقیقة التي تعاني ویلات الحروب والإنقسام وخطر الإرھاب وتداعیات الأزمات الاقتصادیة”.
وتطرقت إلى الأوضاع في ليبيا بالقول إنه “بالعمل الدؤوب والإرادة الوطنیة للیبیین وبدعم أشقائھم العرب الذي یجب أن یتواصل، سنتمكن من إجراء انتخابات وطنیة في لیبیا وفق لقوانین نزیھة وعادلة وقبلھا تھیئة الظروف الملائمة لإجرائھا في كافة مناطق لیبیا”.
ودعت المنقوش إلى إعادة تفعیل “اللجنة الرباعیة الخاصة بلیبیا”، حتى تتمكن جامعة الدول العربیة من “العمل سویة مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفریقي والاتحاد الأوروبي” أعضاء اللجنة الرباعیة، و”تنسیق الجھود الإقلیمیة والأممیة لتنفیذ التزامات جمیع الأطراف بمقررات ملتقى الحوار السیاسي الذي رعته الأمم المتحدة ومؤتمري برلین الأول والثاني”.
وطالبت المنقوش في كلمتها “بانعقاد اللقاء التشاوري المقبل على مستوى وزراء خارجية العرب في طرابلس التي سبق لھا قبل ما یقرب من عام، استضافة مؤتمر دولي لدعم استقرار لیبیا”، مؤكدة الإصرار على “استعادة دور لیبیا الداعم للاستقرار والسلام في المنطقة ومحیطھا الإفریقي والأوروبي”.
كلمة أبو الغيط
وفي كلمة خلال الجلسة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن “العالم العربي، على ما يعانيه من أزمات وبرغم ما يواجهه من تحديات، لا يزال قادراً على الاستجابة للتحديات، ككتلة إقليمية صلبة ومتراصة”.
وأضاف أن “العالم يعيش حالة خطيرة، نلمسها جميعاً، من تلاحق الأزمات وتداخلها وتسارع وتيرتها، وما من دولة إلّا وتجد نفسها اليوم في خضم هذه الأزمات بصورة أو بأخرى، مضطرة للتعامل مع تبعاتها والتجاوب مع مجرياتها”.
وتابع: “وليس عالمنا العربي ببعيد عن هذه الأزمات ومخاطرها، وليست دولنا العربية بمنأى عن ارتدادات شديدة نشأت بالأساس عن الحرب في أوكرانيا، وقبلها أزمة كورونا وما خلّفته من تباطؤ اقتصادي واضطراب في الأسواق وسلاسل التوريد على صعيد عالمي”.
وأكد أن “هذه الأزمات كشفت، من بين ما كشفت، عن ترابط القضايا والمشكلات في سلسلة متصلة، فالطاقة والأمن الغذائي والتغير المناخي على سبيل المثال، جميعها قضايا مترابطة لا انفصال بينها، وهي قضايا ترتبط بالأمن العالمي، وبالعلاقات بين القوى الكبرى، صراعاً أو اتفاقاً” .
فتنة العراق
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الرأي العام العربي يتابع ما يجري في العراق “بقلقٍ بالغ”، مضيفاً: “لقد وُئدت خلال الأيام الماضية فتنةٌ كادت أن تلقي بالبلاد في أتون المزيد من الصراع والعنف”، وحذر من مخاطر استمرار الأزمة السياسية.
وطالب كافة القوى السياسية والمكونات في العراق باللجوء للحوار السياسي سبيلاً وحيداً لمعالجة الخلافات، والابتعاد عن العنف أو التهديد به، والإبقاء على مشاكل العراق في داخل العراق.
ولفت إلى أن الشعب العراقي عانى كثيراً، وهو يتطلع بكل أطيافه إلى الاستقرار السياسي والأمان الاقتصادي، ويسعى لأن ينأى ببلده عن الاستقطاب الإقليمي.
يشار إلى أن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، يأتي في ظل الاستعدادات لبدء أعمال الدورة (158) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.