الولايات المتحدة تطلب من مواطنيها عدم السفر إلى أوكرانيا
روسيا تضع الناتو بين خياري المحادثات الجادة والرد العسكري
طلبت الولايات المتحدة من مواطنيها بعدم السفر إلى أوكرانيا بسبب تزايد التهديدات الروسية في تلك المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، النقاب عن أن المقترحات الأمنية التي قدمتها موسكو هي محاولة لتحويل السيناريو العسكري المحتمل إلى عملية سياسية.
وقالت روسيا، التي تعزز وجود قواتها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، أمس الجمعة، إنها تريد ضمانة ملزمة قانونا بأن حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيتخلى عن أي نشاط عسكري شرق أوروبا وأوكرانيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ألكسندر جروشكو قوله، إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات “لتحويل سيناريو المواجهة العسكري إلى عملية سياسية تعزز بالفعل الأمن العسكري”.
الضمانات الأمنية
وكشفت روسيا عن مجموعة من الضمانات الأمنية التي تريدها من الغرب، بما في ذلك وعود بالتخلي عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا وشرق أوروبا وعدم توسيع الحلف.
وقدمت موسكو مقترحاتها للولايات المتحدة هذا الأسبوع وسط تزايد التوتر بشأن حشد قوات روسية بالقرب من أوكرانيا.
وتقول روسيا إنها ترد على ما تعتبره تهديدا لأمنها نتيجة علاقات أوكرانيا المتزايدة مع حلف الأطلسي وتطلعها للانضمام إليه.
وتابعت، أن الخطة الأمنية المزمعة وسيلة لنزع فتيل التوتر في أوروبا لتجنب المواجهة العسكرية، وأوجزت وكالة الإعلام الروسية النقاط الرئيسية في مقترحات موسكو على النحو التالي:
عدم توسع حلف شمال الأطلسي أكثر من هذا وعدم انضمام أوكرانيا إليه، عدم نشر قوات وأسلحة إضافية خارج الدول التي كانت بها في مايو/أيار 1997 (قبل انضمام أي من دول أوروبا الشرقية للحلف)، إلا في حالات استثنائية وبموافقة روسيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي.
وتخلي حلف شمال الأطلسي عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا وشرق أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى، وعدم نشر صواريخ متوسطة وأقصر مدى في أماكن يمكن أن تصيب منها أراضي الجانب الآخر.
وعدم إجراء تدريبات بأكثر من لواء عسكري واحد في منطقة حدودية متفق عليها، وتبادل المعلومات الخاصة بالتدريبات العسكرية بشكل دوري، تأكيد أن كلا من الطرفين لا يعتبر الآخر خصما، والاتفاق على حل جميع النزاعات سلميا والامتناع عن استخدام القوة.
بجانب الالتزام بعدم خلق أجواء تُعتبر تهديدا للطرف الآخر، ومد خطوط ساخنة للاتصالات الطارئة.
رد عسكري
بدوره دعا رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، قسطنطين جافريلوف، الاثنين، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى اتّخاذ إجراءات سياسية ملموسة بشأن الأزمة مع أوكرانيا، محذراً من أن البديل سيكون “رداً عسكرياً”، مشيراً إلى أنها “لحظة حقيقة في العلاقات بين موسكو وبروكسل”.
وأضاف جافريلوف، في تصريحات لقناة “روسيا 24” أوردتها وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء: “يدرك الناتو أنه لا يمكن دائماً أن يخطو على النقاط المؤلمة لروسيا، وإلّا فسيتعين على موسكو تقديم رد عسكري”.
وتابع: “يجب أن تكون المحادثات جادّة، والجميع في حلف شمال الأطلسي يفهم جيداً أنه على الرغم من كل القوة والسلطة، إلّا أنه من الضروري اتّخاذ إجراءات سياسية ملموسة، وإلّا فإن البديل هو الردود العسكرية والتقنية الروسية”.
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع أكدوا في بيان الأسبوع الماضي، التزاماتهم “التي لا تتزعزع” تجاه سيادة أوكرانيا وحقها في تحديد مستقبلها الخاص، مطالبين روسيا بـ”تهدئة التصعيد ومتابعة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية”، في حين حذروها من “عواقب وخيمة”، إذا قامت بـ”غزو أوكرانيا مجدداً”.
دور الاتحاد الأوروبي
في سياق متصل، قال السفير الروسي في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف، خلال مقابلة مع صحيفة “إزفستيا”، الاثنين، إن الاتحاد “يمكن أن يلعب دوراً داعماً” في المفاوضات بشأن “الضمانات الأمنية” بين موسكو وواشنطن.
وأضاف: “من الواضح أن الاتحاد الأوروبي كمنظمة غير عسكرية يمكنه أن يلعب دوره الداعم في المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية إذا تمت. بالطبع، من الضروري التحدث مع تلك الدول”، مشيراً إلى أن مصير الأمن الأوروبي “مرهون إلى حد كبير ونحن مستعدون لهذا الحوار”.
وأشار تشيزوف إلى أن الشركاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، يظهرون استعدادهم، على الرغم من وجود العديد من الادعاءات المختلفة، مضيفاً: “الجميع يتهمنا بأن لدينا خطوطاً حمراء، لكنهم يفعلون الشيء نفسه بالضبط، فخطوطهم الحمراء لا تمليها المصالح الأمنية، ولكن من خلال المواقف التفاوضية”.
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن رد فعل الاتحاد الأوروبي على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية قد يكون “غامضاً”، وسيكون مستوى التفاهم والاستعداد لأخذ مخاوف روسيا في الاعتبار مختلفاً، ما يعني أن “العمل القادم لن يكون سهلاً”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قال في وقت سابق الاثنين إن الولايات المتحدة “لم ترد بعد” على مقترحات روسيا بشأن “الضمانات الأمنية”.
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة “تاس” الروسية للأنباء: “حتى الآن، سمعنا ملاحظات عامة مختلفة، معظمها من أولئك الذين لا يمثلون الولايات المتحدة، لكنها مهمة أيضاً. الشيء المهم هو أن نرى ما يجب أن تقوله واشنطن”.
والجمعة الماضي، نشرت وزارة الخارجية الروسية مسوّدة مقترحة لاتفاقية “الضمانات الأمنية” بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، تنص على تعهد دول الحلف باستبعاد انضمام أوكرانيا إليه وتوسيعه، قائلة إنها تريد “التفاوض بدءاً من السبت” على هذه الإجراءات لمنع تصعيد التوتر.
ويشير مشروع اتفاقية الضمانات الأمنية إلى السماح بنشر القوات والأسلحة داخل أوروبا في حالات استثنائية بموافقة روسيا وأعضاء الحلف، كما تضمن اقتراحاً روسياً بتخلي الحلف عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا، وأوروبا الشرقية، ومنطقة القوقاز، وآسيا الوسطى.