الولايات المتحدة وإيران تحرزان تقدماً في محادثات فيينا
ذكر مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الولايات المتحدة وإيران أحرزتا تقدماً في محادثات فيينا، وإن الفجوات المتبقية يمكن سدّها “خلال أسابيع” لكن ليس بالكامل، فيما تعهدت إيران “مواصلة المحادثات مهما تطلبت من وقت”.
وقال المسؤول الذي تحدّث لصحيفة “واشنطن بوست””: “إن المفاوضات غير المباشرة الهادفة للعودة إلى الاتفاق النووي أحرزت تقدماً في كل قضية، كل مرة نلتقي فيها منذ انطلاقها قبل شهرين، وإن الفجوات المتبقية يمكن سدّها خلال أسابيع، لكن بنسبة 70 أو 80%”.
فيما قال مسؤول أوروبي مشارك في المفاوضات للصحيفة: “رغم أن هناك مسائل عالقة مرتبطة بالعقوبات الأميركية، إلا أننا متفائلون بأن الاتفاق ممكن، لكن ليس بشكل كامل، والأمور المتبقية تتعلق بالسياسة”.
ضمانات
بدوره، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، الأحد، إن هناك حاجة لكثير من المناقشات والمشاورات السياسية والفنية والقانونية في محادثات فيينا، مؤكداً “أننا سنواصل هذه المحادثات مهما تطلبت من وقت”، حسبما نقلت وكالة “إرنا” للأنباء.
وأشار عراقجي في مقابلة مع قناة “برس تي في” الإيرانية إلى أنه “على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي أن تُطمئن إيران بأن ما حدث في الماضي (انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق) لن يتكرر في المستقبل”. وقال: “لا يزال هناك العديد من القضايا الفنيّة التي يتعين التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها ويتعين حلها”.
من جانبه، قال مندوب روسيا في المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة على “تويتر”، إنه “لا يتوقع انتهاء المحادثات خلال الأيام المقبلة”.
وأضاف أن الوفدين الروسي والإيراني ناقشا، الأحد، المشاكل العالقة الخاصة بالاتفاق النووي. مشيراً إلى أن المناقشات “جرت كالعادة في أجواء دافئة وبنّاءة وعملية”.
توقعات الاتفاق
الجولة السادسة من مفاوضات فيينا انطلقت، السبت، في محاولة أخيرة لـ”إزالة الخلافات”، وسط آمال بالتوصل إلى اتفاق وشيك.
وتوقع مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي للمحادثات، إنريكي مورا، الذي يقود الدبلوماسية المكوكية بين إيران والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة، لكن مبعوثين آخرين أبدوا قدراً أكبر من الحذر، وقالوا إن الكثير من القضايا الصعبة لم تُحل بعد.
وقال ناطق من الاتحاد الأوروبي في بيان: “نحن نحرز تقدماً، لكن المفاوضات محتدمة وهناك عدد من القضايا لا تزال عالقة، بما في ذلك كيفية تنفيذ الخطوات” التي يتم الاتفاق عليها. وأضاف أن الهدف يتمثل في “إيجاد سبل تتيح التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة”.
واستبعد عراقجي، التوصل لما وصفه بـ”خلاصة نهائية” خلال الجولة الجديدة من المفاوضات، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء “فارس” الإيرانية الرسمية السبت.
إلغاء العقوبات
الولايات المتحدة وإيران تتفاوضان بشكل غير مباشر منذ شهرين، عبر وساطة الاتحاد الأوروبي، من أجل عودة الامتثال لشروط الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، بعدما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران كجزء من حملة “الضغط الأقصى”، وهو ما ردّت عليه طهران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60% لتقترب من إنتاج قنبلة نووية.
وحددت إيران شرطها من أجل العودة للاتفاق برفع العقوبات الاقتصادية بالكامل، في حين حددت إدارة بايدن (التي تفاوض على العودة للاتفاق) أي عقوبات هي مستعدة لرفعها، قائلة إن “مئات” العقوبات ستظل سارية على طهران حتى إذا عاود البلدان الامتثال للاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء الماضي، إنه في حال التوصل إلى تسوية في ختام مفاوضات فيينا “فسيقع على عاتقنا رفع العقوبات التي تخالف” أحكام اتفاق 2015، لكن “سنبقي عقوبات لا تخالف هذا الاتفاق، وتشمل الكثير من سلوك إيران المضر في سلسلة من المجالات”.
والأسبوع الماضي، رفعت الإدارة الأميركية العقوبات عن شركتين إيرانيتين و3 مسؤولين حكوميين سابقين، “نتيجة تغيير تم التحقق منه في الوضع أو السلوك من جانب الأطراف الخاضعة للعقوبات”، وفق بيان وزارة الخارجية الأميركية.
لكن في الوقت نفسه، فرضت الإدارة عقوبات جديدة على عشرات الكيانات والأفراد الإيرانيين الذين قالت إنهم متورطون في الدعم المالي لجماعة الحوثي في اليمن.
نتائج الانتخابات الإيرانية
المخاوف تسود من أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو المقبل إلى تهديد مفاوضات فيينا، نظراً لترجيح كفة الفوز لمرشح متشدد ضد الغرب.
وحذرت وكالة “بلومبرغ” من أن “التغيير السياسي” المرتقب في إيران قد يهدد مفاوضات فيينا ويجعلها “أكثر تعقيداً”، وقالت إن القوى العالمية وإيران ستحاول إحياء الاتفاق النووي للمرة الأخيرة في الجولة السادسة من المفاوضات، قبل أن يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد يُرجَّح أن يكون “أقل استعداداً لتقديم تنازلات للغرب”.
ومنذ أسابيع، حذّر دبلوماسيون أوروبيون من أن إحياء الاتفاق ربما يصبح أكثر تعقيداً، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية في إيران.
في المقابل، قال ناطق باسم الحكومة الإيرانية، هذا الأسبوع، إن نهج بلاده تجاه إحياء الاتفاق لن يتغير بعد مغادرة الرئيس الحالي حسن روحاني منصبه في أغسطس المقبل.
ولكن من المتوقع إلى حد كبير أن يخلف روحاني رئيسُ السلطة القضائية الإيرانية المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي الذي يعتبر بوجه عام معادياً للعمل مع الولايات المتحدة، وفق “بلومبرغ”.