الولايات المتحدة وبريطانيا تواصلان عدوانهما على اليمن
جماعة "أنصار الله" تعلن استمرار عملياتها حتى وقف الإبادة الجماعية في غزة
شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على 36 هدفاً في اليمن، أمس السبت، استهدفت منشآت تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومنظومات ومنصات إطلاق صواريخ وغيرها من القدرات التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر، فيما قالت جماعة “أنصار الله” إن العدوان الأمريكي البريطاني على المدن اليمنية ليلة السبت “لن يمر دون رد.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، “هذا العمل الجماعي يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأنهم سيستمرون في تحمل المزيد من التداعيات إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية على الملاحة الدولية وسفن البحرية”.
وتتزامن الضربات الجوية في اليمن مع عدوان أمريكي عسكري على مناطق في العراق وسوريا، بعد مصرع ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون مدعومون من إيران على موقع في الأردن.
ونفذت الولايات المتحدة يوم الجمعة الموجة الأولى من هذا العدوان، إذ ضربت في العراق وسوريا أكثر من 85 هدفا مرتبطا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها بحسب التصريحات الأمريكية، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 شخصا.
وفي حين تتهم واشنطن الفصائل الموالية لإيران بمهاجمة القوات الأميركية في قواعد في العراق وسوريا والأردن، فإن الحوثيين اليمنيين المرتبطين بإيران يستهدفون بانتظام السفن التجارية والسفن الحربية في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين بينما تشن إسرائيل هجوما على قطاع غزة. لكنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يصفون هذه الهجمات بأنها عشوائية وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.
لن تمر دون رد
في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي إن العدوان الأمريكي البريطاني على المدن اليمنية ليلة السبت “لن يمر دون رد.. ولن يغير موقفنا حتى تتوقف جرائم الإبادة في قطاع غزة”.
وقال في تغريدة على شبكة “X” بعد الهجمات الأمريكية والبريطانية “نؤكد أن عملياتنا العسكرية ضد إسرائيل ستستمر حتى تتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة ويرفع الحصار عن سكانها مهما كانت الظروف. مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.
وتابع “حربنا أخلاقية، ولولا تدخلنا لنصرة المظلومين في غزة، لما وجدت الإنسانية بين البشر”.
وأكد أن “العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لن يمر دون رد وسنقابل التصعيد بالتصعيد”.
خطوط الشحن تتخلى عن الطريق التجاري الحيوي
وفي مواجهة العنف المتصاعد في البحر الأحمر، تخلت خطوط الشحن الرئيسية إلى حد كبير عن الطريق التجاري الحيوي واتجهت إلى طرق أطول حول إفريقيا. وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، ما زاد المخاوف بشأن التضخم العالمي.
وشنت الولايات المتحدة أكثر من 12 ضربة ضد أهداف للحوثيين في الأسابيع القليلة الماضية، إلا أنها لم تفلح إلى الآن في وقف هجمات الجماعة.
وقبل ساعات فقط من أحدث موجة كبيرة من الضربات من البحر والجو، أصدرت القيادة المركزية للجيش الأميركي بيانات تتضمن تفاصيل ضربات أخرى أكثر محدودية في اليوم الماضي والتي تضمنت ضرب ستة صواريخ كروز كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها ضد السفن في البحر الأحمر.
وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا (0100 بتوقيت غرينتش)، قصف الجيش الأميركي صاروخ كروز مضاد للسفن تابعا للحوثيين كان مجهزا للإطلاق.
وقالت الولايات المتحدة إنه بالإضافة إلى القدرات الصاروخية، استهدفت الضربات مواقع تخزين وعمليات الطائرات المسيرة والرادارات والطائرات الهليكوبتر.
وعلى الرغم من الضربات ضد الجماعات المدعومة من إيران، قال البنتاغون إنه لا يريد الحرب مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد الحرب أيضا. ويكثف الجمهوريون الأميركيون الضغوط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران.
ولم يتضح كيف سترد طهران على الضربات التي لا تستهدف إيران بشكل مباشر ولكنها تضعف الجماعات التي تدعمها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات في العراق وسوريا تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأميركية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.