اليسار الفرنسي يقلب الطاولة على ماكرون واليمين المتشدد
ميلانشون يتلو خطاب النصر بالدعوة إلى "فرنسا جديدة"
شهدت الجولةُ الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، نتائج خالفت كل التوقعات. وجاءت الأولية منها بتصدُر تحالف اليسار الفرنسي الذي يتبنى مواقف مختلفة عن السياسات الفرنسية التقليدية، وحل فيها أقصى اليمين ثالثا، ليتوسطهما معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون.
وحقّقت “الجبهة الشعبيّة الجديدة“، المؤلّفة من أحزاب تختلف على عدد من الملفّات، مفاجأة بحلولها في المرتبة الأولى، مع توقّع نيلها 171 إلى 187 مقعدا من إجمالي 577 مقعدا.
وفي خطاب الفوز، قال زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون لأنصاره: “ينبغي لبلادنا أن تكون فرنسا جديدة، التي تطوي صفحة الذكورية، والعنصرية، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية، وكراهية الأديان”.
ودعا ميلانشون رئيس الوزراء للاستقالة وأنه “ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية والتي ينتمي إليها حزبه (فرنسا الأبية) أن تحكم”.
ويضم تحالف الجبهة الشعبية الجديدة (يسار) الاشتراكيين – الخضر – الحزب الشيوعي – حزب فرنسا الأبية ومن أبرز تعهداته وضع حد أقصى لأسعار السلع الأساسية ورفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء تعديلات نظام التقاعد.
موقف ميلانشون من حرب غزة
وتعرّض ميلانشون لانتقادات عديدة بسبب موقفه من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، واتُهم سابقا بـ”معاداة السامية”.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال ميلانشون إن ما تقوم به “إسرائيل” في غزة “ليس دفاعاً مشروعاً عن النفس وإنما إبادة عرقية”.
ودعا زعيم حزب “فرنسا الأبية” إلى وقف إطلاق النار في غزة، وطالب فرنسا بالعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية وأيضا الاعتراف بفسطين.
من هو ميلانشون؟
- مواليد أغسطس/آب عام 1951 في مدينة طنجة المغربية من والدين من أصل إسباني.
- والده كان موظف بريد وأمه مدرّسة.
- بعد طلاق والديه، انتقل مع أمه إلى فرنسا واستقرت في منطقة الجورا (شرق البلاد) حيث تلقى جان لوك تعليمه في مدارس وجامعات المنطقة، فحصل على إجازتين في العلوم الإنسانية والآداب الحديثة.
- عمل في التعليم والصحافة.
- في بداية انخراطه بالعمل السياسي انتمى إلى التنظيمات اليسارية.
- انضم في سبعينيات القرن الماضي إلى الحزب الاشتراكي بعد أن أمسك ناصيته الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران.
- برز اسمه داخل صفوف الحزب، فانتقل إلى المنطقة الباريسية.
- انتخب في العام 1976 عضواً عن الحزب الاشتراكي في بلدية مدينة ماسي (جنوب باريس) ولاحقاً عضو المجلس المحلي لإقليم أيسون.
- دخل عام 1986 مجلس الشيوخ.
- 2002، تم تعيينه وزيراً مفوضاً للتعليم المهني وشكل هذا المنصب تجربته الحكومية الوحيدة.
- 2009 انتخب نائبا في البرلمان الأوروبي وأعيد انتخابه في 2014.
- خلال وجوده في صفوف الاشتراكيين، انتمى ميلانشون إلى الجناح اليساري المتشدد.
- بعد وصول فرنسوا أولاند المرشح الاشتراكي إلى الرئاسة 2012 كان ميلانشون من أشد النواب انتقاداً لأدائه.
- انضم إلى مجموعة النواب «المتمردين». وانتهى به الأمر إلى الخروج منه وتأسيس «حزب اليسار».
- 2016 أسس حزب «فرنسا الأبية» الذي ما زال يقوده.
- ترشح للرئاسة 3 مرات في 2012 و2017 و2022 .
وتصفه الصحف الفرنسية بالعديد من الألقاب، حيث أسمته “لو فيغارو” بـ “تشافيز فرنسا” في إشارة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، أما “ليبراسيون” فقالت إن ميلانشون يسير في السياسة الخارجية على خطى “شافيز وبوتين”.
ويعترف الجميع بأن ميلانشون خطيب مفوّه، قوي الشخصية والشكيمة والحجة. إلا أن أخطاءه كثيرة، وبعض تصرفاته توفر لخصومه، وهم كثر، وليس فقط من اليمين، الحجج لمهاجمته.