اليمين المتطرف يتقدم في الانتخابات الأوروبية
زلزال سياسي يضرب كبار الخاسرين "ماكرون ووشولتز"
شهدت الانتخابات الأوروبية تقدم لتيارات اليمين المتطرف في عدد من الدول، محدثة زلزالا سياسيا في فرنسا وألمانيا، لكن احتفظ اليمين والاشتراكيون والليبراليون مجتمعين بالغالبية في البرلمان الأوروبي.
احتفظت مجموعات الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و”تجديد أوروبا” (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي رغم تقدم كبير لقوى اليمين المتطرف على ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان الأحد.
ومع 181 مقعدا متوقعا للحزب الشعبي الأوروبي و135 للاشتراكيين والديموقراطيين و82 لـ”تجديد أوروبا” (رينيو يوروب) تشكل هذه الأحزاب “الائتلاف الكبير” الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعدا من أصل 720.
واختتم الناخبون في 21 دولة بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، انتخابات البرلمان الأوروبي التي استمرت 4 أيام، الأحد.
ألمانيا.. اليمين المتطرف يكسب أرضا وشولتز سيعاني
أظهرت التوقعات أن الأحزاب الحاكمة في ألمانيا تتجه نحو تحقيق نتائج ضعيفة للغاية وأن الحزب اليميني المتطرف “البديل من أجل ألمانيا” حقق مكاسب في انتخابات الأحد للبرلمان الأوروبي، فيما يتوقع أن تظل المعارضة المحافظة السائدة أقوى قوة سياسية في الهيئة التشريعية في البلاد.
أظهر انتخابات الأحد أن الخاسر الأكبر هو الحزب الحاكم في ألمانيا، بقيادة المستشار أولاف شولتس.
وكشفت توقعات التليفزيون الألماني، فوز الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس بـ 14 بالمائة من الأصوات فقط، مقارنة بـ 15.8 بالمائة من الأصوات التي حققوها عام 2019، وهي بالفعل أسوأ نتيجة لهم بعد الحرب العالمية الثانية في الانتخابات التشريعية، وأقل بكثير من أدائهم في الانتخابات الوطنية الأخيرة في ألمانيا عام 2021.
حصل حزب البديل من أجل ألمانيا، على أكثر من 16 بالمائة من الأصوات. هذا أفضل من أدائه البالغ 11 بالمائة في عام 2019، لكنه لا يزال أقل إلى حد ما من تقييمات استطلاعات الرأي في بداية العام.
أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دعم حزب الخضر البيئي، ثاني أكبر حزب في ائتلاف شولتس، من 20.5 بالمائة التي حصل عليها قبل خمس سنوات إلى حوالي 12 بالمائة.
فرنسا.. اليمين يسيطر وماكرون يدعو لانتخابات مبكرة
فاز اليمين المتطرف الفرنسي بقيادة جوردان بارديلا ومارين لوبان، الأحد، بالانتخابات الأوروبية في فرنسا بحصوله على نسبة تراوح بين 31,5 و32,5 % من الأصوات أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدي الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
وحل في المرتبة الثانية حزب الغالبية الرئاسية مع 15,2 % من الأصوات وأتت في المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعي-الديموقراطي رافاييل غلوكسمان مع 14 %.
ويشكل ذلك فشلا ذريعا لغالبية الرئيس الفرنسي التي كان التجمع الوطني اليمني المتطرف يسبقها في انتخابات العام 2019 بنقطة مئوية واحدة بحصوله على 23,34 % في مقابل 22,42 % للغالبية الرئاسية.
إثر إعلان هذه التقديرات طالب بارديلا البالغ 28 عاما بانتخابات تشريعية في فرنسا.
وقال “لا يمكن للرئيس أن يتجاهل الرسالة التي وجهها الفرنسيون. نطالب بأن يأخذ علما بهذا الوضع السياسي الجديد ويحتكم للشعب الفرنسي وينظم انتخابات تشريعية جديدة”.
وعلى إثر النتيجة، أعلن ماكرون حل الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات في 30 يونيو.
هولندا.. فيلدرز يحظى بنسبة مهمة
وفي هولندا، كان حزب خيرت فيلدرز اليميني المتطرف يحتل المركز الثاني بفارق ضئيل خلف تحالف اليسار والخضر. وبدا أن حزب حرية فيلدرز سيفوز بنسبة 17.7 بالمئة من الأصوات، لكنه جاء في المرتبة الثانية بعد تحالف اليسار والخضر بقيادة نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانز، الذي حصل على 21.6 بالمئة.
أوربان: اذهبوا يمينا
يوم الأحد، قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي يقود حكومة قومية متشددة ومعادية للمهاجرين، للصحفيين بعد الإدلاء بصوته: “الحق أمر جيد. الذهاب إلى اليمين هو دائما جيد. اذهبوا يمينا!”
النمسا.. وصعود اليمين المتطرف
وقالت هيئة الإذاعة الوطنية النمساوية إن حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا يتصدر عملية فرز الأصوات في البلاد ويقدر أنه حصل على 27 بالمائة من الأصوات.
وتعتبر هذه المرة الاولى التي يفوز فيها الحزب النمساوي اليميني بأصوات البرلمان الأوروبي.
اليونان.. المحافظون يتقدمون
تشير التقديرات إلى أن حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يتقدم بنسبة تتراوح بين 28 و32 بالمئة من الأصوات، وفقا لاستطلاع آراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع نشرته هيئة الإذاعة الوطنية إي آر تي.
إلى أين تتجه أوروبا؟
تتوقع استطلاعات الرأي أن يخسر الليبراليون والخضر المؤيدون لأوروبا مقاعدهم، مما يقلل أغلبية يمين الوسط ويسار الوسط ويعقد الجهود الرامية إلى إقرار قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي أو زيادة التكامل الأوروبي.
وتضرر العديد من الناخبين من أزمة تكلفة المعيشة، وتساورهم مخاوف بشأن الهجرة وتكلفة التحول الأخضر، ويشعرون بالانزعاج بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا.
واستغلت الأحزاب المتشددة واليمينية المتطرفة هذا القلق وعرضت على الناخبين بديلا للتيار الرئيسي.
ما الذي قد يتغير في أوروبا إذا تحول البرلمان الأوروبي إلى اليمين؟
التصدي للسياسات الخضراء
كان الاتحاد الأوروبي يرعى منذ فترة طويلة طموحا هائلا وهو أن يكون متقدما على بقية العالم عندما يتعلق الأمر بالبيئة. لكن الناخبين في أوروبا يشعرون بقلق متزايد بشأن تكلفة “التحول الأخضر” الذي بات أمرا مزعجا للملايين في أوروبا.
وعدت الأحزاب اليمينية بـ”اتحاد أوروبي مختلف”، يمنح المزيد من السلطة للدول القومية، ويحد من “تدخل بروكسل” في الحياة اليومية.
نجاح اليمين سيصعب حصول المفوضية الأوروبية على المزيد من القوانين من الحكومات الوطنية، مثل السياسة الصحية.
عرقلة اللجوء والهجرة
التحول إلى اليمين في البرلمان الأوروبي من شأنه أن يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة.
اليمين يريد وقف إدخال “الدول الفقيرة” إلى الاتحاد، بسبب العبء الاقتصادي والاستراتيجي، بسبب القرب من موسكو. هذه الدول مثل جورجيا وأوكرانيا وصربيا وكوسوفو.