اليونيسف: الوضع الإنساني في قطاع غزة “يتجاوز الكارثة”
حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل، من أن الوضع الإنساني في غزة “يتجاوز الكارثة” في ظل غياب الظروف اللازمة لاستجابة قوية واضطرار الأسر مرارا وتكرارا إلى الهروب من العنف.
وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسف” كاثرين راسل إلى أن ما لا يقل عن 278 من عمال الإغاثة في قطاع غزة قد قُتلوا بالفعل “في حين تعرض آخرون للأذى، أو مُنعوا من القيام بعملهم”.
ودعت جميع أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها، وقالت: “لقد آن الأوان لإنهاء هذه الأزمة، وإعادة الرهائن إلى عائلاتهم، وأن يحصل أطفال غزة على مستقبل صحي وآمن”.
ومع اشتداد القصف الإسرائيلي في المناطق الشرقية من خانيونس جنوبي قطاع غزة، نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسط أوضاع صعبة وظروف مأساوية، واضطر عدد كبير من العائلات إلى البقاء في الشوارع لا يعرفون أين يتجهون، ومنهم من توجه للمقابر ونصب الخيام هناك بعد أن صار القطاع بالكامل ساحة حرب مفتوحة لا مكان آمنا فيها.
أم محمود نازحة من المنطقة الشرقية في خانيونس، وقد نزحت للمرة الثامنة منذ بدء الحرب، لكنها هذه المرة لم تستطيع أن تحمل معها شيء، فقد تعبت من النزوح المتكرر ولفترة طويلة.
وتقول أم محمود: “لقد ضربوا علينا صواريخ من كل اتجاه، وخرج بعضنا ومنا من بقي لا يستطيع الخروج، بسبب القصف العنيف، وكما ترى لم أعد أستطيع السير في هذا العمر لمسافة طويلة، وهناك كبار سن لا يستطيعون النزوح، ولا نعرف أين نتجه أو إلى أي مكان نذهب، ولقد حاولنا العودة ليلا، لكننا لم نستطع، ولا أعرف ماذا حدث مع أولادي وأقربائي”.
ولم تتمكن الكثير من العائلات شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، من النزوح بعد “أوامر الإخلاء” الجديدة التي أصدرتها القوات الإسرائيلية، في ظل الغارات العنيفة والمتواصلة التي يشنها طيران الإسرائيلي ومدفعيته على المنطقة ومحيطها.
تحت قصف من البحر والجو والبر
ويقول النازح وليد صلاح، عن نزوحه تحت الغارات العنيفة شرق خانيونس: “خرجنا من المناطق الشرقية، ومنا من لم يستطع الخروج بسبب القصف العنيف، ولقد غامرت وخرجت ومن ثم أطلقوا علينا الصواريخ، وقذائف المدفعية، ونزحنا تحت قصف من البحر والجو والبر، ونجوت بفضل الله، بعدما رأيت مشاهد لن تمحى من ذاكرتي”.
ويضيف: “لا نعرف أين نذهب، إذا اتجهنا إلى غرب خان يونس، نجد القصف العنيف، وإذا اتجهنا إلى منطقة أخرى استهدفونا، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة”.
وتجمع عشرات العائلات على شكل مجموعات على أرضية المدارس والطرقات، حيث لا يفصل كل عائلة عن الأخرى سوى بضع سنتيمترات، وتجلس النسوة بهذه الوضعية طوال الوقت، يرقبن بعيون الأمل أي خبر عن تطورات الأوضاع في شرقي المحافظة، ويأملن عودة قريبة لبيوتهن.
لا نعرف أين نذهب
وتقول النازحة نجلاء قديح: “نحن نجلس في الشوارع لا نعرف أين نذهب، لا يوجد مكان أمن في قطاع غزة، ويقولون لنا توجهوا إلى المواصي لكنها ليست أمنة، ولقد نزحت مع ابنتي المصابة من عبسان الكبيرة إلى خانيونس سيرا على الأقدام، وما زالت قدمها تنزف، وقد خرجت من المشفى منذ عدة أيام”.
وتضيف: “لم أستطيع أخذ أمتعتي، فلم أجد إلا قطعة من الكرتون سنجلس عليها ونستعملها بديلًا عن فرشة للنوم، وأتمنى أن تنتهي الحرب لقد تعبنا كثيرا، ولا نعرف إلى متى ستستمر هذه المأساة، لقد نزحنا كثيرا ودمر قطاع غزة، أوقفوا هذه الحرب”.
ويتسأل النازح محمود أبو ريدة عن عدم قدرة المجتمع الدولي على إجبار إسرائيل على إيقاف هذه الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، ويقول لوكالة “سبوتنيك”: “نزحنا للمرة الثامنة، ولا يوجد مكان أمن في قطاع غزة، أوجه رسالتي إلى العالم أين نذهب، نريد الحماية، أوقفوا هذه الحرب، لقد تم تجربة كل أنواع القذائف والصواريخ علينا، من الجو والبر والبحر، لماذا لا تستطيع دول العالم إيقاف هذه الحرب، وهذه الإبادة”.
وتعرضت منطقة شرق خانيونس لأكثر من هجوم إسرائيلي كان آخرها أوائل يوليو الجاري، كما شهدت مجازرا ودمارا واسعا خلال الاجتياح البري وهجوم الإسرائيلي الواسع على محافظة خان يونس الذي بدأ في يناير وانتهى في أبريل الماضي.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ويقصف برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية من السكان.