انشقاق عميق يضرب تنظيم الإخونجية
الصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول في التنظيم يدخل مرحلة اللاعودة
أعلنت جبهة إسطنبول في تنظيم الإخونجية التي يرأسها محمود حسين، عن تشكيل لجنة للقيام بمهام مرشد الإخونجية لـمدة 6 أشهر ويمثلها مصطفى طلبة، المدرج على قوائم الإرهاب في مصر.
وأشار بيان للجبهة التي تتصارع مع جبهة لندن بقيادة القائم بأعمال مرشد الإخونجية إبراهيم منير، إلى أن مجلس شورى الجماعة الإرهابية اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام.
إعلان جبهة اسطنبول أثار حالة من الغليان داخل التنظيم المأزوم فضلا عن كونه إعلانا رسميا عن انشقاق التنظيم إلى جماعتين.
انشقاق تاريخي
ويقرأ مراقبون المشهد الحالي داخل تنظيم الإخونجية بأنه آخر فصول النهاية، مؤكدين أن قيادات الصف الأول في التنظيم قرروا كتابة أسطره الأخيرة، فيما يشهد التنظيم انشقاقاً تاريخياً وغير مسبوق ولن تصمد أمامه كثيرا كهيكل تنظيمي.
ويقول الكاتب المصري المختص بالإسلام السياسي، منير أديب، إن تنظيم الإخونجية قد وصل مرحلة الانهيار بالفعل وهو في نهايته، مشيرا إلى أن التنظيم بوضعه الحالي انقسم إلى جماعتين واحدة بقيادة المرشد إبراهيم منير والأخرى بقيادة محمود حسين ومجموعته وتم تعين مرشد جديد لها وهو مصطفى طلبة.
ويوضح أديب أن ما يحدث في الإخونجية في الوقت الراهن هو سابقة تاريخية لم تحدث منذ تأسيس التنظيم قبل نحو 90 عام، مشيراً إلى أن التنظيم شهد مراراً وقائع انشقاق بسبب الخلافات في الرؤى والاختلاف حول العمل التنظيمي والمشاركة السياسية، لكن لم يحدث أن بلغ الصراع قمة الهرم التنظيمي ووصل التناحر إلى هذه المرحلة.
ويضيف أديب: “نتحدث عن تنظيمين واحد يقوده محمود حسين والآخر إبراهيم منير و4 أقسام للقواعد الأول يدعم حسين والثاني منير والثالث جمد عضويته والرابع أعلن انشقاقه من الجماعة بسبب ما كشفته هذه الصراعات من زيف الشعارات وفساد الأفكار والأيديولوجيا لدى الجماعة خاصة ما يتلق باتهامات الفساد المالي والأخلاقي التي طالت جميع القيادات المتناحرة تقريبا”.
وحول مآلات الصراع، يرى أديب أن محمود حسين يبدو وقد حسم الصراع “لكن في الوقت ذاته تظل تحت أيدي منير مجموعة لا يستهان بها من القواعد التنظيمية والروابط الإخونجية، خاصة وأنه نجح في حشد قيادات تاريخية بارزة لصالح معسكره، مؤكداً أن الصراع سيظل مستمرا لفترة طويلة ولا يتوقع أن يتنازل أي طرف عن مطالبه خاصة أن القيادات التاريخية انحازت لأحدى الجبهتين وهذا يعني أن حل الأزمة بات أمراً مستحيلا”.
بيان جبهة إسطنبول
ومساء الجمعة، أصدرت التي يتزعمها محمود حسين بيانا، أعلنت خلاله “تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للتنظيم لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، وأن القيادي الإخونجي مصطفى طلبة سيكون ممثلا لها”.
وطلبة هو أحد قيادات مجلس شورى الإخونجية في تركيا، وتضعه مصر على قوائم الإرهاب، ويعمل أستاذا في الجراحة العامة وحاصل على الجنسية البريطانية واسمه بالكامل مصطفى فهمي طلبة حسن، ومسؤول مع شقيقه علي فهمي طلبة عن إدارة استثمارات ضخمة من أموال الإخونجية.
مسارات الأزمة
وتوقعت مصادر مصرية مطلعة، مساران للأزمة الراهنة، الأول هو انفصال مجموعة إخونجية مصر أو ما يعرف باسم مجموعة محمود حسين، تحت مظلة مكتب الإرشاد، والانفصال عن التنظيم الدولي، الذي يترأسه في الوقت الحالي إبراهيم منير، ويبقى موقف الأفرع في شتى البلدان مرهونا بالولاءات الشخصية لطرفي الصراع.
المسار الثاني أمام التنظيم، وفق المصادر، يتمثل في قدرة مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين على حسم الصراع الداخلي، بإعلانه قائمًا بأعمال المرشد ونزع الصلاحية من منير، وفي هذه الحالة سيؤول الوضع داخل التنظيم إلى الانهيار أيضا، لعدة أسباب أهمها: رفض القواعد التنظيمية القاطع لوجود حسين -المتهم بفساد مالي ولديه خلافات بالجملة معهم- على رأس القيادة.
وجاء البيان ضمن سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي يتخذها كلا الطرفين المتصارعين على رئاسة المناصب والتمويل في التنظيم الإرهابي.
ومؤخرًا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته، والمقيم في تركيا.