انطلاق قمة أوروبية تناقش أنشطة التنقيب التركية في شرق المتوسط
فرنسا تدعو للوقوف بحزم تجاه النظام التركي و فرض عقوبات
من المقرر أن يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قمة في بروكسل، اليوم الخميس، من أجل مناقشة سبل تخفيف التوترات بين النظام التركي واليونان وقبرص على خلفية أنشطة التنقيب عن الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط.
ودعا وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بيون، اليوم الخميس، الاتحاد الأوروبي لأن يقف بحزم تجاه النظام التركي، وإن هذا قد يعني فرض عقوبات محتملة.
وقال لقناة (فرانس2) التلفزيونية “يجب أن تكون هناك مؤشرات على قوة العزم في المدى القريب، سنرى إن كان سيتم فرض عقوبات”.
وكان من المقرر عقد الاجتماع الأسبوع الماضي، ولكن تم تأجيله بعدما دخل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الحجر الصحي بسبب مخالطته لشخص مصاب بفيروس كورونا. وقد ثبت خلوه من الفيروس.
وعلى الرغم من مجموعة القضايا التي تتضمنها أجندة المباحثات، سوف تتركز المناقشات على تركيا.
وقال ميشيل في خطاب مفتوح قبل اللقاء” هدفنا هو إيجاد مساحة لحوار بناء مع تركيا لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بأكملها، وضمان الاحترام الكامل للسيادة والحقوق السيادية لجميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي”.
وكانت العلاقات مع تركيا قد تدهورت خلال الأشهر الأخيرة بعدما أرسلت أنقرة سفينة بحثية في المياه المتنازع عليها في تموز/يوليو الماضي.
وأضاف ميشيل ” هذا الأمر سوف يكون ممكنا فقط في حال تواصل تركيا بصورة بناءة. جميع الخيارات مطروحة للدفاع عن المصالح الشرعية للاتحاد الأوروبي وأعضائه”.
وفي السياق نفسه نقلت الأناضول عن السفير التركي لدى العاصمة الفرنسية، باريس، إسماعيل حقي موسى، قوله إن بلاده تبذل قصارى جهدها للدفاع عن حقوقها المشروعة في القضايا الدولية، مشيرًا إلى أن موقفها من شرق المتوسط كموقف فرنسا من الجزر الأنكلوسكسونية.
وشدد موسى على أن تركيا دائما وأبدًا ما تضع الحوار والدبلوماسية على رأس أولوياتها في القضايا التي قد تكون سببًا في اندلاع أي قتال، مشيرًا إلى أنها تبذل قصارى جهدها للدفاع عن حقوقها المشروعة بالقضايا الدولية.
وبحسب الأناضول، أشار إلى أن الوضع الذي ترفضه تركيا بخصوص مسألة شرق المتوسط وقبرص، جاء بسبب مسافة “الجرف القاري” الذي تسعى اليونان لفرض عبر الإملاءات، مضيفًا “ولم تكتفِ اليونان بذلك، وتقوم بمواصلة انتهاكها لاتفاقية إخلاء جزيرة ميس من العسكريين”.
وردًا على سؤال حول العقوبات الأوروبية المحتملة ضد بلاده بسبب سياساتها من شرق المتوسط، قال السفير التركي، وفق الأناضول، إنهم لا يتوقعون أن تقدم أوروبا على اتخاذ مثل هذه الخطوة؛ لأن تركيا تقدم المعطيات الكافية لدى المحافل الدولية لتثبت أحقية وضعها.
وبخصوص المباحثات مع حلف شمال الأطلسي(ناتو) والاتحاد الأوروبي، قال السفير التركي إن أنقرة تولي أهمية للناتو أكثر من فرنسا، وأنها مستعدة دائمًا للتفاوض بخصوص عضوية الاتحاد الأوروبي.
وذكر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو الأربعاء أن أنقرة تتوقع أن تسفر قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن “خطوات إيجابية” في قضايا عالقة منذ فترة طويلة، مثل الاتفاق الخاص بالمهاجرين عام 2016 والاتحاد الجمركي ونزاع شرق البحر المتوسط.
وقال أوغلو في تصريحات بثها التلفزيون لوكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية “لدينا الآن حوار أفضل مع الاتحاد الأوروبي. ينبغي على الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات ملموسة بدرجةأكبر في هذا المناخ الإيجابي”.
وأضاف “تلك هي توقعاتنا من القمة”.
واقتربت اليونان وتركيا الجارتان والعضوان في حلف شمال الأطلسي(ناتو) من شفا مواجهة عسكرية في الأسابيع الأخيرة بعد أن بدأت تركيا التنقيب عن النفط والغاز في منطقة بحرية، تطالب اليونان بأحقيتها في السيطرة عليها. وتقول تركيا إنها تعمل في منطقتها الاقتصادية الخاصة.
ووافقت الدولتان مؤخرا على الدخول في محادثات في أعقاب جهود الاتحاد الأوروبي وألمانيا للتوسط في حل القضية من خلال الحوار.
وقال رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان في خطاب لزعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الأربعاء “أود أن أؤكد مرة أخرى أننا مستعدون لحوار مع اليونان بدون أي شروط مسبقة”.
الأوبزرفر العربي