انطلاق قمة القاهرة للسلام بمشاركة قادة إقليميين ودوليين
تستضيف العاصمة المصرية، السبت، قمة القاهرة للسلام، بمشاركة قادة إقليميين ودوليين، في مسعى مشترك لتخفيف حدة الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس، والعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة المُحاصر منذ أسبوعين، وفتح ممرات آمنة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
مع انطلاق قمة القاهرة للسلام، تسعى أوروبا جاهدة لتجنب صدام قوي مع مصر والعرب، بسبب الدعم الذي قدمته العواصم الأوروبية إلى إسرائيل ورفض العرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما كشفت قمة القاهرة للسلام التي تعقد الآن عن الانقسامات الصارخة بين قادة أوروبا بشأن الصراع.
وبحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا زعماء أكثر من 12 دولة لمناقشة الأزمة، في ظل الضغط الذي تبذله الدول العربية الرائدة لإصدار إعلان قمة يطالب بوقف إطلاق النار.
وتابعت أن مسودة إعلان القمة لن تشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ولا تنتقد صراحة المقاومة الفلسطينية أو عملية طوفان الأقصى، وقال مسئولون في روما يوم الجمعة إن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ستحضر القمة، كما أرسلت المملكة المتحدة وزير الخارجية جيمس كليفرلي بدلًا من رئيس الوزراء ريشي سواك، فضلًا عن حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال مسئولون ألمان إن محادثات القاهرة ستكون “صعبة”، لكن برلين تأمل في أن تؤدي المشاورات على هامشها على الأقل إلى “حل لمشكلة معبر رفح الحدودي” بين غزة ومصر، ما يسمح بإجلاء الرعايا الأجانب مقابل استمرار دخول المساعدات الإنسانية كما اشترطت مصر من قبل.
وقالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن المشاركين في القمة تجمعهم الرغبة “لضمان ألا يتحول هذا إلى حريق إقليمي”.
وقالت إنها ستكون “فرصة لتوضيح أن الإرهاب لا يفيد أحدًا في هذه المنطقة”، لكنها قالت إنه من الواضح أن الدول المشاركة “ستكون لها وجهة نظر مختلفة للغاية حول هذا الوضع في الأيام القليلة الماضية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعبر كان محور مفاوضات صعبة بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والغذاء والوقود عن القطاع، ما أدى إلى ما وصفته جماعات الإغاثة بكارثة إنسانية تلوح في الأفق.
وقال دبلوماسيون إن الزعماء الغربيين كانوا مترددين جزئيًا من المشاركة في قمة القاهرة، بسبب الرغبة في عدم انتهاك الموقف المشترك المتفق عليه للاتحاد الأوروبي بأن لإسرائيل الحق في الرد على هجوم حماس، في إطار القانون الدولي.
وقال أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين المشاركين في المفاوضات: “يمكنك أن تكون على يقين من أن العديد من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي الحاضرة، فضلًا عن الشركاء ذوي التفكير المماثل، لن يوقعوا ولن يتمكنوا من التوقيع على إعلان يتعارض مع موقف الاتحاد الأوروبي”، مضيفًا أن المناقشات بشأن إعلان قمة القاهرة لا تزال مستمرة.
وقالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، يعتزمان الحضور إلى جانب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل، ومن المقرر أن ينضم إليهم كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وقال دبلوماسي آخر من الاتحاد الأوروبي مشارك في المفاوضات لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إنهم “متشككون بعض الشيء في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن بيان يمكن أن يلبي مصالح جميع الأطراف”.
وقال دبلوماسي أوروبي ثالث: “من المؤكد أن المسودة التي لا تزال قيد التفاوض لن تكون سببًا لإلغاء المشاركة في اجتماع مهم يعطي فرصة لتمرير رسائل واضحة ونقل موقف الاتحاد الأوروبي”.