انهيار شعبية بايدن بسبب التضخم وارتفاع أسعار الغاز في الولايات المتحدة
وسط مخاوف من زيادة الطلب خلال الشهر الجاري، والتأثير على إمدادات الطاقة إلى أوروبا، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 13 عاماً، بسبب العقوبات الغربية على روسيا، الأمر الذي أحدث إنهياراً في شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، رغم قيامه بالعديد من المبادرات لاحتواء الأضرار الاقتصادية.
وفي مطلع مارس الماضي، ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا إلى مستويات قياسية بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها تدرس فرض قيود على النفط الروسي، وهي خطوة من شأنها زيادة المخاوف بشأن المعروض، وفق “بلومبرغ”.
وفي حين أن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ظلت أقل بكثير من المعدلات في أوروبا وآسيا بفضل وفرته العام الماضي، فإن هذا الفارق بات آخذاً في الانكماش، خصوصاً بعدما رفعت الولايات المتحدة صادراتها من الغاز المسال إلى أوروبا.
ورأى تقرير “بلومبرغ” أن الطلب القوي على الغاز يختبر مدى قدرة الشركات الأميركية على توسيع الإمدادات، مشيرة إلى ارتفاع العقود الآجلة إلى 7.555 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو ما يمثل تقريباً ضِعف سعرها منذ بداية العام، متجاوزة الارتفاع القصير الذي شهدته في يناير.
وحالياً، لا تشمل العقوبات الأميركية صادرات الغاز من روسيا، والتي تمثل حوالي ثلث الطلب في أوروبا، ولا تزال الشحنات مستقرة، لكن طلب موسكو في 31 مارس الماضي من “الدول غير الصديقة” دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل ابتداءً من أبريل، يؤجج مخاوف اضطراب السوق، إذ هددت بقطع الإمدادات، وسط رفض غالبية الدول الأوروبية للقرار.
مخزون أميركا أقل من الطبيعي
ونبهت “بلومبرغ” أن مخزونات الولايات المتحدة الاحتياطية المُحتفَظ بها في كهوف وخزانات تحت الأرض هي أقل من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام، وذلك على الرغم من ثبات معدل الإنتاج، إذ تقوم الولايات المتحدة بتصدير كل ما يمكنها من الغاز الطبيعي المُسال إلى أوروبا لتقليل اعتمادها على إمدادات الطاقة الروسية.
انهيار شعبية بايدن
ويواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تضخماً قياسياً خصوصاً في أسعار الوقود، وانهياراً في شعبيته. والأمر الذي دفعه للقيام مبادرات عدة قبل أسابيع تهدف إلى خفض أسعار النفط الخام، من بينها استخدام كميات من الاحتياطات النفطية للبلاد في نهاية مارس.
ووفقاً للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، وهي وكالة علمية تابعة لوزارة التجارة الأميركية، فإنه من المتوقع أن تصبح درجات الحرارة أقل من المعتاد في أجزاء من شمال الولايات المتحدة في الفترة من 25 أبريل الجاري إلى 1 مايو المقبل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود من أجل التدفئة، ما سيؤدي إلى استخدام الإمدادات التي تذهب عادة إلى التخزين خلال هذا الوقت من العام.
كما ساعد نقص الفحم في الولايات المتحدة في تأجيج زيادة أسعار الغاز، إذ أدى هذا النقص إلى الحد من قدرة مولدات الطاقة على تبديل الوقود عندما يرتفع الطلب والأسعار.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي، أن المخزونات الموجودة في الكهوف والخزانات الموجودة تحت الأرض ارتفعت بنحو 15 مليار قدم مكعب في الأسبوع المنتهي في 8 أبريل الجاري، أي أقل من نصف متوسط المخزون في هذه الفترة من العام على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ تظل المخزونات أقل من المستويات المعتادة بنسبة 18٪ تقريباً.