باشاغا: استخدام القوة للحكم في ليبيا “إرهاب”
قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، أن “استخدام القوة للاستمرار في الحكم نوع من أنواع الإرهاب والقمع الذي لم ولن نقبل به أبداً”، مضيفاً: “لم نستخدم القوة يوماً”، وأن هدف حكومته هو وحدة البلاد واستقلالها، مؤكداً أنها لم ولن تسمح بالانقسام الوطني.
وأضاف باشاغا، في كلمة عبر فيسبوك السبت إن حكومته “تشكلت بتوافق ليبي-ليبي وبإرادة ليبية خالصة”، مؤكداً أن حكومته ستعمل “بقوة” على تهيئة كافة متطلبات إجراء الانتخابات وعلى رأسها المصالحة الوطنية.
وخاطب من وصفهم بالمعارضين قائلاً: “أنتم جزء لا يتجزأ من ليبيا، كما نحن جزء لا يتجزأ من ليبيا. ليبيا لن تكون إلا بنا جميعاً دون إقصاء”.
وأردف: “نمد أيدينا للجميع ومن أراد الوطن والأمن والاستقرار والمصالحة فنحن معه. لن نضيع وقتنا في محاسبة بعضنا البعض لأن الوطن في خطر ولا يحتمل مزيداً من الصراعات”.
تأتي تلك التصريحات بعد إعلان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الجمعة أن البرلمان يسعى لتوحيد كلمة الليبيين والوصول إلى الانتخابات، التي تعذر إجراؤها في ديسمبر الماضي.
وقال صالح، في مقابلة مع قناة فرنسية، إنه “تم إسقاط” الحكومة المنتهية ولاياتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة “لأنها لم توفر متطلبات الحياة لليبيين”.
كما اعتبر أن البرلمان لا يمكنه محاسبة الحكومة الجديدة المكلفة من جانبه بزعامة باشاغا لأنها لم تدخل العاصمة طرابلس، مضيفاً أن حكومة باشاغا “حازت الثقة وهي الشرعية ويجب إعطاؤها الفرصة لثلاثة أو أربعة أشهر على الأقل”.
كذلك أكد أن مجلس النواب هو الجهاز “الشرعي المنتخب الوحيد” في ليبيا، لافتاً إلى أن البرلمان هو من يعطي أو يسحب الثقة من الحكومة.
فيما اعتبر أن تعامل الأمم المتحدة مع حكومة الدبيبة هو من “أجج الموقف وأدى للانقسام”.
معسكري الشرق والغرب
يشار إلى أن الدبيبة يرفض تسليم السلطة إلى باشاغا، إلا بعد إجراء انتخابات في البلاد، واختيار برلمان جديد.
ولا تزال الخلافات كبيرة بين القوى السياسية الرئيسية المتنازعة حتى الآن على قاعدة دستورية تتيح إجراء الانتخابات.
إذ هناك خلافات بين معسكري الشرق والغرب حول شروط الترشح للرئاسة، وأساس أحقية ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية من عدمها، والتي شكلت السبب الأساسي لانهيار الانتخابات الماضية التي كانت مقررة في ديسمبر 2021.
يذكر أن ثمة ضغوطاً أممية ودولية كبيرة على الأطراف الليبية من أجل إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي الواسع في البلاد والتوترات والتحشيدات العسكرية المقلقة والمستمرة.
وفي هذا السياق، طالبت واشنطن على لسان نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، السفير جيفري ديلورينتيس، الاثنين، الزعماء الليبيين بـ”وضع المصالح الشخصية جانباً، وتنفيذ خطة تؤدي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في بلدهم”.
كما شددت الأمم المتحدة على أن هناك حاجة ملحة لعقد انتخابات في ليبيا، خاصة في ظل البيئة الأمنية المتوترة التي تعيشها البلاد، على وقع استعراض مقلق للقوة وأعمال عنف متقطعة من الميليشيات المسلحة.