بايدن: الولايات المتحدة لا تريد التصعيد مع روسيا على خلفية العقوبات
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن الإجراءات العقابية التي أعلنتها إدارته ضد روسيا “غير مبالغ فيها”، وتشكل “رداً مناسباً” على ما قامت به من أعمال ضد المصالح الأميركية ،وأن بلاده لا تريد التصعيد مع روسيا، على خلفية العقوبات التي أعلنتها إدارته ضد شخصيات وكيانات روسية.
بايدن تعهد بايدن في كلمة ألقها بالبيت الأبيض، بالرد على أي محاولة جديدة من طرف روسيا للتأثير في الولايات المتحدة ومؤسساتها.
وفرضت الولايات المتحدة، الخميس، مجموعة واسعة من العقوبات على روسيا لمعاقبتها على تدخلها المزعوم في الانتخابات الأميركية، والتسلل الإلكتروني، وتهديد أوكرانيا، وغيرها من الأنشطة “الخبيثة”. كما أعلن البيت الأبيض أنه سيتم طرد 10 دبلوماسيين روس في العاصمة واشنطن، من بينهم ممثلون لأجهزة المخابرات الروسية.
التسلل الإليكتروني
وقال بايدن، إن “الانتخابات الأميركية مقدسة وتعبر عن رغبة الشعب الأميركي، ولا يمكن أن نترك أي جهة أجنبية تتدخل في العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة من دون حساب”.
وأضاف أن إدارته وصلت إلى معطيات جديدة خلال الفترة الانتقالية بشأن التسلل الإلكتروني الذي استخدم شركة التكنولوجيا الأميركية “سولار ويندز كورب” لاختراق شبكات الحكومة الأميركية، لافتاً إلى أن تلك المعطيات كشفت من يقف وراء عملية الاختراق.
وتابع الرئيس الأميركي: “عندما اتصل بي الرئيس الروسي فلاديمر بيوتين في يناير لتهئنتي، قلت له إن إدارتي ستنظر عن كثب في دور روسيا في حادث الاختراق، وأن الولايات المتحدة سترد بالشكل المناسب”.
وأضاف: “وتحدثنا أيضاً مرة جديدة هذا الأسبوع، وأخبرته أننا سنرد بما يتناسب مع حجم الحادث، لأننا استنتجنا أن الروس كانوا متورطين في عملية الاختراق”.
وأكد بايدن أنه وافق الخميس على بضعة إجراءات عقابية، “ضمنها طرد دبلوماسيين روس، ووقعت على أمر تنفيذي أقر عقوبات جديدة على الروسيا، رداً على تدخلها ضد المصالح الأميركية”.
وشدد بايدن على أن “الولايات المتحدة لا تريد التصعيد مع روسيا، لكن إذا ما استمرت في التدخل في ديمقراطيتنا، فإنني مستعد للرد. ومن مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة أن أقوم بذلك”.
وأكد أنه كان واضحاً مع بوتين خلال محادثتها الأخيرة، وأخبره أن واشنطن قادرة على الذهاب أبعد من العقوبات.
طريقة لإدارة التوترات
ولفت بايدن إلى أن الولايات المتحدة وروسيا وخلال تاريخهما الطويل من المنافسة، تمكنا دائماً من من إيجاد طريقة لإدارة التوترات واحتوائها، مؤكداً أنه “يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا معاً”.
وأوضح أنه في الأيام الأولى من ولايته، “تمكنا معاً من تمديد معاهدة ستارت بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لمدة خمس سنوات إضافية، وبذلك حافظنا على الاستقرار النووي بين بلدينا، بما يصب في مصلحة الولايات المتحدة وروسيا والعالم بأسره”.
وقال بايدن: “عندما تحدثت مع الرئيس بوتين، عبرت عن رأيي بأن التواصل المباشر بيننا أساسي للمضي قدماً في تطوير العلاقات الثنائية”، مشيراً إلى أنه اقترح عليه أن يعقدا لقاءً في أوروبا هذا الصيف، “للتطرق إلى مجموعة من الملفات المتعلقة ببلدينا”.
وتابع: “إذا ما عقدت هذه القمة، يمكن لأميركا وروسيا بدء حوار للتعاون في المجال الأمني ومنع انتشار الأسلحة، فضلاً عن التعامل المشترك مع بعض التحديات العالمية، التي تتطلب تعاوناً بيننا، ضمنها تهديدات إيران وكوريا الشمالية النووية، وجائحة كورونا، والتغير المناخي”.
واشنطن تدعم حلفاءها
وشدد الرئيس الأميركي على أن دعم بلاده لحلفائها “أمر ثابت”، وقال:” أكدت للرئيس بوتين أن واشنطن تدعم حلفاءها في أوروبا، ولهذا الغرض عبرت عن قلقي بشأن الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا وضم روسيا غير الشرعي للقرم. كما أكدت على ضرورة وحدة أراضي أوكرانيا والامتناع عن أي عمل عسكري”.
وأضاف بايدن: “حان الوقت للتخفيف من حدة التوتر ونعتقد أن الحوار هو الطريق إلى المستقبل. والولايات المتحدة مستعدة للاستمرار في الحوار البناء”.
وختم كلمته قائلاً: “حين يكون من مصلحة الولايات المتحدة العمل مع روسيا، يجب أن نقوم بذلك. لكن إذا تدخلت روسيا في الشؤون الداخلية الأميركية، فإننا سنرد دفاعاً عن بلادنا ومؤسساتنا وشعبنا وحلفائنا”.