بايدن متفائل بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة

حماس تعتبر التفاؤل الأمريكي "محاولة لشراء الوقت"

على عكس ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن تفاؤله بشأن إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما قال متحدث من حركة حماس أن “واشنطن لا تملك أي جدية لوقف الحرب، وإنما تهدف إلى شراء الوقت “.

وقال بايدن، “حتى قبل ساعة اعتباراً من الآن لا يزال العمل يجري على اتفاق وقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أنه أصبح أكثر تفاؤلاً بشأن إتمام الصفقة، مما كان عليه في السابق.

وعندما سُئل عن السبب، قال: “إذا أخبرتك بذلك، سأفشي السر”، وعندما سُئل عن موعد بدء وقف إطلاق النار، رد قائلاً: “هذا ما سنراه”.

وأضاف بايدن للصحافيين في ماريلاند، أن “اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال العمل جارياً عليه” وأنه أكثر تفاؤلاً الآن مما كان عليه من قبل، لكنه رفض الإفصاح عن السبب.

وأكد بايدن أنه “في وقت سابق من اليوم، تلقيتُ تحديثا من فريق التفاوض الخاص بي على الأرض في الدوحة ووجهتهم لتقديم اقتراح الربط الشامل المُقدًّم اليوم (الجمعة)، والذي يوفر الأساس للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن” في غزة.

وأوضح أنه تحدث بشكل منفصل مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “لمراجعة التقدم الكبير المحرز في الدوحة على مدار اليومين الماضيين من المحادثات”.

ونوه إلى أنهما “أعربا عن دعم قطر ومصر القوي للاقتراح الأميركي كوسطاء مشاركين في هذه العملية”.

وشدد الرئيس الأميركي على أنه “ستبقى فرقنا على الأرض لمواصلة العمل الفني خلال الأيام المقبلة، وسيجتمع كبار المسؤولين مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع. وسوف يقدمون لي تقارير منتظمة”.

وأشار إلى أنه سيرسل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل “لتأكيد دعمي القوي لأمن إسرائيل، ومواصلة جهودنا المكثفة لإبرام هذه الاتفاقية والتأكيد على أنه مع اقتراب وقف إطلاق النار الشامل وإطلاق سراح الرهائن الآن، لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية”.

القضايا الرئيسية التي لا تزال محل خلاف

قال مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، إنه تم إحراز بعض التقدم خلال المباحثات التي استضافتها العاصمة القطررية الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنهم أوضحوا أن ذلك جرى مع الوسطاء، وليس حركة “حماس”.

وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات لقناة “كان” أنه “لم يتم تحقيق انفراجة كبيرة في المحادثات”، لافتة إلى أن “القضايا الرئيسية التي لا تزال محل خلاف لم تحل بعد”.

وأضافت القناة أنه “لحل الخلافات، قدمت إسرائيل حلولاً جديدة في ما يتعلق بمحوري نتساريم، وفيلادلفيا”، مشيرةً إلى أنه في الأيام المقبلة، ستغادر بعثة تشمل رئيس “الموساد” ديفيد برنياع، ورئيس “الشاباك” رونين بار، ومنسق الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية وقطاع غزة اللواء غسان عليان، لحل القضايا العالقة.

مقترح جديد

قالت مصر وقطر والولايات المتحدة، الجمعة، في بيان مشترك، إنه على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من الوسطاء في محادثات مكثفة، بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين، مؤكدةً أن “المحادثات كانت جادة، وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.

وأضافت أن “الولايات المتحدة قدمت بدعم من قطر ومصر، لكلا الطرفين، اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس جو بايدن في 31 مايو، وقرار مجلس الأمن رقم 2735”.

وأشارت إلى أن “الاقتراح مبني على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.

وأكدت الدول الثلاث، في بيانها المشترك، أن “الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين”.

وسيجتمع كبار المسؤولين من الدول الوسطاء مرة أخرى في القاهرة، قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة.

اقتراح نهائي

وقال مسؤول أميركي كبير، الجمعة، إن جولة المفاوضات التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، خلال اليومين الماضيين، لوقف إطلاق النار في غزة، كانت من أكثر الأوقات إيجابية منذ عدة أشهر.

وأضاف، في إحاطة للصحافيين: “حققنا تقدماً كبيراً في عدد من القضايا التي كنا نعمل عليها.. مسؤولو (حماس) موجودون في الدوحة، وكان كبار المسؤولين من قطر ومصر يتواصلون معهم طوال اليومين.

وأشار المسؤول إلى تقديم اقتراح نهائي، في نهاية اليوم، لسد الفجوات، حسبما ورد في البيان المشترك بين الولايات المتحدة ومصر وقطر، معرباً عن اعتقاده أن الاقتراح يسد تقريباً جميع الفجوات المتبقية التي كانت تحت المناقشة على مدار الأسابيع الستة الماضية.

وأوضح: “كما تعلمون، قدمت إسرائيل اقتراحاً في 27 مايو، وكان ذلك أساس خطاب الرئيس جو بايدن في 31 مايو، والذي كان تتويجاً لأشهر من الجهود، ويشمل العناصر الرئيسية للصفقة التي نعتقد أنها صفقة جيدة جداً، ولهذا السبب قدم الرئيس شروطه في 31 مايو، وأوضح في خطابه أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به، خاصة في ترتيبات تنفيذ الصفقة”.

تهدف إلى شراء الوقت

واعتبر القيادي في حركة “حماس”، سامي أبو زهري، الجمعة، أن “الإدارة الأميركية تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة” في إشارة إلى جولة المفاوضات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال لـ “رويترز”: “واشنطن لا تملك أي جدية لوقف الحرب، وإنما تهدف إلى شراء الوقت “.

حماس ترفض الشروط الجديدة

من جهتها، علقت حركة حماس على الاتفاق المقترح، وقال مسؤول بالحركة “نرفض الشروط الجديدة التي وضعتها إسرائيل في الاتفاق المقترح بالدوحة” وفق ما قال مسؤولان فيها لوكالة فرانس برس الجمعة.

وقال مصدر قيادي إن الوفد الإسرائيلي “وضع شروطا جديدة في سياق نهجه للتعطيل مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر – محور فيلادلفي”.

كما قالت حماس “طلبت إسرائيل أن يكون لها الحق بوضع فيتو على أسماء أسرى وإبعاد أسرى آخرين خارج فلسطين”، مشددا على أن الحركة الفلسطينية “لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط إسرائيل”.

يذكر أنه في 31 مايو، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقترح إسرائيلي لهدنة في غزة، ينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا للنار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

لكن المحادثات منذ ذلك الحين فشلت في تحقيق نتائج بسبب نقاط خلافية بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى