بايدن يحذر نتنياهو من تغيرات في السياسية الأمريكية تجاه إسرائيل
تل أبيب تسمح "مؤقتاً" بوصول المساعدات إلى غزة عبر حدودها مع شمال غزة
حذّرت الولايات المتحدة، حليفتها إسرائيل، الخميس، من أنها ستواجه “عواقب” إذا لم تغير الطريقة التي تنفذ بها حربها على قطاع غزة، مشيرة إلى أنها “ستغيّر سياستها تجاه إسرائيل، إذا لم تغير أسلوبها في هذه الحرب”، فيما أعلنت إسرائيل أنها ستسمح “مؤقتاً” بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر حدودها مع شمال القطاع “معبر إيرز”.
وقال البيت الأبيض في بيان الخميس، إنّ الرئيس جو بايدن بحث في اتصال هاتفي استمر أقل من 30 دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوضع في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى “ضرورة أن تعلن إسرائيل، وتنفذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين وسلامة عمال الإغاثة”، لافتاً إلى أن سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلّق بغزّة سيتم تحديدها من خلال تقييم الإجراءات الفوريّة التي ستتخذها إسرائيل بشأن هذه الخطوات”.
وشدّد البيان على أنّ الوقف الفوري لإطلاق النار ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين، لافتاً إلى أنّ بايدن حثّ نتنياهو على منح مفاوضيه تفويضاً للتوصل إلى اتفاق دون تأخير لإعادة المحتجزين إلى ديارهم.
تغييرات في السياسة الأميركية
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، الخميس، إنه “إذا لم نشهد التغييرات التي نحتاج إلى رؤيتها من إسرائيل، فستكون هناك تغييرات في السياسة الأميركية”.
فيما قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، الخميس: “إذا لم تحدث تغييرات في سياسة إسرائيل فلا بد أن تكون هناك تغييرات في سياسة أميركا.. يجب أن تكون هناك خطوات ملموسة وحقيقية”، مضيفاً: “نأمل أن نرى إعلاناً عن هذه التغييرات في الساعات والأيام المقبلة”.
وأضاف كيربي في الإفادة الصحافية اليومية، أن “بايدن قال لنتنياهو إن وقف إطلاق النار الفوري ضروري، لتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين”، لافتاً إلى أن بايدن “شعر أن الوقت قد حان للتحدث مع نتنياهو حول مخاوفه”.
وأشار كيربي إلى أن واشنطن “تأمل رؤية زيادة كبيرة في المساعدات التي تصل إلى غزة، وتراجع العنف ضد عمال الإغاثة والمدنيين.. نتطلع إلى خطوات ملموسة لتخفيف المعاناة”.
دعم راسخ لإسرائيل
وأكد البيت الأبيض أن دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل لا يزال “راسخاً” رغم تحذير بايدن من أن سياسة واشنطن بشأن الحرب في غزة تعتمد على حماية المدنيين.
وقال كيربي إن “دعمنا لدفاع إسرائيل عن نفسها لا يزال راسخا”، مضيفاً “إنهم يواجهون مجموعة من التهديدات، والولايات المتحدة لن تتخلى عنها”.
وذكر البيت الأبيض في بيان أنّ بايدن شدّد في الاتصال الهاتفي مع نتنياهو على أنّ الضربات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني العام في غزة غير مقبول.
كما ناقش بايدن ونتنياهو “التهديدات الإيرانية العلنية ضد إسرائيل”، وقال البيان إن بايدن أكّد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بقوة في مواجهة تلك التهديدات.
بلينكن: النتائج غير كافية
وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، على هامش اجتماع لـ”الناتو”، أن “الهجوم المروع هذا الأسبوع على موظفي منظمة وورلد سنترال كيتشن، لم يكن الحادث الأول، ويجب أن يكون الأخير”.
وذكر بلينكن أن “على الرغم من الخطوات التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى غزة، إلا أن النتائج على الأرض غير كافية وغير مقبولة على الإطلاق”.
وأضاف بلينكن: “الآن، لا توجد أهمية أكبر في غزة من حماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية، وضمان أمن من يقدمونها. لا بد أن تكون إسرائيل على قدر هذه اللحظة”.
فتح معبر إيريز
من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح “مؤقتاً” بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر حدودها مع شمال القطاع، وفق ما أفاد مكتب رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الجمعة، ما يعيد فتح معبر إيريز المؤدي إلى القطاع المهدد بالمجاعة للمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر.
وجاء في البيان الحكومي الذي صدر بعد ساعات من تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن لنتنياهو بضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، أن “إسرائيل ستسمح بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل مؤقت عبر أشدود ومعبر إيريز”.
وأضاف البيان أن “هذه المساعدات الإضافية ستمنع حدوث أزمة إنسانية وهي ضرورية لضمان استمرار القتال وتحقيق أهداف الحرب”.
ومعبر إيريز هو المعبر الوحيد للأفراد بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، وكان نحو 12 ألف عامل فلسطيني يحملون تصاريح عمل في إسرائيل يمرون من خلاله بشكل يومي قبل السابع من أكتوبر. وأغلقت إسرائيل المعبر المخصص لحركة الأفراد والبضائع عقب هجوم السابع من أكتوبر.