بدء سريان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة بعد 49 يوما من الحرب
دخلت الهدنة المؤقتة في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ بحلول الساعة السابعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، على أن يتم عصراً تنفيذ أول مراحل صفقة تبادل الأسرى.
وقبيل توقيت الهدنة، كثف الاحتلال الإسرائيلي قصفه البري والجوي والبحري على قطاع غزّة، موقعاً عشرات الضحايا، معظمهم نساء وأطفال، كما اقتحم قبل أقل من ساعتين المستشفى الإندونيسي بعد حصاره لأيام.
وأمس الخميس، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة القطريّة ماجد الأنصاري: “تبدأ الهدنة الإنسانيّة في تمام السابعة صباح الجمعة (05.00 ت غ)، وسيتم تسليم دفعة أولى من الرهائن المدنيّين من قطاع غزّة في تمام الرابعة مساء (14.00 ت غ)، من يوم الجمعة”، وأشار إلى أنّ عدد المفرج عنهم سيكون 13 هم نساء وأطفال.
وأضاف الأنصاري “من الواضح أنّ كلّ يوم سيضمّ عددًا من المدنيّين المُفرج عنهم، كما تمّ الاتّفاق عليه، ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى أربعة أيّام”.
وتابع “هذه الأربعة أيّام سيتمّ من خلالها جمع المعلومات حول بقيّة الرهائن للنظر في إمكانيّة أن تكون هناك أعداد أكبر من الرهائن يتمّ الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة”.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المدير العام للصحة في غزة أن الاحتلال أعدم امرأة جريحة، وأصاب 3، واعتقل 3 آخرين، وبثّ الذعر بين المصابين والنازحين، مضيفاً، بحسب المصادر نفسها، أنه يوجد نحو 200 مصاب و25 فرداً من الطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي التي اقتحمها الاحتلال.
وبين المحتجزين في غزّة 13 من الأمّهات على الأقلّ مع أطفالهنّ الـ22 الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس. كما يتمّ احتجاز ما لا يقل عن 19 شخصًا آخرين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أقلّ، بمفردهم أو مع آبائهم أو مع أفراد آخرين من عائلاتهم.
من جانبها، أكّدت “كتائب عزّ الدين القسام”، الجناح العكسري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنّ “الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحاً”، مشيرةً إلى أنّها “تسري لمدّة 4 أيّام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكريّة” من الجانبين.
وسيتمّ خلال هذه الفترة “الإفراج عن 50 أسيراً صهيونيّاً من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً” ويُفرج مقابل كل واحد منهم عن “3 أسرى فلسطينيّين من النساء والأطفال”.
وقال باسم نعيم، القيادي في حماس: “اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة”.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين”، مضيفا “الجهات المختصّة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات المختطفين”.
وفجر الجمعة، قال مصدر أمني مصري لـ”فرانس برس” إن وفدا أمنيا يصل اليوم الجمعة “إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيّين المحرّرين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدّمتها الحكومة الإسرائيليّة للوسطاء ووافقت عليها حماس”.
وأضاف “سوف يكون موجودا في الصالة المصريّة في معبر رفح عدد من المسؤولين الأمنيّين الإسرائيليّين برفقة مسؤولين أمنيّين مصريّين وممثّلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلّم الأسرى الإسرائيليّين المفرج عنهم من غزّة. ثمّ يتمّ نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصّة، إلى إسرائيل”.
وقد رحّب المجتمع الدولي، الأربعاء، بالتوصّل إلى هدنة مقابل الإفراج عن الأسرى. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنّها قالت إنّه “لا يزال ينبغي القيام بالكثير”.