برلمانيون وأحزاب يتهمون إخونجية تونس بالتورط في “هجوم جربة”
اتهم أعضاء من البرلمان التونسي وأحزاب سياسية، حركة النهضة الإخونجية بالتورط في الهجوم الإرهابي بجزيرة جربة قرب معبد الغريبة اليهودي، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح 9 آخرين.
واتفق خبيران، أحدهما سياسي والآخر قانوني، من تونس مع هذا الرأي، عارضين المؤشرات التي يستندان إليها في ذلك الاتهام، ومن بينها “حرص الإخونجية” على توظيف أشخاص تابعين لها في الأجهزة الأمنية، خلال فترة حكمها للبلاد”.
ودعت كتل سياسية وبرلمانية، صباح الخميس، إلى “مراجعة شاملة للسياسات الأمنية، لكشف اختراقات حركة النهضة الإخونجية إبان حكمها في تونس”، على خلفية الهجوم الذي وقع الأربعاء، وخلّف 6 قتلى، من بينهم منفّذ الهجوم، وهو جندي في الحرس الوطني، أطلق الرصاص بشكل عشوائي على الزوار وقوات الأمن.
اختراق النهضة للمؤسسة الأمنية
النائبة فاطمة المسدي، قالت خلال جلسة عامة للبرلمان، الخميس، إن هجوم جربة “أثبتت اختراق النهضة للمؤسسة الأمنية”، داعية إلى مراجعة كل التعيينات في الجهاز الأمني التي تمت خلال السنوات الـ10 التي حكمت فيها الحركة البلاد (2011-2021)، كما طالبت بحل الحركة وتصنيفها كتنظيم إرهابي.
كذلك اتهم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، “النهضة” بالوقوف وراء الهجوم، معتبرا أن “نشر الإرهاب تزامن مع صعودها إلى الحكم في 2011”.
وفي أول تعليق له على الهجوم، قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء الأربعاء، إن “الهدف من الهجوم هو زعزعة الاستقرار، لكنهم لن يقدروا على ذلك”، مبينا أن هناك “دولة ومؤسسات” وأن الشعب التونسي “يعلم جيدا مخططات المجرمين”.
ثلاث أدلة على تورط النهضة
يدفع المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، بثلاث أدلة على تورط النهضة في الهجوم الإرهابي، وهي:
- التوقيت، حيث تواجه الحركة حاليا ضغوطا غير مسبوقة، فكبار قادتها، وفي مقدمتهم رئيسها راشد الغنوشي، يخضعون لمحاكمات، وهناك مطالب قانونية وسياسية مكثفة بحلها.
- طبيعة العملية، كونها استهدفت مؤسسة دينية بغرض نسف الموسم السياحي الراهن، بعد مؤشرات على تعافي السياحة بما يخدم الاقتصاد التونسي.
- منفّذ العملية، وهو من قوات الأمن، ومن خريجي عام 2017، ومن المحتمل أنه يتبع النهضة، حيث كانت الحركة الإخونجية وقتها تحكم البلاد.
وبناء على ما تقدم، دعا الجليدي إلى “مراجعة شاملة للمؤسسة الأمنية في ضوء الحادث الأخير”.
في تقدير الخبير القانوني التونسي حازم القصوري، فإن الحركة الإخونجية “اختارت ضرب تونس من الداخل بالإرهاب لإفشال مسارها الإصلاحي”.
ويبني القصوري تورط “النهضة” في الهجوم على أساس “اختراقاتها الواضحة لأجهزة الدولة فترة حكمها للبلاد، حيث وظفت حينها الكثير من العناصر التابعة لها داخل أجهزة حساسة”.
الضحايا
ارتفع عدد قتلى الهجوم قرب كنيس الغريبة في جربة خلال مراسم الحج اليهودي السنوي إلى 6، بعد وفاة رجل أمن ثالث، حسبما قالت وكالة الأنباء الرسمية.
القتلى هم 3 من رجال الأمن، واثنان من الزوار اليهود تونسي وفرنسي، إضافة لمنفذ العملية، فيما يُعالج مصابون آخرون من قوات الأمن في المستشفى.
وتخوض السلطات في تونس معارك غير مسبوقة ضد اختراقات حركة النهضة لمؤسسات الدولة، منذ أن أزاحتها قرارات الرئيس التونسي الموصوفة بـ”الثورية” يوم 25 يوليو 2021 عن الحكم.
وتضمنت تلك القرارات حل الحكومة التي تسيطر عليها الحركة، وتجميد ثم حل البرلمان، وإصلاحات في القضاء والاقتصاد.
وفي الأشهر الأخيرة، تم بناء على ذلك انتخاب برلمان جديد ووضع دستور جديد للبلاد، وذلك بالتزامن مع التحقيق مع قيادات الحركة المتورطين في تهم فساد مالي وسياسي وقضايا إرهاب وتمويل أجنبي.