برنار ليفي ينشر صوره برفقة ميلشيات السراج
عاصفة غضب في الأوساط الليبية ضد زيارته المثيرة للجدل
أثارت زيارة الصحافي الفرنسي برنار هنري ليفي إلى غرب ليبيا عاصفة غضب في البلاد، واستنكر الليبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الزيارة واتهم بعضهم المجلس الرئاسي وحكومة السراج بتنسيقها.
ويرتبط اسم ليفي بشبح الدمار والخراب الذي صاحب حراك فبراير 2011 في ليبيا وعلاقاته التي وثقها هو نفسه بالصور والمؤلفات بالتنظيمات الارهابية المسلحة.
كما أنه من أكثر داعمي مسارات انهيار الدولة في ليبيا والدول العربية الأخرى التي شهدت تحركات شعبية متزامنة.
وبعد جدل بين النفي والإثبات حول الزيارة، حسم ليفي الأمر بنشره صور من زيارته لمدينة ترهونة الليبية وسط حراسة خاصة من قبل وزارة داخلية السراج، وكتب معلقاً على حسابه على تويتر صورة له مع عدد من رجال الأمن معبرا عن أن هؤلاء هم الشرطة الليبية الحقيقة التي تحمي الصحافة الحرة، والتي تختلف كثيرا عن البلطجية -حسب قوله- الذين حاولوا منعه من العودة إلى مدينة مصراتة.
أمر تبعه إقرار من قبل حكومة السراج بالزيارة المثيرة للجدل، بعد أن أعلنت ميليشيات موالية للسراج رفضها زيارته لمدينة ترهونة.
وأشار ليفي، في تصريح مقتضب لقناة الأحرار التلفزيونية الليبية الموالية لحكومة السراج، إلى أنه جاء إلى ليبيا بصفته “صحفيا” من أجل إعداد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
حالة الغليان التي افتعلتها الزيارة، دفع المجلس الرئاسي لحكومة السراج لإصدار بيان، يؤكد فيه أنه لا علم له بالزيارة، ولم يتم التنسيق معه بشأنها، وأنه سيحاسب من نسقها أو رتبها.
لكن التأكيدات الرسمية الليبية توضح أن ليفي وصل إلى الاراضي الليبية بعد حصوله على تأشيرة من وزارة الخارجية التابعة لحكومة السراج، بل إن الطائرة التي أقلته من مالطا إلى مصراتة تابعة لوزير داخلية السراج فتحي باش أغا.
وبعد رفض قيادات محلية في مصراتة للقاء ليفي ولزيارته، أعلن باش أغا أن الزيارة “فردية وليست لها أبعاد سياسية”.
لكن هذه الزيارة سلطت الضوء على الخلافات داخل المعسكر التابع لحكومة السراج، خاصة بين السراج ووزير داخليته.
في المقابل، أبدى ناشطون ليبيون قلقهم من هذه الزيارة، وعبروا عن خشيتهم من أن تكون زيارته الحالية بهدف رسم مستقبل المرحلة الليبية المقبلة، خاصة أن الشعب الليبي لا يزال يدفع ثمن المخططات السابقة التي ساقت ليبيا إلى مصيرها الحالي.
وقال ناشط معلقا على صورة ليفي في ترهونة: “لو كان هناك قانون في ليبيا، لكنت الآن نائما في مركز احتجاز”.
وذكر آخر: “هذه لعبة من ألاعيبك، ابق بعيدا عن ليبيا. لا تقم بالأمر نفسه مرة أخرى”.
كما أوضح أحد الناشطين: “(رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان) و(رئيس حكومة طرابلس فايز السراج) يستدعيات برنارد ليفي لاستكمال مخطط تدمير ليبيا ونهب ثرواتها”.
وكان الصحفي الفرنسي قد ظهر في ليبيا عام 2011 وأشارت تقارير إلى أنه لعب دورا كبيرا من وراء الستار في ذلك الوقت، في إقناع فرنسا بالتدخل العسكري في ليبيا والترتيب لمرحلة ما بعد القذافي.
وبعد دعمه للمعارضة في عام 2011، تحول ليفي إلى شخصية غير مرغوب فيها لكثير من الليبيين، لا سيما بسبب دعوته إلى تدخل دولي في 2011، بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
الأوبزرفر العربي