بعد الإنشقاقات في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا… حزب جديد يتهدد مستقبل أردوغان
قال أحد مؤسسي الحزب الذي يستعد رئيس مجلس وزراء تركيا السابق أحمد داوود أوغلو لتشكيله قبل نهاية العام الجاري، إننا لن “نتراجع” وسنقوم بالإعلان عنه “إما في أواخر الشهر الحالي (نوفمبر) أو كانون الأول/ديسمبر القادم”.
وكشف سلجوك أوزداغ، البرلماني السابق ونائب الأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” الذي استقال منه قبل شهرين مع داوود أوغلو بعد إجماع الحزب على طردهما مع آخرين، عن أن “مؤسسي هذا الحزب الجديد يتراوح عددهم بين 60 ـ 80 شخصاً وسيتزعمه داوود أوغلو” الذي ترأس في السابق الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف مؤسس الحزب الجديد: “لم نحدد بعد الموعد الرسمي للإعلان عن تشكيل الحزب ولا اسمه، لكن ذلك سيكون قبل نهاية العام الجاري ونسعى حالياً لبناء مقرٍ له في أنقرة”.
وتابع “حتى اللحظة، نحن في مرحلة التأسيس، ورغم ذلك تهمّشنا وسائل الإعلام وتعتبر أننا غير موجودين. كما يتم انتقاد عملنا، بينما نقوم بطرح وجهة نظرنا وأفكارنا عليهم”.
وأشار إلى أن “غالبية الناس متخوفون من تحديد مواقفهم أو الانضمام إلينا، لكننا لا نخاف، ولن نتراجع، سنقوم بتأسيس الحزب، نحن لا نقدمٌ على شيءٍ مخيف، بل نقوم بعمل ديمقراطي وقانوني من خلال تأسيس هذا الحزب”.
يذكر أن عدة تقارير صحافية ومنظمات دولية تعنى بحرية التعبير كانت انتقدت القمع الذي يتعرض له الصحافيون في تركيا، وحالة التقييد التي
وبحسب مؤسس الحزب، فإن الحزب الجديد يهدف إلى “دولة ديمقراطية تسودها الحقوق والعدالة والفرص المتساوية في التعليم”.
وقال في هذا الصدد “نطالب أيضاً بالشفافية في مختلف الأمور، حتى في بناء التعليم وموظفي الدولة، وكذلك نريد إيقاف هجرة العقول إلى خارج البلاد”.
إلى ذلك، أضاف “نحن مستعدون لخوض أي انتخاباتٍ مبكرة في البلاد وسيكون مرشحنا حينها داوود أوغلو أو ربما عضو آخر من حزبنا، ونستطيع في تلك الانتخابات ممارسة السياسة مع كل من يحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير، ووحدة الأراضي التركية”، في إشارة منه لتحالفات الحزب المستقبلية.
كما شدد على أنه “من أجل الحصول على أكثر من 50% من الأصوات في تلك الانتخابات، قد يكون لدينا تحالفات، لكننا سنقف فيها ضد التنظيمات الإرهابية” دون أن يحدد من يقصد بها رغم أن حزبه ينوي الانفتاح على القضية الكردية في البلاد.
وسبق أن انتقد زعيمه المرتقب عزل رؤساء البلديات الأكراد.
وكان رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، أعلن في 13 سبتمبر أنه سيشكل قريباً حزباً سياسياً منافساً لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا. واتهم داود أوغلو حزب “العدالة والتنمية” بالانحراف عن أهدافه، ووصف قرارات إدارة الحزب بالخطيرة والتي لا تتلاءم مع المبادئ التأسيسية للحزب. وفي مؤتمر صحافي من أنقرة، برفقة قيادات مطرودين من الحزب، هم الحقوقي والبرلماني السابق أيهان سفر أوستون، والبرلماني السابق عبد الله باشجي، ونائب الأمين العام السابق سلجوق أوزداغ، قال داوود أوغلو في حينه إنه “لا يمكن أن يتخيل مواجهة طرده من الحزب الذي بذل فيه جهوداً لنجاحه”.
وسيشكل الإعلان عن الحزب الجديد الذي سيتزعمه داوود أوغلو ضربةً جديدة و”موجعة” لحزب أردوغان، لاسيما أن حزباً آخر قد يتزامن توقيت تشكيله مع هذا الحزب بدعمٍ من رئيس الجمهورية التركي السابق عبدالله غول وسيقوده وزير الاقتصاد التركي السابق علي باباجان الذي استقال من الحزب الحاكم مطلع تموز/يوليو الماضي.
وتكشف بعض استطلاعات الرأي في تركيا عن أن هذين الحزبين لن يختلفا كثيراً عن حزب “العدالة والتنمية”. وتضيف أنهما “سيكونان امتداداً له”. ورغم ذلك ينذر هذا الأمر بتراجعٍ كبير في شعبية أردوغان وحزبه.
ويتخوف أردوغان بشدّة من “الأسرار” التي قد يفضحها داوود أوغلو وهي ذاتها التي تسببت باستقالته بعد تهديده له بـ “فتح دفاتر الإرهاب”، خاصة أنه كان مقرّباً منه لسنوات قبل أن يهمّشه أردوغان بعد خلافات حادّة تفاقمت أكثر على خلفية خسارة الحزب الحاكم لرئاسة بلدية اسطنبول مرتين خلال انتخابات هذا العام.