بعد انتقاداته للناتو والغرب … الرئيس الأوكراني يتجه للاتفاق مع موسكو
"المفاوضات مع روسيا أصبحت أكثر واقعية"
بعد أن وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتقاداته اللاذعة لحلف شمال الأطلسي، بسبب عدم الموافقة على طلب بلاده بالانضمام للحلف، وتشكيكه في مدى التزام الحلف بالمادة الخامسة من فقرة الدفاع الجماعي في معاهدة التأسيس، أعلن زيلينسكي ،الأربعاء، إن المفاوضات مع روسيا أصبحت أكثر واقعية، لكنها تحتاج بعض الوقت، في خطوة فسرها مراقبين أنها اقتراب أكثر نحو الاتفاق مع موسكو بعد خذلان الغرب لزيلينسكي.
وقبل ذلك، أعلن مستشارُ زيلينسكي أن المفاوضات مع الجانب الروسي، التي ستجرى اليوم الأربعاء، ستكون صعبة.
وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني أن هناك تناقضات جوهرية في سير المفاوضات، لكنه أكد على وجود إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع روسيا.
ميخايلو بودولياك قال إن وفد بلاده سيواصل الأربعاء عملية المفاوضات مع الوفد الروسي، مشيراً عبر حسابه على “تويتر” إلى وجود “تناقضات جوهرية” في المفاوضات مع روسيا، غير أنه أضاف “لكن بالتأكيد يوجد مجال للتوصل إلى تفاهم”.
وبدأت الجولة الرابعة من المفاوضات بين موسكو وكييف، الاثنين، عبر الفيديو.
وأعرب الطرفان عن بعض التفاؤل في الأيام الأخيرة إلا أن تصريحات مستشار زيلينسكي الأخيرة تعكس صعوبة هذه المفاوضات، في حين يكثف الجيش الروسي هجماته في الأيام الأخيرة للسيطرة على مدن أوكرانية كبيرة عدة.
وتطالب كييف بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية.
اعتراف زيلينسكي
وفي تصريحات سابقة من يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إنه “يجب أن نعترف” بأن أوكرانيا لن تتمكّن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في حين أن هذا الملف هو أحد الأسباب التي قدمتها روسيا لتبرير غزوها لبلاده.
وأضاف الرئيس الأوكراني في مؤتمر عبر الفيديو خلال اجتماع لقادة قوة المشاة المشتركة، وهو تحالف تقوده بريطانيا: “سمعنا لسنوات أن الأبواب مفتوحة، لكننا سمعنا أيضا أنه لا يمكننا الانضمام (إلى الناتو). هذه هي الحقيقة ويجب أن نعترف بها”، وتابع: “أنا سعيد لأن شعبنا بدأ يفهم ذلك ويعتمد فقط على قوته”.
تصعيد زيلينسكي مع الناتو
وقد صعد زيلينسكي، من انتقاداته لحلف شمال الأطلسي، وشكك في التزام الحلف بالمادة الخامسة من فقرة الدفاع الجماعي في معاهدة تأسيس الحلف.
وقال زيلينسكي في خطاب بالفيديو أمام مسؤولين من القوة الاستطلاعية المشتركة (قوة تشارك فيها 10 دول وتقودها المملكة المتحدة) إن المادة الخامسة لم تبد أبداً “ضعيفة مثلما هي اليوم”. وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف على تحرك جماعي من الأعضاء في حال تعرّض عضو من المنظمة لهجوم.
ولم يرسل الحلف قوات للدفاع عن أوكرانيا، غير العضو في التحالف العسكري الغربي، كما أنه رفض إقامة منطقة حظر جوي حيث رأى مسؤولون سياسيون وعسكريون في الغرب أن فرض هذا المنطقة قد يتسبب بمواجهة مباشرة مع موسكو.
وقال الرئيس الأوكراني: “نسمع ذرائع مفادها أن ‘الحرب العالمية الثالثة’ يمكن أن تبدأ إذا أغلق الناتو مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية. ولهذا السبب لم يتم إنشاء المنطقة الإنسانية فوق أوكرانيا، ولهذا السبب يمكن للروس قصف المدن وقتل الناس وتفجير المستشفيات والمدارس”.
وحذر الروس مراراً من أن أيّ حضور عسكري غربي على الأراضي الأوكرانية، سيكون بمثابة إعلان مواجهة مباشرة مع موسكو.
الدفاع المشترك داخل التكتل لم يكن يوماً بهذا الضعف
وخلال كلمة له، انتقد زيلينسكي الناتو مجدداً لأنه لم يقيم منطقة حظر جوي قائلاً: الدفاع المشترك داخل التكتل لم يكن يوماً بهذا الضعف، مشيراً إلى أن الحلف سيردّ “بنفس الطريقة” إذا تعرض أحد أعضائه لهجوم من روسيا. وقال زيلينسكي أيضاً إن الغزو الروسي وضع الحلف في حالة من “النوم”.
ورفض أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، انتقادات الرئيس الأوكراني مؤكداً على دعم الحلف لكييف. وفي الأسبوع الماضي ردّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على انتقادات مشابهة تتعلق بالمادة الخامسة، وقال إن التزام واشنطن بها “مقدس”.