بكين تهدد واشنطن بإجراءات انتقامية في حال اغلاق قنصليتها في هيوستن
وصفت وزارة الخارجية الصينية قرار الولايات المتحدة باغلاق قنصليتها في هيوستن، بأنه “تصعيد غير مسبوق” وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية لم تحددها.
وشبهت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، اتهامات القرصنة التي وجهتها الولايات الأمريكية لمواطنين صينيين بـ”سارق يتهم الآخرين بالسرقة”.
جاء ذلك على لسان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في موجز صحفي، الأربعاء، حيث قال: “نطالب الولايات المتحدة الأمريكية بوقف اتهاماتها للصين فيما يتعلق بأمور الأمن السيبراني.. القراصنة الأمريكيون يوسعون من نشاطاتهم على الانترنت بتخويل من حكومتهم ما يثبت أن أمريكا كانت منخرطة بأكبر عمليات هجوم سيبراني في العالم”.
تأتي تصريحات المتحدث الصيني بعد إعلان وزارة العدل الأمريكية أن النيابة الفيدرالية وجهت اتهامات لصينيين مشتبه بهما بعمليات قرصنة تدعمها الحكومة الصينية وتستهدف أبحاث لقاح فيروس كورونا الجديد أو ما بات يُعرف باسم “كوفيد-19” وطرق العلاج.
ويأتي هذا الجدل بعد أيام على تبادل اتهامات أخرى بين الإدارتين الأمريكية والصينية حول نية الأولى فرض حظر سفر على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والذي سيؤثر على نحو 92 مليون مواطن صيني هم أعضاء في الحزب الشيوعي الصيني بالإضافة على عائلاتهم.
وقال مصدر مطلع إن المسؤولين بالحزب الشيوعي في بكين يدرسون في المقابل إغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة ووهان بوسط البلاد.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن القرار اتخذ “لحماية الملكية الفكرية الأمريكية والمعلومات الخاصة للأمريكيين”.
وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في هيوستن، توجه رجال إطفاء إلى القنصلية بعد رؤية دخان. وقال مسؤولان بالحكومة الأمريكية إن لديهما معلومات تفيد بإحراق وثائق هناك.
وقال وانغ ون بين، المتحدث باسم الخارجية الصينية إن العمل مستمر بشكل طبيعي بالقنصلية لكنه لم يعلق على هذه التقارير.
وقد أمهلت واشنطن بكين 72 ساعة لإغلاق قنصليتها في هيوستن وسط اتهامات بضلوع مسؤولين صينيين في أنشطة تجسس في خطوة تمثل تدهورا كبيرا في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كرر في تصريحات خلال زيارة للدنمارك، الاتهامات للصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية والأوروبية، وهو ما قال إنه تسبب في فقدان “مئات الآلاف من الوظائف”.
من جهته، وصف السناتور الجمهوري ماركو روبيو القائم بعمل رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ القنصلية الصينية في هيوستون على “تويتر” بأنها “حلقة الوصل المركزية لشبكة كبيرة من الجواسيس وعمليات التأثير في الولايات المتحدة تابعة للحزب الشيوعي الصيني”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ديفيد ستيلويل الدبلوماسي الأمريكي البارز المتخصص في شؤون شرق آسيا قوله، إن القنصلية الصينية في هيوستن كانت في “بؤرة” جهود الجيش الصيني لتعزيز مزاياه الحربية من خلال إرسال طلاب إلى الجامعات الأمريكية. وأضاف للصحيفة “اتخذنا خطوة عملية لمنعهم من القيام بذلك”.
الأوبزرفر العربي