بوتين يبلغ ميشيل أن اتصاله مع زيلينسكي يعتمد على نتائج المفاوضات
ولافروف يعلن "تعثر" المفاوضات بين موسكو وكييف
خلال محادثة هاتفية جرت بينهما اليوم الجمعة، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أن إجراء اتصال مباشر مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يعتمد بشكل خاص على تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى إيجاد حلّ للنزاع ”متعثرة“، بعدما فشلت المباحثات في إحراز أي تقدم واضح.
وأوضح الرئيس الروسي لرئيس المجلس الأوروبي حقيقة الإجراءات التي تتخذها روسيا لحماية المدنيين خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لا سيما في مدينة ماريوبول.
وأفاد الكرملين، أن المحادثة تناولت مستجدات الأوضع في أوكرانيا بشكل مستفيض، حيث أطلع بوتين محاوره على “التقييمات الأساسية فيما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة لحماية جمهورياتي دونباس”.
وأشار بوتين إلى أن أمرا صدر بعد تحرير ماريوبول، ولأسباب إنسانية، بإلغاء اقتحام المنطقة الصناعية لمصنع “آزوفستال”. وأكد أنه في حال قرر جنود الجيش الأوكراني ومقاتلو الكتائب القومية المتطرفة والمرتزقة الأجانب إلقاء أسلحتهم، نضمن لجميعهم الحياة والمعاملة اللائقة وفقا للقانون الدولي وتوفير الرعاية الطبية المؤهلة، لكن نظام كييف لا يسمح لهم باغتنام هذه الفرصة.
كما لفت بوتين انتباه محاوره إلى التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن ممثلي الاتحاد الأوروبي حول الحاجة إلى “حسم عسكري” في أوكرانيا، فضلا عن تجاهلهم لجرائم الحرب الكثيرة التي ترتكبها القوات الأوكرانية.
وشدد بوتين على أن بروكسل يمكن أن تؤثر في سلطات كييف لإجبارها على وقف القصف المكثف للمناطق السكنية بدونباس والانتهاكات الجسيمة الأخرى للقانون الإنساني الدولي.
وبينما أطلعه ميشيل على اتصالاته مع القيادة الأوكرانية خلال زيارته إلى كييف مؤخرا، أشار بوتين ردا على دعوة ميشيل لإجراء اتصال مباشر بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى أن هذا الاحتمال يعتمد بشكل خاص على تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، والتي يبدي فيها الجانب الأوكراني مواقف متقلبة وقلة الاستعداد للبحث عن حلول مقبولة للطرفين.
المفاوضات بين موسكو وكييف
ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى إيجاد حلّ للنزاع ”متعثرة“، بعدما فشلت المباحثات في إحراز أي تقدم واضح.
وقال لافروف إن المفاوضات ”متعثرة، لأن اقتراحًا قدّمناه إلى المفاوضين الأوكرانيين منذ خمسة أيام وتمت صياغته مع الأخذ في الاعتبار تعليقاتهم، لا يزال بدون جواب“.
وشككت الوزارة في رغبة القادة الأوكرانيين بمواصلة المحادثات.
وقال لافروف: ”أجد أنه من المستغرب جدا الاستماع كل يوم إلى تصريحات تصدر لا سيما عن الرئيس (الأوكراني) ومستشاريه تعطي انطباعا بأنهم ليسوا بحاجة على الإطلاق إلى هذه المفاوضات“.
وقال فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي الذي يجري مفاوضات مع ممثلين عن الجانب الأوكراني، إن جولة محادثات جديدة أجريت الجمعة.
مسودة وثيقة
وأعلن الوفد الروسي المفاوض إجراء مباحثات مع رئيس الوفد الأوكراني، حيث تم عقد عدة مباحثات مطولة بينهما.
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في إحاطة صحافية، الأربعاء إن بلاده سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن باتت في ملعب كييف، إذ ننتظر جوابا منها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد كييف، قال: “الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني”، بحسب ما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية.
إلا أنه شدد على أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيئ، لاسيما أن الأوكرانيين لا يظهرون رغبة كبيرة في تكثيف عملية المفاوضات، وفق تعبيره.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، أعلنت بدورها في وقت سابق الأربعاء أيضا، أن موسكو فقدت الثقة بالمفاوضين الأوكرانيين، واصفة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتابع وغير المستقل، الذي ينفذ أوامر أميركا وحلف شمال الأطلسي.
أتت تلك التصريحات بعد أن أعلن مستشار زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، أمس، استحالة تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات المباشرة بين الجانبين، معتبرا أن التفاوض مع روسيا من أجل وقف النزاع بات أكثر صعوبة وتعقيدا، لاسيما بعد التطورات العسكرية الميدانية في مدينة ماريوبول المحاصرة جنوبا، والشرق الأوكراني.