بوتين يتهم واشنطن بالمشاركة في استفزاز موسكو
مرور المدمرة البريطانية "ديفندر" قبالة شبه جزيرة القرم "استفزازاً" لسيادة روسيا
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرور المدمرة البريطانية “ديفندر”، قبالة شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي “استفزازاً” لسيادة روسيا على شبه الجزيرة، متهماً الولايات المتحدة بالمشاركة في “هذا الاستفزاز”، بحسب وصفه.
واستبعد بوتين، في تصريحات تلفزيونية، الأربعاء، وقوع “حرب عالمية ثالثة”، إذا ما قررت موسكو إغراق المدمرة البريطانية، قائلاً “إذا أغرقنا المدمرة البريطانية، فسيكون من الصعب تخيل أن يكون العالم على شفا حرب عالمية ثالثة”.
وأطلقت دوريات تابعة لروسيا طلقات تحذيرية باتجاه المدمرة البريطانية “ديفندر”، بعد دخولها المياه الإقليمية الروسية، الأربعاء الماضي، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.
وقال بوتين، في حلقة تلفزيونية سنوية يتم تنظيمها للإجابة على أسئلة مواطنيه، إنه من الواضح أن “المدمرة دخلت المياه القرم بحثاً عن أهداف عسكرية، ولمحاولة اختبار ردة فعل قواتنا تجاه مثل هذه الاستفزازات، وذلك بغرض معرفة ما يحدث من جانبنا في مثل هذه الحالات وكيف تسير الأمور، وأين يتمركز كل شيء”.
وأشار بوتين إلى أن “الأميركيين أيضاً شاركوا أيضاً في الاستفزاز” الذي قامت به المدمرة “ديفندر” في مياه البحر الأسود.
قال بوتين “العملية لم ينفذها البريطانيون فحسب، بل الأميركيون أيضاً، لأن المدمرة البريطانية دخلت مياهنا الإقليمية خلال النهار، وفي وقت مبكر من الصباح”.
وتابع أن “طائرة استطلاع استراتيجية أميركية ضمن قوات الناتو في اليونان حلقت من (قاعدة إيراكليون الجوية) في جزيرة كريت”، مشيراً إلى أن الطائرة الأميركية كانت تراقب تعامل القوات الروسية مع المدمرة البريطانية في البحر الأسود.
الاجتماع مع بايدن
واعتبر الرئيس الروسي أن “هذا الاستفزاز يحمل أيضاً رسائل سياسية”، بالإضافة إلى أهدافه العسكرية.
وقال “عقدنا مؤخراً اجتماعاً (مع الرئيس الأميركي جو بايدن) في جنيف. يجب على المرء أن يسأل لماذا كان من الضروري القيام بمثل هذا الاستفزاز. لماذا يتم كل هذا؟”.
وأوضح بوتين أن العملية “تؤكد أن هؤلاء الناس لا يحترمون اختيار سكان شبه جزيرة القرم بانضمامهم إلى روسيا”.
ولا تعترف المملكة المتحدة وحلفاءها، بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا، بعد أن ضمت موسكو المنطقة من أوكرانيا في عام 2014.
وحذر بوتين من أن “فترة العالم أحادي القطب ولّت”، مضيفاً أن “روسيا تتطور بغض النظر عن العقوبات المفروضة عليها، وقدراتها الدفاعية في البلاد بلغت مستوى عالٍ”.
ورداً على سؤال بشأن اجتماع بالرئيس الأميركي بايدن في جنيف، قال بوتين، أعتقد أن “كثيراً من الأمور تعتمد على الرئيس الأمريكي بايدن”، مضيفاً، “الزملاء في الولايات المتحدة يتفهمون أن العالم يتغير”، لكنهم يحاولون في نفس الوقت الحفاظ على احتكارهم ومن هنا تأتي التهديدات”.
وأعرب بوتين عن أمله في عودة العلاقات الروسية الأميركية إلى طبيعتها.
شفا حرب عالمية
وتحدث الرئيس الروسي عن اعتراض السفينة البريطانية بإطلاق أعيرة نارية عليها، قائلاً إنه “حتى إذا أغرقنا المدمرة البريطانية، فسيكون من الصعب تخيل أن يكون العالم على شفا حرب عالمية ثالثة”.
وأضاف، “أولئك الذين يقومون بهذه الاستفزازات يعرفون أنهم لن يخرجوا منتصرين من هذه الحرب”.
وتابع “لا أعتقد أننا كنا سنكون سعداء بهذا التطور. لكننا على الأقل نعرف ما الذي نكافح من أجله. نحن على أراضينا ، نقاتل من أجل أنفسنا، من أجل مستقبلنا. لم نكن نحن من ذهب إليهم، بقطعنا آلاف الكيلومترات حتى نصل عبر الممرات المائية. هم من جاءوا إلى حدودنا وانتهكوا مياهنا الإقليمية “.
ونفى الجيش البريطاني ما أعلنته موسكو بشأن الطلقات التحذيرية باتجاه البحرية الملكية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية على تويتر، “لم يتم توجيه أي طلقات تحذيرية إلى إتش إم إس ديفندر”، مؤكدة أن “سفينة البحرية الملكية، تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية طبقاً للقانون الدولي”.
sea breeze
وقال بوتين إن التطور العسكري لأوكرانيا بمساعدة دول غربية فضلاً عن علاقتها مع حلف الناتو أصبح يشكل “مصدر قلق” لروسيا.
كما قال بوتين في تعليقه على التدريبات العسكرية “نسيم البحر” (sea breeze) لحلف الناتو بمشاركة أوكرانيا في مياه البحر الأسود إن القوات الأجنبية “اقتربت من حدودنا”.
وتجري المناورات العسكرية “نسيم البحر” بين 28 يونيو و10 يوليو، بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا في البحر الأسود، وهو ما تثير استياء موسكو.
وتشارك نحو 30 سفينة حربية و40 مقاتلة في هذه المناورات، بالإضافة إلى المدمّرة الأميركية “يو إس إس روس”، وجنود من مشاة البحرية الأميركية.
وتشير أوكرانيا إلى أن الهدف الرئيسي من المناورات هو اكتساب خبرة في العمل المشترك، أثناء عمليات لحفظ السلام وعمليات أمنية متعددة الأطراف.
وندد بوتين بهذه المناورات، وقال إن الدول الغربية لم تتفاعل بشكل إيجابي مع سحب روسيا قواتها من الحدود مع أوكرانيا، و”تقوم بالمقابل حشدت قواتها نحو حدودنا”.
العلاقات مع أوكرانيا
واتهم الرئيس الروسي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باخضاع بلاده لسيطرة الغرب، الأمر الذي يصعّب على حد قوله، عقد اجتماع بينهما.
وقال بوتين: “ما الفائدة من لقاء زيلينسكي، إذا تخلى عن بلاده ليسيطر عليها الخارج بالكامل؟”. وتابع أن “القضايا الرئيسية الحيوية بالنسبة لأوكرانيا لا يتم حلها في كييف بل في واشنطن، وإلى حد ما في باريس وبرلين”.
وأوضح أنه لا يرفض لقاء زيلينسكي ولكن “يتعين معرفة ما هي المواضيع التي يمكن مناقشتها” معه.
وتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا خلال الأشهر الماضية بسبب اندلاع نزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا والذي اسفر عن مقتل 13 ألف شخص.
وعرض الرئيس الأوكراني على بوتين في نهاية أبريل عقد لقاء في منطقة النزاع، في وقت كانت تشهد توتراً متصاعداً بعد زيادة أعمال العنف على الجبهة ووسط تدريبات عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية.
وأبدى بوتين استعداده لاستقبال زيلينسكي في موسكو “في أي وقت”، “إن كان الأمر يتعلق بالعلاقات الثنائية”، مشيراً في المقابل إلى وجوب بحث النزاع في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين، وهو أمر ترفضه كييف.