بوتين يجدد دعوته إلى تشكيل “عالم متعدد الأقطاب”
"يتم ضخ مليارات الدولارات إلى النظام النازي الجديد في أوكرانيا"
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، دعوته إلى تشكيل “عالم متعدد الأقطاب”، معتبراً أن ذلك “سيكون حلاً لغالبية المشكلات”.
ونقل تلفزيون RT الروسي الرسمي، عن بوتين قوله في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، إن دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والولايات المتحدة “يحاولان تعزيز قدراتهما ويستخدمان كل الوسائل في مسعى الضغط على روسيا”.
وأضاف: “كنا ولا نزال من المؤيدين بقوة لنظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على أولوية قواعد ومبادئ القانون الدولي، وسيادة الدول وتساويها، والتعاون البنّاء والثقة”.
وذكر بوتين، أن “معظم الدول مستعدة للدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية وتقاليدها وثقافتها وأسلوب حياتها”، لافتاً إلى أنه “يجري تعزيز المراكز الاقتصادية والسياسية الجديدة”.
واعتبر بوتين أن نتائج “سياسة صب الزيت على النار” ظهرت بوضوح في أوكرانيا، قائلاً إنه “يتم ضخ مليارات الدولارات إلى النظام النازي الجديد (إشارة إلى أوكرانيا)، وتزويده بالمعدات والأسلحة والذخيرة، وإرسال مستشارين عسكريين ومرتزقة، لإشعال الصراع بشكل أكبر، وجذب الدول الأخرى إليه”.
واتهم الرئيس الروسي، الغرب، بـ”تأجيج الصراع في أوكرانيا، وجر دول أخرى إليه”، مضيفاً أن “واشنطن تحاول إعادة صياغة نظام العلاقات الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يخدم مصالحها”.
نهاية لهيمنة القطب
من جانبه، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن بلاده ستعيد النظر في استخدام ذخائر عنقودية في أوكرانيا، مشدداً على أن موسكو “لم تستخدمها لأسباب إنسانية”، لكنه أشار إلى أن روسيا زادت من إنتاج المدافع والدبابات والمدرعات.
واعتبر وزير الدفاع الروسي، أن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي انطلقت في فبراير 2022، “وضع نهاية لهيمنة الغرب”.
وأضاف: “العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وضعت نهاية لهيمنة القطب الواحد على الأمن العالمي”، مشيراً إلى أن الأسلحة التي يقدمها الغرب إلى أوكرانيا “لن تحقق النتائج المرجوة”.
واعتبر شويجو، أن القوات الأوكرانية بدأت في “الانهيار والتلاشي”، مضيفاً أنه على الرغم من “عمل المستشارين والمرتزقة الأجانب في أرض المعركة، لم تتمكن أوكرانيا من تحقيق أي نجاح”، وقال إن بلاده تمكنت من صد الهجوم الأوكراني المضاد.
واتهم الوزير الروسي، أوكرانيا، بمهاجمة سفن حبوب في البحر الأسود، وقال إن كييف تستغل الممرات الإنسانية المخصصة لنقل الحبوب لشن هجمات بالطائرات المسيرة، واستخدمت المنشآت المدنية لنشر الأسلحة والمعدات العسكرية منذ بداية الحرب.
وقال إن نظام كييف استخدم المنشآت المدنية لإيواء قواته ومعداته منذ الأيام الأولى للصراع، مشيراً إلى أن أوكرانيا استخدمت مبادرة الحبوب كغطاء لأسلحتها ومستودعات ذخيرتها من الضربات الصاروخية الروسية.
وذكر أن كييف مستمرة في استهداف محطة زابوروجيه للطاقة النووية، لافتاً إلى أن موسكو تقدم “كافة المعلومات لجميع الهيئات المعنية في الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية دون نتيجة”.
واعتبر وزير الدفاع الروسي، أن “السياسة الدفاعية لأوروبا تخضع بشكل كامل للولايات المتحدة”، لافتاً إلى أنه “سيتعين على الشركاء دفع الكثير من المال لواشنطن للحصول على أسلحة جديدة، والحد من السيادة في المجال الأمني”.
العلاقات بين السعودية وإيران
وعلى صعيد الأوضاع في الشرق الأوسط، قال شويغو إن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران “يساعد على إنشاء منظومة أمن مستقلة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأجرت السعودية وإيران مباحثات عدة، استمرت على مدار عامين، في بغداد ومسقط، توّجت باتفاق أبرم في العاصمة الصينية بكين في 10 مارس الماضي، على عودة العلاقات بين البلدين، وتبادل البعثات الدبلوماسية خلال شهرين من توقيع الاتفاق.
واتهم وزير الدفاع الروسي، الولايات المتحدة بـ”محاولة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”، مشدداً على ضرورة أن “نكون مستعدين لجميع السيناريوهات”.
واعتبر أن “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية أصبح عاملاً قوياً لاستقرار المنطقة بأسرها”، كما عبّر عن اعتقاده بأن تداعيات هذا القرار تحمل “طابعاً استراتيجياً”. لكنه أضاف: “يوجد احتمال كبير أن يستمر الغرب في إثارة الصراعات بالمنطقة”.
المنظمات الدولية
بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الغرب بـ”محاولة خصخصة” الأمم المتحدة وكذلك المنظمات الدولية الأخرى مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيمائية.
وانتقد كذلك، خلال كلمته في المؤتمر، التدخل حتى في المنظمات الرياضية، مشدداً على أن هناك محاولات غربية لـ”تقويض الاستقرار وخلق بؤر توتر جديدة”.
وثمن لافروف محاولات بعض الدول وفي مقدمتها بلاده، الابتعاد عن الاعتماد على اليورو والدولار الأميركي، واستخدام العملات المحلية في المعاملات المالية.
ووجه لافروف، انتقادات مباشرة، لمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، معتبراً أن بوريل يحاول إظهار أوروبا باعتبارها “حديقة مزدهرة وحولها فقط أدغال”، مشدداً على “الطريق مسدود أمام هذه السياسة الغربية”، على حد وصفه.
واعتبر وزير الخارجية الروسي، أن واشنطن “قوضت عمداً” معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية “ستارت”، مضيفا أن الغرب “حضر للحرب ضد روسيا منذ مدة طويلة”.
واتهم لافروف، الولايات المتحدة وحلف الناتو بمحاولة “تعزيز أنظمة دولية جديدة قائمة على تحقيق مصالحهما”، وقال إن السياسات الغربية تسببت في أزمات عدة بمختلف أنحاء العالم.