بوتين يدعو إلى تعزيز الشراكة العسكرية لضمان الأمن في العالم
80 مؤسسة تعرض منتجاتها في منتدى "آرميا - 2023"
في رسالة مصورة بمناسبة افتتاح منتدى “الجيش-2023” العسكري التقني الدولي، اليوم الاثنين، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تعزيز الشراكة العسكرية والتقنية لضمان الأمن في العالم، معلناً استعداد موسكو لتطوير الشراكة التكنولوجية والتعاون العسكري التقني مع البلدان الأخرى، مع “كل من يدافع عن مصالحه الوطنية وطريق التنمية المستقل”.
وقال بوتين، أن بلاده منفتحة على تعميق الشراكة التكنولوجية المتساوية والتعاون العسكري التقني مع البلدان الأخرى، مع كل من يدافع عن مصالحه الوطنية وطريقه المستقل للتنمية ويرى أنه من المهم بشكل أساسي أن نبني معا نظاما أمنيا متساويا وغير قابل للتجزئة يحمي كل دولة بشكل موثوق”.
وأوضح الرئيس بوتين، أن روسيا تعرض على شركائها مجموعة واسعة من الأسلحة الحديثة من جميع الأنواع تقريبا، وأنه حوالي 80 مؤسسة تعرض منتجاتها العسكرية في منتدى “آرميا – 2023”.
وأضاف، “منتدى “الجيش-2023″ يولي اهتماما خاصا لموضوع الطائرات بدون طيار وهذا الاتجاه يتطور بنشاط اليوم في كل من القطاعين العسكري والمدني”.
وأعرب بوتين خلال كلمته للمشاركين في المنتدى العسكري التقني “آرميا-2023” عن أمله في أن يسمح المنتدى بتعزيز الشراكة العسكرية والتقنية لضمان الأمن في العالم.
وعبر بوتين عن تأكيده على أن عقد المنتدى سيعزز الشراكة العسكرية والفنية لصالح الأمن والاستقرار في العالم الناشئ متعدد الأقطاب.
واقترح الرئيس الروسي تطوير التعاون في تدريب الأفراد والعسكريين وتنظيم تدريبات بين مختلف الدول.
ويعقد المنتدى العسكري التقني الدولي “آرميا – 2023″، في الفترة من 14 إلى 20 أغسطس/ آب الجاري، بالقرب من العاصمة موسكو، تحت رعاية وزارة الدفاع الروسية، ويشمل مشاريع خاصة. سيزور المنتدى 49 وفدا بدعوة من وزارة الدفاع الروسية.
مشاركة 60 دولة
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن 60 دولة أكدت مشاركتها في المنتدى بوفود رسمية، وهو عدد أقل من الدول التي شاركت في دورة العام الماضي، والذي بلغ 85 دولة، حسبما أعلن الجيش الروسي آنذاك.
وقال الملحق العسكري بسفارة إيران في موسكو رضا خسروي مقدم، الاثنين، إن وفداً عسكرياً إيرانياً رفيع المستوى سيصل إلى موسكو.
وأضاف: “الوفد سيشارك في مراسم افتتاح المؤتمر والمعرض العسكري الدولي، كما يلتقي عدداً من رؤساء الوفود الأجنبية المشاركة”، لافتاً إلى أن “الصناعة الدفاعية الإيرانية” ستعرض منتجات دفاعية في المنتدى.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت الصين أن وزير الدفاع لي شانج فو يعتزم المشاركة في المنتدى خلال زيارة رسمية إلى روسيا وبيلاروس في الفترة من 14 لى 19 أغسطس الجاري.
وأفادت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، بأن “وزير الدفاع الصيني سيلقي كلمة في المنتدى وسيلتقي قادة روسيا ومديري إدارات وزارة الدفاع الروسية”.
وبالتزامن مع معرض “آرميا 2023″، يعقد مؤتمر موسكو للأمن الدولي، والذي يتضمن برنامجه بحث قضايا الاستقرار العالمي في سياق تشكيل عالم متعدد الأقطاب، وكذلك التعاون بين وزارات الدفاع في مختلف البلدان، والجوانب العسكرية والأمن الإقليمي في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا.
تقنياتها العسكرية متطورة
ويمثل المنتدى، الذي يعقد سنوياً منذ عام 2015، فرصة لروسيا لعرض تقنياتها العسكرية وإثبات قدرتها على منافسة الدول الغربية كمورد رئيسي للسلاح.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، يشهد المعرض مشاركة نحو 1500 شركة روسية بارزة في الصناعات الدفاعية.
وقالت شركة “روستيخ” الحكومية الروسية لوكالة “تاس” إنها ستعرض أحدث أنظمة المدفعية التي تطورها، والتي أخذت في الاعتبار عند تطويرها التجربة الروسية في حرب أوكرانيا وخصائص العتاد العسكري لحلف الناتو التي تم الاستيلاء عليها من قبل روسيا في الحرب مع أوكرانيا.
وقال النائب الأول للمدير العام لشركة “روستيخ” فلاديمير أرتياكوف، لوكالة “سبوتنيك”، إن الشركة ستعرض لأول مرة في المنتدى المدفع الروسي ذاتي الحركة “مالفا” من عيار 152 مللي.
ووفقا لأرتياكوف، تسمح “قوة هذا المدفع بتدمير أي جسم تقريباً على مدى يزيد عن 24 كيلومتراً”، مشيراً إلى أن المدفع “قادر على الالتفاف بسرعة وترك موقعه، وهو أمر مهم للغاية في إطار القتال المضاد للبطاريات”.
من جانبها، أعلنت مؤسسة “روس كوسموس” الروسية أن روسيا ستكشف عن نموذج صاروخ “كورونا” الفضائي متعدد الاستخدامات خلال المعرض، كما ستعرض شركة “أورال فاجون زافود” الروسية لأول مرة مركبة هندسية مدرعة متنوعة الاستخدامات هي المدرعة “أو بي إي أم”، التي تستخدم لتأمين تقدم القوات في ظروف إطلاق العدو للنيران.
وأعلنت شركة “ميكران” الروسية أنها ستكشف خلال المنتدى عن مجموعة متنوعة من أجهزة الرادار التي طورتها لتلبي احتياجات العملاء المختلفة.
عقود بقيمة 433 مليار روبل
وحرصت روسيا على استغلال المنتدى لعرض أحدث منتجاتها في مجال المقاتلات الحربية والتقنيات المتصلة بها.
وتعرض مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الروسي خلال المنتدى نماذج محركات لطائرات دون طيار من مختلف الفئات، وأسلحة جوية متطورة، بالإضافة إلى أحدث الطائرات والمروحيات التابعة للقوات الجوية الفضائية.
وتتضمن قائمة المعروضات، التي اطلع عليها وزير الدفاع الروسي سيري شويغو، الاثنين، مقاتلة “سو-57” من الجيل الخامس وأحدث وسائل التدمير التي تزود بها، والطائرتين “سو-30 إس إم2″ و”سو-34” ومروحية النقل العسكري “مي-26 تي2بي” والمروحية متعددة الأغراض “كا-32 آ11إم” والمسيرات “إينوخوديتس” و”تيرميت” و”ألتيوس-رو” و”فوربوست إر” و”جروم” و”شيرشن”.
واطلع شويغو على المروحية القتالية الحديثة من طراز “مي-28 إن إم” ومروحية الاستطلاع والهجوم الحديثة من طراز “كا-52 إم” المزودة بصواريخ “فيخر-1” الموجهة وأحدث صاروخ موجه “جو-أرض” من طراز “إزديليه-305”.
ودعا شويغو مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الروسي إلى ضرورة ضمان توافق تكاليف الأسلحة الجوية الروسية مع فعاليتها، مؤكداً على أهمية تطوير الأسلحة الموجهة ذات المقاومة العالية للتشويش، بحسب وكالة “تاس”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تخطط لإبرام عقود بقيمة 433 مليار روبل (4.3 مليار دولار)، خلال المنتدى، وهو رقم قريب من مجمل العقود التي تم إبرامها العام الماضي، وبلغت 36 عقداً بقيمة 525 مليار روبل.
الغنائم من أسلحة الناتو
وخلال المنتدى سيتم عرض معدات “الناتو” التي اغتمنها الجيش الروسي خلال العملية العسكرية في أوكرانيا، بحسب المنظمين، إلى جانب المعدات الروسية التي أثبتت فعاليتها في الحرب.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن مصدر وصفته بأنه مطلع قوله إنه سيتم عرض “عدة عينات من المدرعات الغربية، بما في ذلك مركبات مشاة قتالية”، مشيراً إلى أن الخبراء الروس فحصوا المدرعات.
وأضاف المصدر أن “خبراء الدفاع الروسي لاحظوا الحماية الجيدة لدروع معدات الحلف، لكنهم لفتوا الانتباه إلى ضعف حركتها وصيانتها، فضلاً عن تعقيد التصميم المفرط والصيانة كثيفة العمالة”.
وسبق أن أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على دبابات “ليوبارد” و”أميكس” ومركبات “برادلي” القتالية للمشاة خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تعرض فيها روسيا قطعاً من العتاد العسكري للحلف في المعرض، إذ عرضت في منتدى “آرميا 2022” العام الماضي، معدات عسكرية سيطرت عليها خلال الحرب في أوكرانيا.
وبلغ عدد القطع العسكرية الغربية التي عرضتها موسكو، العام الماضي، 540 قطعة، شملت مدافع “هاوتزر M777” الأميركية، وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات الأميركية “جافيلين” وصواريخ “NLAW” الموجهة المضادة للدبابات وصواريخ “ميلان” الفرنسية الألمانية ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة “ستينجر” الأميركية.