بوتين يدعو القوات الأجنبية الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي إلى مغادرتها
في لقاء مع ووسائل إعلام عربية أخرى، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع القوات الأجنبية الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي، إلى مغادرتها، مؤكدا على ضرورة استعادة وحدة الأراضي السورية.
وأكد بوتين قبيل زيارة يقوم بها للسعودية والإمارات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، على “ضرورة تحرير الأراضي السورية من الوجود الأجنبي العسكري”، قائلا: “يجب على كل من هم موجودون في أراضي أي دولة بشكل غير مشروع، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، مغادرة هذه المنطقة”.
وأضاف: “هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، إذا كانت القيادة المستقبلية، أي القيادة الشرعية لسوريا، ستقول إنها لم تعد بحاجة لوجود القوات المسلحة الروسية، فهذا ينطبق بالطبع على روسيا الاتحادية أيضا”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه ناقش هذه المسألة مع “زملائه”، قائلا: “أناقش اليوم هذه المسألة بصراحة تامة مع جميع شركائنا مع الإيرانيين والأتراك. وقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن ذلك مع شركائنا الأميركيين. تحدثت بصراحة مع زملائي، يجب تحرير أراضي سوريا من الوجود العسكري الأجنبي، ويجب استعادة وحدة الأراضي العربية السورية بالكامل”.
وفيما يتعلق بالأزمات القائمة مع إيران في المنطقة، اعتبر بوتين أنه لا بد من إجراء حوار مع إيران “لحل الأزمات في المنطقة”، معربا في الوقت نفسه عن تفهمه لقلق المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، من الأحداث التي تدور في المنطقة.
واستطرد قائلا: “مثل هذه القوة الكبيرة، أي إيران، الموجودة على الأرض منذ آلاف السنين، لا يمكن إلا تكون لهم مصالحهم الخاصة ويجب أن يعاملوا باحترام. من الضروري إجراء حوار، إذ من دون الحوار لا يمكن على الإطلاق حل ولو مشكلة واحدة”.
وتابع: “أتصور أن بإمكاني أن أشارك دولة الإمارات العربية والمتحدة، والمملكة العربية السعودية، في مخاوفهما وقلقهما، (…)، أما بالنسبة لروسيا فسنبذل قصارى جهدنا لتهيئة الظروف اللازمة لمثل هذه الديناميكية الإيجابية، وأظن ان لدى روسيا علاقات جيدة مع إيران، وعلاقات جيدة كذلك مع أصدقائنا العرب”.
وعلّق الرئيس الروسي على الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في المنطقة، ومساهمتها في حل الأزمات وتعزيز الاستقرار.
وقال: “الإمارات طبعا تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب دون أي مبالغة دورا يعزز الاستقرار. لن أكشف سرا كبيرا إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة الامارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعات نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك، كما أرى ما فيه فائدة كبيرة ليس لكلا الطرفين فحسب، بل للمنطقة بأسرها”.
وعلى صعيد العلاقات التي تجمع روسيا بالمملكة العربية السعودية، قال بوتين، إن العلاقات مع السعودية في السنوات الأخيرة “تطورت بشكل كبير”.
وقال: “فيما يتعلق بزيارة السعودية، فإننا نوليها أهمية كبيرة، وهي بمعنى ما، رد للزيارة التي قام بها إلى روسيا عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين، وكانت تلك أول زيارة تاريخية، ونحن في حقيقة الأمر نصفها بالتاريخية، وهي كذلك فعلا”.
ونوه الرئيس الروسي إلى أن “العلاقات بين السعودية والاتحاد السوفيتي في العهد السوفيتي كانت على مستوى منخفض بقدر ملحوظ”، وأضاف: “خلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية علاقاتنا تغيرا جذريا. نحن ننظر للمملكة كدولة صديقة لنا، ونشأت لدي علاقات طيبة مع الملك ومع الأمير ولي العهد، وعلاقتنا تتطور عمليا في الاتجاهات كافة”.