بوتين يوقّع مرسوم العقيدة الجديدة للسياسة الروسية الخارجية
بعد مصادقته في يوليو الماضي على عقيدة بحرية جديدة للأسطول الروسي، تحدد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أنهما “التهديد” الأكبر لروسيا، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوماً بالموافقة على عقيدة جديدة للسياسة الخارجية تقوم على مفهوم “حماية تقاليد ومُثل العالم الروسي وضمان سلامتها والنهوض بها”.
ووفقاً لوكالة “تاس” الروسية، تتكون وثيقة “السياسة الإنسانية لروسيا في الخارج” المؤلفة من 31 صفحة، والمتضمنة للعقيدة الجديدة، من 6 أقسام: الأول يغطي الأحكام العامة، والثاني مخصص للمصالح الوطنية الروسية في المجال الإنساني في الخارج، فيما يسرد القسم الثالث المجالات الرئيسة لهذه السياسة.
ويغطي القسم الرابع التعاون الإنساني مع روسيا في صيغ متعددة الأطراف وثنائية، أمَّا الخامس فهو مخصص للحوار بين الثقافات والأديان، بينما يتناول القسم السادس الآليات الأساسية لتنفيذ السياسة الإنسانية في الخارج.
“العالم الروسي”
وقال الكرملين إنَّ بوتين، “وافق على العقيدة الجديدة لتحديد الأهداف والاتجاهات الرئيسية للسياسة الإنسانية لروسيا الفدرالية في الخارج”.
وتنص الوثيقة التي نُشرت بعد أكثر من ستة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، على أنه ينبغي لروسيا “حماية تقاليد ومُثل العالم الروسي وضمان سلامتها والنهوض بها”.
وجاء في الوثيقة أن “روسيا الاتحادية تقدم الدعم لمواطنيها الذين يعيشون في الخارج لنيل حقوقهم وضمان حماية مصالحهم والحفاظ على هويتهم الثقافية الروسية”.
أراضي الاتحاد السوفيتي
وقالت إن علاقات روسيا مع مواطنيها في الخارج تسمح لها “بتعزيز صورتها على المسرح الدولي كدولة ديمقراطية تسعى جاهدة لخلق عالم متعدد الأقطاب”.
وتشير في هذا الصدد إلى أنه على موسكو تعزيز علاقاتها مع أبخازيا وأوسيتا، وهما منطقتان في جورجيا اعترفت موسكو باستقلالهما بعد حربها ضد جورجيا في عام 2008، بالإضافة إلى الإقليمين الانفصاليين في شرق أوكرانيا واللذين أعلنا استقلالهما من جانب واحد، تحت اسم “جمهورية دونيتسك الشعبية” و”جمهورية لوجانسك الشعبية”.
كما تنص الوثيقة أيضاً على “تعزيز التعاون الثنائي في الثقافة، والعلوم، والتعليم، وسياسات الشباب، والرياضة، والسياحة مع بلدان رابطة الدول المستقلة” التي قامت على أراضي الاتحاد السوفيتي بعد تفكك الأخير وانهياره.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، دأب بوتين منذ سنوات على تسليط الضوء على ما يصفه بـ”مصير مأساوي” لحوالي 25 مليون شخص من أصل روسي وجدوا أنفسهم يعيشون خارج روسيا في دول مستقلة حديثاً عندما انهار الاتحاد السوفيتي في 1991، وهو الحدث الذي وصفه بأنه “كارثة جيوسياسية”.
وواصلت روسيا اعتبار دول الاتحاد السوفيتي السابق، من البلطيق إلى آسيا الوسطى، على أنه مجال نفوذها الشرعي، وهي فكرة قاومتها بشدة العديد من تلك الدول وكذلك الغرب.
وتنص السياسة الجديدة على أنه يتعين على روسيا زيادة التعاون مع الدول السلافية والصين والهند، بجانب تقوية علاقاتها مع الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وإفريقيا.
التهديد الأكبر لروسيا
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “حقيقة الأمر هو أنَّ مشهدي الشؤون الدولية والسياسة الخارجية يتغيران بسرعة كبيرة. لقد ظهر واقع عالمي جديد يجب أخذه بعين الاعتبار” في الوثيقة الجديدة، وذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء “تاس” الروسية.
وأضاف بيسكوف: “لقد ظهرت العديد من العوامل. فهناك الكثير من الدول ذات المواقف العدائية تجاهنا التي تبنت بالفعل موقفاً حربياً، واتخذت خطوات مختلفة مناقضة لمصالحنا، وألحقت بنا الأذى، لهذا نحتاج إلى موازنة هذه التصرفات والحد من تداعياتها السلبية”.
وكان بوتين وقَّع في يوليو الماضي عقيدة بحرية جديدة للأسطول الروسي، تحدد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أنهما التهديد الأكبر لروسيا، وتحدد طموحات روسيا البحرية العالمية لمناطق مهمة مثل القطب الشمالي، والبحر الأسود.