تأثيرات الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط وجماعة الإخونجية
بقاء ترامب في البيت الأبيض أو فوز بايدن
يحتفظ الديمقراطي جو بايدن بتقدم قوي على خصمه الرئيس دونالد ترامب في معركة الانتخابات الأمريكية على مستوى البلاد، وسط مخاوف عميقة بشأن تفشي فيروس كورونا.
لكن ما زالت لدى الرئيس دونالد ترامب آمال من خلال الحفاظ على قدرته التنافسية في الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تحسم السباق نحو البيت الأبيض.
فما الذي يمكن أن يتغير في السياسة الأمريكية تجاه العالم بشكل عام وتجاه الشرق الأوسط بشكل خاص، فيما لو بقي ترامب في البيت الأبيض أو لو فاز جون بايدن في الانتخابات وأصبح البيت الأبيض في يد الديمقراطيين؟
طرحنا هذا السؤال على مدير خبراء موقع “رياليست”، الدكتور عمرو الديب، فقال: “فيما أذا بقي ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فذلك سيصب حتما في مصلحة العديد من الدول العربية، إذ اتسمت الأربع سنوات الأخيرة للسياسة الأمريكية برئاسة ترامب، بعدم التدخل الفج الذي كانت تمارسه الولايات المتحدة خلال الإدارات السابقة في شؤون الشرق الأوسط، كما تقوقعت السياسة الخارجية الأمريكية، وحتى ترامب حاول مرارا وتكرارا الخروج من الملفات الشائكة، مثل الملف السوري وعدم التدخل فيه، وهو يركز اهتمامه على الأمور الاقتصادية، بعيد عن الأمور التي يمارسه الحزب الديمقراطي”.
وتابع الديب، فيما لو فاز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية سنرى عودة متسارعة إلى جماعة الإخونجية وإلى زيادة الدول في الشرق الأوسط.
ويرى الديب أنه في حال فوز ترامب سيكون هناك مصلحة كبرى ومهمة جدا لجميع الدول العربية، لكن في حال فاز جو بايدن ستظهر مشاكل كثيرة مثل المشاكل التي رأيناها في عامي 2011 و2012 وأدت بالدول العربية إلى ما نحن عليه الآن حيث كان يحكم الديمقراطيون في البيت الأبيض، وهذا أمر مخيف للدول العربية وخصوصا أن الأوضاع الاقتصادية في العالم كله وفي الدول العربية، مما يمكن أن يؤدي إلى مظاهرات احتجاجية، وفيما إذا دعمتها إدارة جو بايدن، فالأمر سيكون مخيفا للأمن القومي لكل لدولة على حدا وللدول العربية مجتمعة.
واعتبر الديب أن الأمر ليس جيدا بالنسبة لروسيا والدول المقربة منها، وأن روسيا تفضل التعامل مع إدارة ترامب رغم أنه في الفترة الأخيرة لم تكن سياسته وردية بل اتسمت بفرض العقوبات على روسيا والمضايقات فيما يخص خط “السيل الشمالي 2″، لكن هذه الأمور قليلة جديدا فيما لو قارناها بحكم الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض، حيث دائما يعمل على التدخل في شؤون الدول الأخرى ويؤثر على سياساتها.
وأضاف الديب، أن دونالد ترامب برغم كل شيء هو مفيد لروسيا، لأنه يعمل على تقوقع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر مهم جدا لروسيا، وأيضا ترامب يتعامل مع الآخرين من خلال نظرته كرجل أعمال ويركز على الوضع الداخلي الاقتصادي في الولايات المتحدة ولا يتدخل في الشؤون الروسية الداخلية، لكن في حال فوز جو بايدن سيكون الأمر سيئا لروسيا”.
من جانبه تحدث الخبير بالشؤون الأمريكية معتز طربيني من واشنطن حول تغير السياسة الأمريكية، قائلا: “لن يكون هناك تغيير جذري في حال فاز جو بايدن أو بقي ترامب، وإن بقي ترامب رئيسا ستستمر السياسة نفسها وقد يحدث بعض التغيير الطفيف، وكذلك إن فاز جو بايدن، ربما بزيد جو بايدن دعمه للأكراد في سوريا، طالما هو الذي بدأ ذلك، لكنه لن يلغي شيئا أو يضيف شيئا جوهريا على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا أو تجاه الشرق الأوسط والتطبيع، وكل الأمور التي ابتدأت ستستمر، ربما بوتيرة أعلى أو أخفض، لكن السياسة ستبقى كما هي، والسياسة المرسومة للولايات المتحدة ستستمر بغض النظر عمن يكون الرئيس”.
وأضاف طربيني: “هناك كثيرون يقولون إن الرئيس ترامب ربما يكون أفضل بالنسبة لروسيا، لكن أنا لا أعتقد أن هذا الكلام صحيحا، لأن جميع الرؤساء الأمريكيون سيسيرون ضمن خطة مرسومة لهم، لن يكون هناك تغييرا ملحوظا، بغض النظر عن تغيير طفيفي ليبين أن ثمة رئيس جديد وصل إلى البيت الأبيض لا أكثر”.
الأوبزرفر العربي