تأجيل الانتخابات التشريعية سيدفع حماس لإجرائها في غزة
فتح ستمنى بأسوأ هزيمة سياسية وقائمة المستقبل ستحرز مواقع متقدمة
حذر الباحث والكاتب الفلسطيني ومدير مركز تقدم للدراسات في لندن محمد مشارقة، الثلاثاء، من أن تأجيل الانتخابات التشريعية أو الغاءها، فإن ذلك سيدفع حركة حماس الى اجراء انتخابات في قطاع غزة واستخدام التصويت الإليكتروني في الضفة الغربية والقدس ، وهو ما سيعزز الانقسام ، ويؤسس لإنهاء مشروعية النظام السياسي في الضفة الغربية.
أسوأ هزيمة سياسية لفتح
وقال مشارقة وهو دبلوماسي سابق: أن التقديرات واستطلاعات الرأي الجادة، تشير ان”حركة فتح” بكل الإمكانيات التي توفرها لها أجهزة الحكومة المدنية والعسكرية، ستواجه بأسوأ هزيمة سياسية تفوق ما جرى في انتخابات 2006، كما ان القوى التاريخية المكونة لفصائل منظمة التحرير تشارف اليوم على نهاية دورها وتأثيرها في الحياة السياسية ولن تتمكن من اجتياز نسبة الحسم ، يستثنى من ذلك الجبهة الشعبية.
ويرى مشارقة، ان قائمة المستقبل التي يقف على رأسها عضو المجلس الثوري لحركة فتح سمير مشهراوي، أحد ابرز قادة تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يتزعمه محمد دحلان، ستتمكن من إحراز مواقع متقدمة في المشهد السياسي القادم.
وبحسب تقديرات الكاتب، ستتمكن قائمة المستقبل من حصد الأصوات الغاضبة والمقهورة ليس في غزة وحسب وإنما في الضفة الغربية والقدس بسبب موقف الشعب الفلسطيني من السلطتين .
نتائج سلبية للتأجيل
وأكد مشارقة بأن شطب القوائم الفتحاوية المنافسة باستخدام المراسيم الرئاسية والقضاء بصورة تعسفية، لن يغير شيئاً في الصورة البائسة لحزب السلطة في رام الله، بل سيضاعف النتائج السلبية ،حيث ستتوجه الأصوات الغاضبة والانتقامية نحو القوائم الجهوية والمستقلة ولحركة حماس.
وأشار مشارقة إلى أن الزيادة في عدد القوائم الانتخابية الفلسطينية المسجلة لاستحقاق 22 مايو، هو دليل أزمة وعدم ثقة في النظام السياسي بشقية وبكل الطبقة السياسية القديمة بكل تعبيراتها، حيث تدخل حركة فتح الانتخابات ب 680 مرشحاً يتوزعون على نحو تسعة قوائم انتخابية من مجموع 1389 مرشحا، بما يقارب نصف عدد اجمالي المرشحين ، وهو ما يؤشر الى عمق الازمة التي تواجه أقدم الحركات السياسية والتي تقود الثورة الفلسطينية المعاصرة ومنظمة التحرير.
تراجع في شعبية قائمة الحرية
ويتوقع مشارقة بأن الأيام القادمة ستشهد تراجعاً في شعبية قائمة الملتقي الوطني الديمقراطي “الحرية” التي يقودها عضو اللجنة المركزية المفصول ناصر القدوة وانضم إليها الأسير مروان البرغوثي، بسبب تراجعها عن الأفكار التي تقدم بها ناصر القدوة مع تأسيس الملتقي، وجوهرها ان الملتقى ليس نسخة أخرى عن حركة فتح بل هو تيار سياسي وفكري مفتوح لكل الوطنيين والديمقراطيين.
وتابع بالقول: “فاجأنا احمد غنيم أحد ابرز قادة تيار مروان البرغوثي والمرشح على قائمة الحرية، بالحديث ان هدف القائمة هو إعادة انتاج حركة فتح وبقيادة الرئيس محمود عباس، دون ان يوضح مع هذا الهدف ” العظيم ” لماذا خرج هو ورفاقه عن قائمة اللجنة المركزية للحركة” .
انسحاب قوائم
وتشير التقديرات أيضا، الى ان ست قوائم ستنسحب قبل يوم الانتخابات، وان نحو عشرين قائمة لن تتجاوز نسبة الحسم، فيما ستحتل القوائم الرئيسية الأربع، حماس واللجنة المركزية لفتح وقائمة المستقبل المدعومة من دحلان، وتحالف القدوة البرغوثي، ما يقرب من 100 مقعد، لكن المفاجئ سيكون فوز قوائم شبابية ومستقلة غاضبة وعالية الصوت النقدي لحالة البلد، ممن يتقدم بشعارات الطلاق البائن مع كل الطبقة السياسية ويحملها مسؤولية الكارثة الفلسطينية.
حركة حماس ستواجه هي الأخرى تراجعا كبيرا في شعبيتها، وكانت الحركة قد حصلت في الانتخابات الماضية على 76 مقعدا ، فيما لا تعطيها التقديرات المتفائلة اكثر من 30-35 مقعدا بكتلتها الرسمية والقوائم الأخرى الحليفة التي حملت خلاياها النائمة في الضفة الغربية والقدس .