تجدد الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس
مجلس النواب يدعو لاستئناف المشاورات المتعلقة بالمسار الدستوري
وسط حالة من التوتر الأمني وتجدد الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في طرابلس والخشية من تطورها، دعا مجلس النواب الليبي إلى استئناف المشاورات المتعلقة بالمسار الدستوري بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لوضع إطار دستوري للانتخابات.
وقال رئيس لجنة المصالحة الوطنية بالبرلمان الهادي الصغير في بيان، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح كلفه بدعوة أعضاء مجلسي النواب والدولة في لجنة المسار الدستوري للاجتماع لبلورة توافقات لقاء القاهرة الذي عقد هذا الشهر “بصيغة نهائية”.
وأضاف البيان، أن الدعوة للاجتماع تأتي أيضا من أجل “إعداد تقرير شامل بنتائج أعمال اللجنة المشتركة للعرض على المجلسين لاعتمادهما”، وأن الهدف من استئناف المشاورات “وضع إطار دستوري ليكون حجر الأساس لإدارة مرحلة ما قبل الانتخابات الشاملة وتمهيدا لإجرائها في أقرب الآجال وأحسن الظروف”.
وقبل يومين، قال رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، إن تعديل الإعلان الدستوري ووضع قاعدة للانتخابات هو الحل لإخراج البلاد من أزمتها.
وانتقد صالح خلال افتتاحه جلسة البرلمان، الثلاثاء، موقف ودور المجلس الأعلى للدولة، وقال إنه “لا يحق له إصدار أي وثيقة أو إعلان دستوري لأن دوره استشاري فقط”، مشددا على أن البرلمان هو الجسم التشريعي الوحيد في البلاد، في خطوة من شأنها أن تثير الخلاف بين الطرفين حول مستقبل العملية السياسية، حيث يرفض مجلس الدولة إقرار البرلمان التعديل الدستوري بشكل أحادي.
وشهدت العلاقات بين البرلمان ومجلس الدولة، تقاربا في الفترة الأخيرة، بعد الاتفاق على وضع خارطة طريق واضحة للانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكن صالح قال إنّه “تقارب لفظي دون أفعال”.
وأشار صالح إلى نقطة الخلاف الرئيسية مع المجلس الأعلى للدولة بشأن قانون الانتخابات، وقال إنها تتمثل في النقطة الخاصة بترشح مزدوجي الجنسية لمنصب رئيس الدولة، داعيا إلى إفساح المجال للترشح أمام مزدوجي الجنسية، مشيرا إلى إمكانية إضافة مادة أنه في حال نجاح مزدوج الجنسية في الانتخابات يأتي بما يفيد تخليه عن الجنسية الأخرى.
اشتباكات مسلحة
وفي سياق الأزمة الليبية، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في العاصمة الليبية طرابلس، صباح الخميس، بين ميليشيات مسلحة بالقرب من المطار الدولي، قبل أن تهدأ الأمور.
وكشفت مصادر خاصة، عن وقوع اشتباكات بين كتيبة “الردع” ومجموعة تتبع “الكتيبة 111” التابعة لعبد السلام الزوبي، في منطقة قصر بن غشير في طرابلس، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والمصابين، لا يعرف عددهم النهائي بعد، إلا أن المصادر تؤكد مقتل ثلاثة عناصر من مليشيات الردع، حيث لم يستطع الهلال الأحمر الدخول لأماكن الاشتباكات بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات وقعت بعدما رفضت “الكتيبة 111” تسليم إدارة المطار من أجل إجراء أعمال صيانة.
وذكر مصدر أمني، أن طائرة مسيرة خرجت من مطار معيتيقة إلى منطقة قصر بن غشير، فيما قال مصدر عسكري إن رتلاً تابعاً لـ”اللواء 444″، توجه نحو موقع الاشتباكات بهدف العمل على وقف إطلاق النار.