تحديات ماثلة أمام الحكومة الليبية الجديدة
وسط تخوفات حقيقية من بعض الملفات المطروحة أمام السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، يواصل رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة مساعيه لتشكيل فريقه لتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منه لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وتعدّ أبرز الملفات الحساسة ليبيا، فتح الطريق الساحلي وخروج المرتزقة، وهي من النقاط التي ص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين الأطراف المتنازعة في أكتوبر من العام الماضي.
مساء أمس السبت، أكد الدبيبة في تغريدة على حسابه على تويتر، أنه يعمل بجد من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلاً:” بدأنا فعليا عملية التقييم لكل الترشيحات والسير الذاتية التي استلمناها، ستكون اختياراتنا وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة.”
ما زلنا نعمل بكل جد على تشكيل #حكومة_الوحدة_الوطنية، بدأنا فعليا عملية التقييم لكل الترشيحات والسير الذاتية التي استلمناها، ستكون اختياراتنا وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة.
لن نخيب الآمال المعقودة علينا بإذن الله، فالشعب الليبي يستحق الأفضل دائما. pic.twitter.com/PWYO3a5PBP— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) February 13, 2021
كما أضاف:” لن نخيب الآمال المعقودة علينا ، فالشعب الليبي يستحق الأفضل دائما.”
يقابل هذا السعي الحثيث لتشكيل الحكومة، تخوف من بعض الملفات المطروحة عليها. ففي تقرير حول الوضع الليبي، رأت مجلة “الإيكونوميست” أن فتح الطريق الساحلي هو أحد المهام التي تواجه الحكومة الليبية الجديدة على الرغم من أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر هو وظيفتها الأساسية.
كما لفتت إلى أن السلطات التنفيذية (الحكومة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي الذي يرأسه محمد المنفي) اللذين تم اختيارهما عبر ملتقى الحوار السياسي الأسبوع الماضي، برعاية الأمم المتحدة، يواجهان بعض المشاكل القديمة، أكبرها تدخل القوى الأجنبية في البلاد، ومسألة المرتزقة.
وإذا كان موضوع الطريق الساحلي، بدأ يظهر بوادر حلحلة مع انطلاق المباحثات لإعادة افتتاحه في ديسمبر 2020، وتشكيل فرق هندسية بالتعاون مع الأمم المتحدة والأجهزة الاستخباراتية لتنظيفه من الألغام، إلا أن ملف خروج القوات الأأجنبية والمرتزقة، يبدو أكثر من معقد، لا سيما مع التصريحات التركية الأخيرة التي أكدت أن قواتها باقية حاليا، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن دفعة جديدة من المرتزقة السوريين ستصل قريبا إلى الأراضي الليبية.
إلا أن الدبيبة يسعى على ما يبدو قبل الغوص في وحول هذين الملفين، توحيد الصفوف، ضمن حكومة جامعة، قد تمكنه لاحقا من مجابهة ملفات معقدة كهذين الملفين.
أما إذا تعثرت المهمة، فلا شك أن التأجيل سيكون خياره الأفضل، تمهيدا للوصول إلى انتخابات ديسمبر المقبل، التي ستنتج حينها سلطة شرعية منتخبة، يلقى على عاتقها حل مثل تلك الأمور الأشبه بكرة النار.