تحذير أممي من قيام إسرائيل بإنهاء الوجود الفلسطيني في شمال غزة
"الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية مروعة"
على وقع الحصار والمجازر الذي تفرضه إسرائيل على مخيم جباليا ومحيطه في شمال غزة، حذر مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من احتمال أن تؤدي هجمات إسرائيل والقيود التي تفرضها والتهجير القسري الذي تمارسه شمال قطاع غزة إلى “إنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة”.
وأوضح المكتب في بيان، الاثنين، أن “الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة، مروعة”.
وأضاف أن الحياة أصبحت “مستحيلة” بالنسبة للمدنيين المحاصرين في شمال غزة، وأن الكثير من السكان على حافة المجاعة بسبب النزوح القسري المتكرر والقيود الشديدة المفروضة على الوصول إلى إمدادات المساعدات الإنسانية الأساسية.
وأشار إلى أن إسرائيل تواصل قصف المنطقة ومهاجمتها بوحشية، لا سيما مخيم جباليا للاجئين وما حوله.
وأوضح البيان على قيام القوات الإسرائيلية بتجريد العديد من المواطنين من ممتلكاتهم قبل حلول فصل الشتاء وتدمر المنازل والمدارس التي تستخدم كملاجئ.
انتهاكات القانون الدولي الإنساني
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، بما في ذلك القصف الذي طاول بيت لاهيا أخيراً وأوقع عشرات الشهداء والجرحى، بمن فيهم النساء والأطفال، مشدداً على ضرورة احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات.
وأعرب غوتيريس، بحسب ما قال نائب الناطق الرسمي باسمه فرحان حق خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، عن قلقه العميق إزاء التدهور السريع للوضع الإنساني في شمال غزة، بما في ذلك النزوح الجماعي ونقص الأساسيات للبقاء على قيد الحياة، ودعا إلى السماح بالوصول الفوري وغير المشروط لفرق الإنقاذ والفرق الإنسانية لإنقاذ الأرواح.
وبشأن الهجمات الأخيرة ضد مستشفيات في شمال غزة، شدد على ضرورة حماية المرضى والطواقم الطبية وعلى ضرورة عدم استهداف المستشفيات، وتحدث أيضاً عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني المستمرة في غزة ووصفها بـ”غير المقبولة”. وأشار غوتيريس إلى ضرورة المساءلة عن أي جرائم مرتكبة، مجدداً دعوته لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الأسرى والمحتجزين في غزة.
منع دخول المساعدات
من جانبه، أعلن فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة أن إسرائيل رفضت طلبا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) للوصول إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأشار حق في المؤتمر الصحفي اليومي الاثنين إلى أن إسرائيل رفضت طلبا أمميا تم تقديمه قبل 4 أيام من أجل مساعدة المدنيين العالقين تحت الأنقاض.
وذكر أن إسرائيل رفضت اليوم أيضا طلب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” الوصول إلى جباليا لتوفير الغذاء والماء والدواء والوقود.
وأشار حق إلى أن الهجمات على شمال غزة تسببت في نزوح الكثير من الفلسطينيين.
وأفاد أن إسرائيل منعت 23 مهمة مساعدات إنسانية للأمم المتحدة موجهة لشمال غزة، ولم تسمح إلا بـ 4 من أصل 66 مهمة لعموم غزة تم تنسيقها في شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي وقت سابق الاثنين طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إسرائيل بالسماح لها بالوصول “فورا” إلى شمال قطاع غزة لتنفيذ عمليات انتشال العالقين تحت الأنقاض، في ظل تواصل إبادة الشمال.
كما أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، في منشور على منصة “إكس”، أن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة.
العالقين تحت الأنقاض
والأحد، قالت مسؤولة الإعلام في وكالة الأونروا إيناس حمدان، إن إسرائيل رفضت طلبا عاجلا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض جراء الإبادة التي ترتكبها تل أبيب في شمال قطاع غزة.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في محافظة شمال القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ودخلت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة يومها الـ382، وسط تواصل المجازر في مختلف أنحاء القطاع وخاصة في مناطق الشمال التي يواصل الاحتلال حصارها وتجويعها ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية إليها، في وقت أجبرت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الأشخاص من مخيم جباليا على إخلاء منازلهم والنزوح قسراً إلى مناطق أخرى من شمال القطاع وإلى خانيونس جنوباً.