تداعيات الملء الثاني لسد النهضة على مصر والسودان
أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، أن الملء الثاني لسد النهضة سيؤثر بشكل كبير على مصر والسودان خاصة إذا كانت هناك فترة جفاف.
وقال إن إثيوبيا تعتزم تخزين 13.5 مليار متر مكعب من المياه في الملء الثاني لسد النهضة،
وأضاف عبد العاطي، خلال مداخلة هاتفية مع فضاية “دي إم سي” DMC المصرية، أن الملء الثاني لسد النهضة سيؤثر بشكل أكبر على السودان، ومصر جاهزة بوجود بنية تحتية قوية للموارد المائية في حالة الملء الثاني لسد النهضة.
كما أكد أنه تم تحديد مساحات المحاصيل المستهلكة للمياه خلال السنوات الأخيرة ويتم عمل أكبر محطتين لمعالجة مياه الصرف الزراعي.
وتابع بالقول: “نعمل على مشروع تبطين الترع ومشروعات أخرى لزيادة القدرة على تحمل الصدمات في أي وقت”.
وأشار إلى أن عدم الوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة سوف يسبب مشكلة لجميع الأطراف”.
حل قانوني
الدكتور محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق، يؤكد أن مصر وبعيدا عن التصريحات الإثيوبية لن تسمح بتمرير الملء الثاني دون اتفاق، وأبلغت تلك الرسالة للمبعوث الأميركي لمنطقة القرن الإفريقي، والذي زار مصر مؤخرا والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيري الخارجية والري، مضيفا أن إثيوبيا لن تفرض وبقرار أحادي من جانبها أي إجراء على نهر دولي مثل نهر النيل دون اتفاق مع الدول المتشاركة فيه.
ويقول إن مصر ترحب بأي محاولة جادة لحل عادل لهذه الأزمة في إطار خطوط أمنها القومي والمائي، رافضا الاستخدام السياسي للسدود المائية ولذلك كما يؤكد ومنعا للمزايدات السياسية يجب الوصول لاتفاق قانوني ملزم يضمن التنسيق حول قواعد الملء والتشغيل وبما لا يسبب أي ضرر بمخزون السد العالي، أو ينتقص من حصة مصر خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد، كما يجب التنسيق بين البلدين في تشغيل السدين خلال تلك الفترات.
ويشير إلى أن مصر ترحب أيضا بحق إثيوبيا في التنمية ولكنها تطالب باتفاق يسمح بتنسيق رسمي ومستدام يضمن عدم الانتقاص من حصة مصر، والحفاظ على مخزون المياه في السد العالي وللمنسوب الذي يتيح توليد الكهرباء، مضيفا أن ملف سد النهضة قضية وجودية لمصر والسلطات في مصر تبذل كل جهدها وعبر كافة الطرق للوصول لاتفاق قانوني ينهي هذه الأزمة ويحقق الاستقرار للمنطقة.
أضرار كثيرة
ويوضح الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية أن التخزين الثاني لسد النهضة سيسبب أضرارا كثيرة بالفعل، حيث بدأت مصر في اتخاذ إجراءات كثيرة لمواجهة تداعيات سد النهضة بشكل عام والملء الثاني بشكل خاص، منها خفض مساحات زراعة الأرز والموز التي تستهلك كميات كبيرة من مياه الري، وهو ما يتسبب في حرمان مصر من عائد تصدير كميات كبيرة منهما، فضلا عن إنفاق مصر نحو 18 مليار جنيه على مشروع تبطين الترع لترشيد المياه، وأكثر من 100 مليار جنيه على معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي، وأكثر من 100 مليار جنيه على تحلية مياه البحر، وعشرات المليارات في تنفيذ مشروعات مائية مثل مجموعة القناطر الجديدة، وعدة مليارات أخرى في تطوير الري الحقلي واستخدام طرق الري الحديثة في جميع الأراضي الجديدة، وأكثر من مليار جنيه في إقامة سدود للاستفادة من مياه الأمطار والسيول، وذلك لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المحدودة.
وكشف أن الضرر من سد النهضة والملء الثاني له دون اتفاق، ليس مائيا فقط بل هناك أضرار أخرى منها تكريس الهيمنة الإثيوبية على فروع النيل التي تأتي من هناك وهي النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وإمكانية قيام إثيوبيا ودول النيل مستقبلا بإنشاء سدود أخرى دون اتفاق أو تنسيق أو وضع قواعد هيدرولوجية، ما يهدد النيل، وينتقص من حصص مصر والسودان.
تصريحات وزير الخارجية
وكان وزير الخارجية سامح شكري قال في تصريح سابق: “نسعى للوصول لاتفاق (حول ملء وتشغيل سد النهضة) منعا لتأزم العلاقة مع الأشقاء في إثيوبيا والتصعيد المترتب على ذلك، ولكننا لدينا رصيد من الأمان متوفر بخزان السد العالي، وثقة في أن الملء الثاني للسد لن يؤثر على المصالح المائية المصرية ونستطيع أن نتعامل معه من خلال الإجراءات المحكمة في إدارة مواردنا المائية”.
ومنذ أيام قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن أديس أبابا أكدت للمبعوث الأميركي تمسكها بمفاوضات دبلوماسية في ملف سد النهضة، وأيضا بأهمية التوصل لاتفاق بشأن عملية الملء الثاني والتشغيل فقط، فيما شددت على أن إثيوبيا ماضية في عملية الملء الثاني والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء السد.
وأضافت الخارجية على لسان المتحدث باسمها السفير دينا مفتي أن لقاءات المبعوث الأميركي كانت ناجحة جدا و”نسعى لنهاية تجعل الكل رابحا”.
وقال: “نأمل أن تسفر جهود رئيس الكونغو عن استئناف مفاوضات سد النهضة”، مضيفا أن الموقف الإثيوبي حول سد النهضة لم يتغير و”أبلغنا المبعوث الأميركي بأننا متمسكون بقيادة الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة”.