ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب نسبيا”

خلال استقباله الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب نسبيا” .
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة سترسل أسلحة إلى أوكرانيا، لكنه أعرب عن أمله في ألا تضطر واشنطن لإرسال الكثير من الأسلحة.
ورحب ترامب “باتفاق عادل جدا” حول المعادن الأوكرانية، مضيفا أن زيلينسكي “لو لم يكن يؤمن بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانبه لما جاء إلى البيت الأبيض”.
بدوره قال زيلينسكي في البيت الأبيض إن “ترامب يقف في صفنا”.
وأضاف زيلينسكي أن “من الحيوي أن تضمن واشنطن أمن أي قوة حفظ سلام مستقبلية”.
وستمكن هذه الاتفاقية الإطارية الولايات المتحدة من الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الاستراتيجية والنادرة واستغلالها، وهو ما يطالب به ترامب لقاء المساعدة العسكرية والمالية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات.
وتحتوي أوكرانيا على حوالى 5 % من الموارد المعدنية العالمية بحسب الأرقام المتوافرة، غير أن المعادن التي تهم ترامب لم يتم استغلالها حتى الآن، ويصعب استخراجها أو أنها تقع في المناطق التي تحتلها روسيا.
وكان ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير وباشرا مفاوضات ثنائية لوضع حد للحرب في أوكرانيا.
زيلينسكي يريد تصويب علاقته مع ترامب
ومن المتوقع أن يسعى زيلينسكي من خلال الزيارة لإعادة تصويب علاقته مع ترامب وإنقاذ الدعم الأميركي لبلاده، بينما تضغط واشنطن من أجل مفاوضات سريعة تنهي الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويعد الاجتماع مع ترامب فرصة لفهم ما إذا كانت أوكرانيا ستستمر في الحصول على دعم أميركي، إذ على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، أو حتى بيع الأسلحة للبلاد التي تخوض حرباً شاملة مع روسيا منذ 3 سنوات.
والأسابيع القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة لكييف، بعدما رفض زيلينسكي التوقيع على نسخة من اتفاق حقوق المعادن، ووصفه ترامب بأنه “ديكتاتور غير منتخب” واتهم كييف ببدء الحرب، والأمر الأكثر إزعاجاً لزيلينسكي هو أن الولايات المتحدة بدأت محادثات مع روسيا، لم تشمل بلاده.
لكن التقدم الأخير نحو التوصل إلى اتفاق، والذي من المرجح أن يستمر خلال زيارته، أدى إلى تحسين الأجواء، إذ قال ترامب، الخميس، إنه لا يستطيع أن يصدق أنه وصف الرئيس الأوكراني بـ”الديكتاتور” وأشاد بشجاعة الجيش الأوكراني.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “لقد قدمنا له (زيلينسكي) الكثير من المعدات والمال، لكنهم قاتلوا بشجاعة كبيرة”.
ويرى ترامب أن الصفقة الأميركية الأوكرانية لاستخراج المعادن الحيوية من الدولة التي مزقتها الحرب، والتي من المتوقع أن يوقعها الجمعة، ستكون بمثابة “دعم وضمانة أمنية في حد ذاتها”.
وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة، على أمل توسيع الخلاف بين كييف وواشنطن، مفادها أن الولايات المتحدة قد تبرم صفقة لاستخراج المعادن الحيوية في روسيا والأجزاء المحتلة من أوكرانيا.
ضمانات أمنية ثابتة
ويريد زيلينسكي أن يؤدي اتفاق المعادن إلى ضمانات أمنية ثابتة من الغرب لأوكرانيا، واستبعد ترمب دعم عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لكن زيلينسكي وحلفاءه الأوروبيين كانوا يناقشون ترتيبات محتملة أخرى، بما في ذلك تمركز القوات الأوروبية في أوكرانيا، حال التوصل إلى تسوية سلمية، وبدون مثل هذه الضمانات، يخشى الأوكرانيون أن توقع روسيا اتفاقاً لوقف إطلاق النار، وإعادة بناء ترسانتها، ثم غزو أوكرانيا مجدداً.
ورفض ترامب مراراً التصريح علناً بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقدم دعماً غير مباشر لقوة حفظ سلام أوروبية محتملة في أوكرانيا، رغم المناشدات هذا الأسبوع من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وستارمر، الذي قال إن “الدعم” الأميركي أمر حيوي.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، قال ترامب إن السؤال سابق لأوانه، وأن اتفاق السلام يحتاج إلى التوصل إليه أولاً، مضيفاً: “لن أقدم ضمانات أمنية تتجاوز الكثير. سنجعل أوروبا تفعل ذلك. أوروبا هي جارتهم المجاورة. لكننا سنتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام”.
تصنيفات