ترامب يلوّح بحكم حركة طالبان الإرهابية في وجه الحكومة الأفغانية
ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة باحتمال أن تستعيد حركة طالبان الإرهابية الحكم بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقال ترامب إنه “ليس من المفترض أن يحصل ذلك، لكن هذا احتمال”.
وأكد ترامب من البيت الأبيض، أنه يتعين على الدول أن “تتولي مسؤولية نفسها”، معتبراً أنه في نهاية المطاف على الحكومة الأفغانية ضمان أمنها بنفسها. وأضاف “لا يمكننا أن نبقى هناك خلال الأعوام العشرين القادمة، لا يمكن أن نمسك بيد أحدهم إلى الأبد”.
ووقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الإرهابية يوم السبت اتفاقاً في الدوحة يفتح المجال أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً شرط التزام حركة طالبان بتعهداتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب والحوار الأفغاني الداخلي.
وبعد أسبوع من “خفض العنف” الذي تم الالتزام به بوجه عام، وفرضته واشنطن كشرط مسبق لتوقيع الاتفاق، استأنفت طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس أن “تجدد” العنف هذا “غير مقبول”.
ويثير تدهور الوضع المخاوف حيال مفاوضات السلام المباشرة وغير المسبوقة بين الإرهابيين والحكومة الأفغانية المقرر أن تبدأ في 10 آذار/مارس.
وقال بومبيو “يجب أن يتم خفض العنف فوراً حتى تمضي عملية السلام قدماً”.
وقد وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الإرهابية السبت الماضي في الدوحة اتفاقا يمهد لانسحاب القوات الأميركية بعد حرب استمرت أكثر من 18 عاما في أفغانستان، ويفتح الطريق لمفاوضات سلام تبدو محفوفة بالمخاطر.
وبموجب الاتفاق، سيبدأ الجيش الأميركي بالانسحاب من أفغانستان تنفيذا لمطلب أساسي لحركة طالبان، مقابل تعهد الحركة بمنع أي عمل إرهابي انطلاقا من مناطق سيطرتها وبدء مفاوضات سلام حقيقية مع حكومة كابول التي كانت ترفض حتى الآن إجراء أي محادثات معها.
وبالرغم من انتقادات بعض المراقبين الذين يرون أن واشنطن تقدم تنازلات كثيرة من غير أن تحصل على ما يذكر في المقابل، تؤكد إدارة ترامب أن الضمانات التي يعطيها المتمردون بعدم القيام بأعمال إرهابية تستجيب للسبب الأساسي خلف التدخل العسكري الأميركي، وكان آنذاك الرد على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي دبرها تنظيم القاعدة انطلاقا من أفغانستان في وقت كانت حركة طالبان تحكم البلاد.
وفي مرحلة أولى، ستخفض الولايات المتحدة عديد قواتها في أفغانستان من حوالى 13 ألفا حالياً إلى 8600 خلال الأشهر المقبلة.
ولم يتضح الجدول الزمني لعمليات الانسحاب اللاحقة وحجمها، حتى لو أن الرئيس الجمهوري يؤكد نيته في “إعادة الجنود إلى البلاد” و”وضع حد للحروب التي لا تنتهي”.
غير أن واشنطن تشدد على أن الانسحاب سيتم بالتدريج وبشرط أن تحترم طالبان التزاماتها.
واشنطن- الأوبزرفر العربي