تصاعد الاشتباكات بين الفصائل السورية المسلحة على أكثر من محور

مصرع 14 عنصر من مسلحي الفصائل المحسوبة على تركيا

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين قوات سورية الديمقراطية “قسد” من جهة، والفصائل السورية المدعومة من تركيا، في جميع خطوط التماس بينهما في محافظات حلب والرقة والحسكة، والتي تستخدم فيها كل أنواع صنوف الأسلحة الثقيلة والطيران المسير، فيما اندلعت اشتباكات أخرى بين قوات العمليات العسكرية من جهة، وعناصر من نظام الأسد السابق، في ريف دير الزور.

وأكدت مصارد مطلعة في سوريا، بأن الاشتباكات مستمرة بين “قسد” والتشكيلات العسكرية التابعة لها من جهة، والفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي جهة أخرى، وتتركز هذه الاشتباكات بشكل أكبر وبالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف صاروخية مناطق وقرى على عين العرب (كوباني) ومحيط جسر قرقوزاق وسد تشرين في ريف حلب الشرقي، خصوصاً بعد سيطرة الفصائل السورية على مدينتي منبج وتل رفعت وعلى عدد كبير من القرى.

وتابعت المصادر بأن التصريحات التركية وقيادة الفصائل السورية تؤكد خلال الأيام الماضية على نيتها السيطرة على مدينة عين العرب وسد تشرين بهدف إخراج قوات “قسد” من كامل الجغرافية الإدارية لمحافظة حلب.

وأوضحت المصادر بأن الاشتباكات المستمرة بين الطرفين والمستمرة منذ 15 يوماً، تتزامن مع اشتباكات وقصف متبادل عبر سلاح المدفعية وقذائف الهاون الطيران المسير في ريفي تل أبيض وعين عيسى في ريف محافظة الرقة، وتل تمر وأبو راسين في ريف محافظة الحسكة، مع وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة من الطرفين.

في حين مازالت الفصائل السورية والجيش التركي يدفعون بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقع الاشتباكات بينها دبابات وراجمات صواريخ وأسلحة ثقيلة وأفراد، بهدف السيطرة على مناطق جديدة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية في سوريا، لتمزيق مناطق سيطرة قوات “قسد”، بحسب المصادر.

وساطة أمريكية

وكشفت مصادر مقربة من قوات “قسد” بأن الاشتباكات والتعزيرات العسكرية، تتزامن مع تحركات تقوم بها القوات الأمريكية في منطقة عين العرب في ريف حلب، من خلال الدوريات الراجلة، مع نية القوات الأمريكية أحداث نقطة عسكرية لها، في مبنى مؤقت من أجل الإشراف على المفاوضات والوساطة بين القوات التركية والفصائل السورية المدعومة من الأخيرة من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” من طرف آخر للحد من التصعيد في المنطقة، لكن دون أي نتائج على أرض الواقع.

وأردفت المصادربأنه، اليوم الجمعة 27 كانون الأول / ديسمبر، شهد محيط قلعة نجم القريبة من سد تشرين اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل “الجيش الوطني”، تزامناً مع اندلاع اشتباكات بالقرب من جبال نهر الفرات من الجهة الغربية، استخدمت خلال الاشتباكات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وبيّنت المصادر أن الاشتباكات والقصف المتبادل آدت لوقوع خسائر بشرية كبيرة بين الطرفين مع وقوع خسائر مادية كبيرة في المعدات العسكرية في منازل المدنيين.

مصرع 14 عنصر من مسلحي الفصائل السورية التي تدعمها تركيا

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية في ريف الرقة، بأن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للجيش التركي والفصائل السورية أو مايسمى (الجيش الوطني) دخلت بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي، واتجهت إلى مدينة عين العرب لفتح جبهة جديدة ضد قوات “قسد” من الجهة الشرقية المحاذية لمدينة تل أبيض وريفها شمالي الرقة.

وأعلنت قوات “قسد” أن قوات “مجلس منبج العسكري” التابع لها قضت على 14 من مسلحي الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي، في معرض تصديها لهجمات الأخيرة في ريف منبج شرقي حلب.

وقالت إن الفصائل شنت، ظهر اليوم الجمعة، هجوماً بري رافقه دعماً ناري مدفعي على قرى في ريف بلدو أبو قلقل في الجهة الجنوبية الشرقي من منبج، تصدت لها قوات مجلس منبج العسكري.

وتابعت بأن الاشتباكات تدور بالقرب من قرية “تل عريش”، و”العلوش” التابعتين لبلدة أبو قلقل، حيث تمكنت من القضاء على 14 مسلحا من الفصائل السورية.

ميدان آخر للصراع

وفي ميدان آخر للصراع، اندلعت اشتباكات بين قوات العمليات العسكرية في سوريا من جهة، وعناصر من نظام بشار الأسد السابق، في منطقة الميادين بريف دير الزور.

وذكرت تقارير سورية أن الأمن العام التابع للعمليات العسكرية دفع بمزيد من القوات إلى منطقة الميادين في ريف دير الزور، التي تعد من أهم المناطق التي كانت تتمركز فيها ميليشيات تابعة لإيران.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إدارة العمليات العسكرية نفذت، الجمعة، حملة دهم واسعة في مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، شملت قرى الجلاء والهري والدوير وصبيخان.

وجاءت هذه الحملة بعد انتهاء المهلة الممنوحة لعناصر النظام السابق والميليشيات الموالية له لتسوية أوضاعهم.

ووفقاً للمرصد السوري، فقد أسفرت الحملة عن اعتقال نحو 100 شخص، بينهم عناصر ينتمون لميليشيا “الفوج 47” سابقاً، بالإضافة إلى ضبط مستودع يحتوي على أسلحة وذخائر، بما في ذلك عبوات وألغام معدة للاستخدام في مناطق مدنية بهدف إثارة الفوضى وتهديد الأمن.

وأضاف المرصد: “تم الكشف عن تورط بعض المعتقلين في التخطيط لتنفيذ عمليات تستهدف قوات غرفة العمليات العسكرية.

قلق دولي متصاعد

يأتي ذلك فيما قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون في جلسة مغلقة بمجلس الأمن، إن التصعيد في عدد من المناطق السورية أمر مثير للقلق.

وشدد بيدرسون على ضرورة “استعادة سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها ووقف جميع أعمال العنف”.

وأضاف: “يجب أن يكون الانتقال السياسي بيد سورية مع ضمان الحكم الموثوق وغير الطائفي والإصلاح الدستوري والانتخابات النزيهة ومشاركة المرأة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى