تصعيد عسكري تركي على شمال سوريا
ألقت تركيا بثقلها العسكري في الاشتباكات الدائرة في شمال سوريا، مستخدمة المدفعية والطائرات المسيّرة لدعم الفصائل المسلحة الموالية لها، التي تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، في مواجهتها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بما ينذر بتحولات استراتيجية في المنطقة.
وتتركز الاشتباكات حاليا في ريف منبج بمحافظة حلب، بالإضافة إلى محيط سد تشرين وجسر قرقزاق.
وأكد خبراء عسكريون، أن تركيا تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية واضحة تشمل إنشاء منطقة عازلة وإبعاد خطر قوات قسد عن حدودها الجنوبية، خاصة مع المخاوف من ارتباط جغرافي بين قسد وحزب العمال الكردستاني.
وأشار الخبراء إلى أن تركيا تسعى لإنشاء ما يسمى بـ”مناطق الإيواء” لإعادة توطين اللاجئين السوريين، وهو هدف يتداخل مع أبعاد اقتصادية وسياسية تسعى أنقرة لتحقيقها.
كما أن السيطرة على مناطق شرق نهر الفرات تمثل خطوة استراتيجية لقطع التواصل بين قسد والمناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني داخل تركيا.
ويقدر الخبراء، أن “تركيا تعمل على توسيع نفوذها الجغرافي من خلال تعزيزات عسكرية ضخمة، تمتد من إعزاز وعفرين وإدلب إلى عين العرب كوباني، وصولاً إلى مناطق جديدة جنوبًا باتجاه الرقة. هذه التحركات تهدف إلى تعزيز أوراق الضغط التركية في المفاوضات الدولية”.
من الجهة المقابلة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى استعادة مناطق استراتيجيتها غربي الفرات، حيث ركزت هجماتها في اتجاهين: شمالا عبر جسر قرقزاق وجنوبا باتجاه مدينة منبج.
وتستخدم قسد تكتيكات متقدمة تشمل استهداف الرادارات وأنظمة التشويش التركية لإبطاء تقدم الفصائل المدعومة من أنقرة.
وأوضح الخبراء، أن “قسد تمتلك أوراق ضغط مهمة، أبرزها السيطرة على أكبر حقول النفط في سوريا، مثل حقل العمر وحقل السويدية، بالإضافة إلى إدارة أكثر من 20 سجنا تضم آلاف من عناصر داعش، مما يجعلها لاعبا رئيسيا في أي تسوية سياسية”.