تطور على الموقف الأمريكي بشأن النووي الإيراني
واشنطن ستقدم اقتراحاً جديداً لبدء المحادثات مع طهران
في تطور على الموقف الأميركي الذي كان يصر، منذ بداية تولي إدارة الرئيس جو بايدن، على عودة إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، أفاد تقرير إعلامي أميركي أن واشنطن ستقدم اقتراحاً جديداً لبدء المحادثات مع طهران.
وقال مسؤول إيراني، الثلاثاء، إن “إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% قبل أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات”.
وتسعى واشنطن إلى إشراك إيران في محادثات بهدف استئناف الجانبين الامتثال للاتفاق النووي الذي تم بموجبه رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لجعل تطوير سلاح نووي أكثر صعوبة.
وذكرت قناة “برس.تي.في” الإيرانية عن مسؤول إيراني كبير قوله إن “طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، إلا إذا رفعت الولايات المتحدة جميع عقوباتها عن إيران أولاً”.
وأضاف: “ستخفض طهران بشكل أكبر التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، إذا لم ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات”، محذراً من أن “الوقت ينفد بسرعة”.
جلب إيران للمفاوضات
ونشرت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن الولايات المتحدة تحاول كسر الجمود النووي مع إيران، من خلال عرض اقتراح جديد، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى جاهدة لجلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطعلين، لم تكشف عنهما، أن مسؤولي إدارة بايدن يخططون لطرح اقتراح جديد والبحث في تفاصيله خلال هذا الأسبوع، في وقت أكدت متحدثة باسم البيت الأبيض، عند سؤالها الاثنين عن إمكانية رفع العقوبات عن إيران مقابل عودتها إلى الاتفاق النووي، أن هذا الأمر ليس قيد الدرس.
وقال أحد المصدرين إن الاقتراح يطالب إيران بوقف بعض أنشطتها النووية، مثل العمل على أجهزة طرد مركزي متطورة، وتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 20%، مقابل بعض التخفيف من العقوبات الاقتصادية الأميركية.
وقال أحد الأشخاص المطلعين إن “الاقتراح الأميركي المقرر طرحه هذا الأسبوع هو أكبر خطوة لبدء المحادثات”بين الولايات المتحدة وإيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول من دون كشف هويته: “أوضحنا أننا مستعدون لعودة متبادلة إلى الاتفاق النووي… كنا منفتحين أيضاً على التحدث مع شركائنا (الدوليين)… حول أفضل طريقة لتحقيق ذلك، من خلال سلسلة من الخطوات الأولية والمتبادلة. لقد بحثنا في خيارات للقيام بذلك، بما فيها المحادثات غير المباشرة من خلال شركائنا الأوروبيين”.
مطلب من طهران
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني لصحيفة “بوليتيكو”، قال شاروخ ناظمي مسؤول الإعلام في بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن “عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق لا تحتاج إلى اقتراح محدد، إنها تتطلب فقط قراراً سياسياً للمضي قدماً في التنفيذ الكامل والفوري لالتزاماتها، بموجب الاتفاق”.
وكانت إيران رفضت في وقت سابق من هذا العام اقتراحاً أميركياً، واعتبرته غير مقبول، فيما يواجه بايدن ضغوطاً من بعض الأطراف الداخلية للانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي، وفق “بوليتيكو”.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في عام 2018، وقال آنذاك إنه لم يردع إيران ولم يحقق السلام، وأعاد فرض العقوبات المشددة على النظام الإيراني، فيما يعرف بـ”حملة الضغوط القصوى”.