تقدم الجيش السوري في معركة إدلب يعزز عزلة النظام التركي
تمكنت قوات الجيش السوري من استعادة السيطرة من جديد على بلدة سراقب الإستراتيجية، حيث قال مراسل للتلفزيون السوري الرسمي إن الجيش يقوم حاليا بتمشيط البلدة بعد انسحاب قوات المعارضة المدعومة من تركيا.
ويواصل الجيش السوري تقدمه في محافظة إدلب شمال البلاد، وسط تهديدات تركية بالردّ خاوية اقتصرت على المنابر الإعلامية ولا أثر لها على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محاولات الفصائل المتطرفة الموالية لتركيا لاستعادة السيطرة على هذه البلدة الإستراتيجية باءت بالفشل.
في المقابل توعّد النظام التركي من جديد باستهداف قوات الجيش السوري، لكن مراقبين قللوا من شأن هذه التحذيرات باعتبارها مجرد زوبعة إعلامية، وذلك لأن أنقرة غير قادرة على تطبيق هذه التهديدات التي ستضعها في تحدي مباشر لموسكو، وهو ما يحاول أردوغان تفاديه قبل لقاءه المرتقب مع فلاديمير بوتين.
وقال مراقبون إن تقدم قوات الجيش السوري في معركة إدلب كسر شوكة رئيس النظام التركي وعزز من عزلته إقليميا ودوليا.
وتبادلت تركيا وروسيا، اللتان اقتربتا أكثر من أي وقت مضى من المواجهة المباشرة في سوريا في الأيام القليلة الماضية، التهديدات بشأن المجال الجوي بعدما أسقطت القوات التركية طائرتين سوريتين مقاتلتين وضربت مطارا عسكريا.
وتصاعد القتال بدرجة كبيرة في الأيام القليلة الماضية في شمال غرب سوريا، حيث أرسلت تركيا آلاف القوات والمركبات العسكرية الشهر الماضي من أجل التصدي لتقدم القوات الحكومية السورية في آخر معقل للمعارضة.
وأعلنت وزارة دفاع النظام التركي أمس الاثنين مقتل أحد الجنود الأتراك وإصابة آخر في قصف لقوات الحكومة السورية في إدلب.
وتتالت في الفترة الأخيرة الهزائم التركية شمال سوريا بعد تصعيد عسكري من قبل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على آخر معاقل المعارضة في البلاد.
وقتل ما لا يقل عن 33 جنديا تركيا في قصف سوري شمال غربي البلاد الأسبوع الماضي.
وفي محاولة يائسة للتغطية على الفشل التركي في معركة إدلب، فتحت أنقرة الحدود للمهاجرين كورقة ضغط على الجانب الأوروبي .
وطالب رئيس النظام التركي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتقاسم عادل للمسؤولية والأعباء فيما يتعلق باللاجئين.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين أردوغان وميركل، عقب توجيه الأخيرة انتقادات حادة اللهجة إلى أنقرة لإقحامها ورقة اللاجئين في ملف إدلب.
وشددت المستشارة الألمانية على ضرورة عدم اللجوء لهذا النوع من الاستغلال للتعبير عن الاستياء.
وقالت ميركل في برلين أمس إن “رئيس النظام التركي يشعر أن الدعم المقدم إليه في الوقت الراهن غير كاف.. ومع تفهم هذا، فإنه من غير المقبول تماما أن يتم تحميل هذا الآن على كاهل اللاجئين، لأن اللاجئين قد وُضِعُوا الآن في موقف يذهبون فيه إلى الحدود وينتهي بهم إلى طريق مسدود فعليا”.
وطالب أردوغان، خلال الاتصال الهاتفي، ميركل بتقاسم عادل للمسؤولية والأعباء فيما يتعلق باللاجئين، وأكد على ضرورة مراعاة الالتزامات الدولية في هذا الخصوص.
وتصاعدت الضغوط على رئيس النظام التركي في الفترة الأخيرة على خلفية سياساته الطائشة حيال الملف السوري والتي وضعته في مواجهو مباشرة مع الجانب الروسي.
ويأمل أردوغان في أيجاد مخرج لكسر عزلته خلال لقائه المرتقب مع نظيره الروسي والدفع نحو اتفاق جديد حيال ملف الشمال السوري، لكن ذلك يبدو مستحيلا في ظل موقف روسي حازم وثابت تجاه دعم القوات السورية في محاربة الإرهابيين ووضع حد لتدخلات تركيا شمال البلاد.