تقدم في مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية
تفيد المصادر السياسية، أن مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة السودانية و”الحركة الشعبية – شمال” برئاسة عبد العزيز الحلو، تسير بصورة جيدة، فيما أكد الناطق باسم الوفد الحكومي أن المفاوضات “شارفت على الانتهاء”.
وجاءت هذه الأنباء بعد انتهاء جلسة مفاوضات جديدة، مساء الخميس، في عاصمة جنوب السودان جوبا، ترأسها عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي عن الوفد الحكومي، والأمين العام للحركة الشعبية عمار آمون.
ونقل بيان لمجلس السيادة الانتقالي عن ضيو مطوك مقرر فريق الوساطة الجنوبية القول: “نطمئن الجميع بأن هناك تقدماً ملحوظاً في عملية التفاوض لإيجاد الحلول للقضايا المختلف عليها”.
وأضاف مطوك:” تبقت جزئية خاصة بالدستور والقضاء” ؛ مشيراً إلى مواصلة الحوار في هذه النقاط في جلسة الجمعة.
وكانت “الحركة الشعبية سلّمت وفد الحكومة الانتقالية، الأسبوع الماضي، “ورقة اتفاق إطاري”، تمثل رؤيتها حول العديد من قضايا التفاوض.
وأعرب مطوك عن أمله في الانتهاء من مراجعة الورقة خلال جلسة الجمعة، مشيراً إلى تشكيل لجان مصغرة في المرحلة المقبلة، “لمراجعة النصوص وإعداد ورقة جديدة جاهزة للتوقيع”.
شارفت على الانتهاء
ونقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا” عن خالد عمر، الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي قوله، إن المفاوضات بين الطرفين شارفت على الانتهاء من مراجعة المواقف المتبادلة.
وأضاف: “خلال جلسة التفاوض المسائية والتي استمرت لمدة عشر ساعات بحثنا الحد الممكن من النقاط الموجودة في التباينات”، مؤكداً أن التفاوض سيستمر صباح الجمعة “بذات الجدية والإقبال من أجل استكمال هذا الحوار”.
ولفت إلى أنه “على الرغم من طول ساعات التفاوض لكن هذه القضايا أرقت السودان لعقود طويلة منذ الاستقلال وتحتاج لبحث عميق”.
⭕الناطق بإسم الوفد الحكومي خالد عمر : اتفاق كبير في القضايا مثار التفاوض مع الحركة الشعبية pic.twitter.com/mF25kTB04r
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) June 3, 2021
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم وفد “الحركة الشعبية” كوكو محمد جقدول، إن الطرفين وصلا إلى توافق على معظم النقاط المتباينة، مؤكداً رغبة الطرفين في الوصول إلى حل شامل.
وقال جقدول في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “سونا” إن المباحثات سادتها “الروح الايجابية بين الطرفين مما يشير إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم”.
وأكد جقدول أن جولة الخميس، ناقشت “أغلب النقاط في رد الحكومة على ورقة الحركة الشعبية”، ووعد الشعب السوداني بأن الطرفين مصممان على مناقشة جذور المشكلة السودانية للوصول إلى حل شامل.
ورقة اتفاق إطاري
وقبل أيام، سلّمت “الحركة الشعبية – شمال”، وفد الحكومة الانتقالية “ورقة اتفاق إطاري”، تمثل رؤيتها حول العديد من قضايا التفاوض، وذلك خلال الجولة الرسمية المباشرة لمفاوضات السلام.
وقالت مصادر حكومية سودانية لـ”الشرق”، الاثنين الماضي، إن الورقة طالبت الحكومة بفترة انتقالية (ما قبل المرحلة الانتقالية المقررة) مدتها 6 أشهر، ودمج قواته في الجيش تدريجياً.
وأضافت المصادر أن الوقة “اقترحت فترة انتقالية تتألف من مرحلتين لكل مرحلة مهامها”، كما طالبت أيضاً بـ”دمج قوات حركته في الجيش السوداني تدريجياً، خلال سنوات الفترة الانتقالية”.
وتأتي هذه المفاوضات المباشرة بعد توقيع إعلان المبادئ بين الحكومة و”الحركة الشعبية – شمال” في مارس الماضي، بين البرهان والحلو، إذ أبدى الطرفان “استعدادهما لاستكمال عملية السلام في السودان”.
ويتكون “إعلان المبادئ” من 7 بنود أبرزها، وجود جيش واحد على أن يتم الدمج تدريجياً حتى نهاية الفترة الانتقالية، وتأسيس دولة مدنية فيدرالية في السودان، قائمة على فصل الهوية، والثقافة، والعرق، والدين عن الدولة، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية.