تقرير: النظام التركي ارتكب “الفظائع” بحق الأقلية الأيزيدية في العراق وسوريا
أكد تقرير أمني أميركي نشرته مجلة “ناشيونال إنتريست” أن الأقلية الأيزيدية في العراق وسوريا تعرضت لاضطهاد ملحوظ على أيدي منظمات مسلحة مدعومة من النظام التركي ضمن سياسات أنقرة المناهضة للأكراد.
وقال التقرير: أنه وبينما تستمر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في محاربة الجهود المتجددة لتنظيم داعش الإرهابي، “لا يمكن تجاهل النظام التركي”، و”يجب على المجتمع الدولي أن يستحضر في ذهنه أن الفظائع التي ترتكبها القوات العسكرية لأردوغان هي عملية مستدامة ضد الأقليات المستضعفة”.
ويُقدر أن الأيزيديين نجوا من أكثر من سبعين إبادة جماعية لأنهم رفضوا التخلي عن دينهم في مواجهة الاضطهاد في ظل الإمبراطورية العثمانية وفي العراق خلال القرن العشرين.
كما عانى الإيزيديون في سورية، من بين الأقليات الأخرى، من مصير مماثل على أيدي الجماعات المتطرفة في المنطقة، بما في ذلك الميليشيات المدعومة من تركيا.
وشن “الجيش السوري الحر” المدعوم من النظام التركي عملية عسكرية أطلق عليها اسم “عملية غصن الزيتون في يناير 2018، ” على محافظة عفرين شمال غربي سورية، وتخضع هذه المنطقة لسيطرة جماعة سورية كردية متمردة مدعومة من الولايات المتحدة، وهي “وحدات حماية الشعب”.
وتنظر أنقرة إلى “وحدات حماية الشعب” على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة كردية تركية متمردة تقاتل منذ عقود من أجل الحصول على الحكم الذاتي للأكراد في تركيا ، وتصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية وكذلك أيضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، نفت وحدات حماية الشعب أن تكون امتدادا لحزب العمال الكردستاني وتعتبرها الولايات المتحدة حليفا أساسيا في محاربة تنظيم داعش.
وبحسب التقرير، قتل مئات المدنيين خلال عملية غصن الزيتون عام 2018، جراء قيام الميليشيات التركية بإلقاء القنابل وقصف قرى بأكملها بشكل عشوائي.
وأوضح أنّ العديد من المدنيين الذين قتلوا في ذلك القصف كانوا من الأيزيديين والمسيحيين الذين نزحوا بسبب حملات داعش السابقة في العراق والذين فروا إلى عفرين بحثا عن ملجأ.
وأشار إلى أنه في أعقاب هذه الحملة الوحشية، تم إجبار ما يقدر بنحو 100 ألف من بينهم ستة آلاف من الأيزيديين، على الفرار من عفرين إلى مخيمات اللاجئين في المدن المجاورة.
وبررت أنقرة شن هذه العملية من منطلق أنها انتقام لـ “700 هجوم تم شنها تحت قيادة وحدات حماية الشعب الكردي”، وفقا لمتحدث باسم الرئاسة التركية.
وفي الواقع، كان هناك 15 هجوما في عفرين في العام السابق لعملية “غصن الزيتون”، حسب التقرير.
وجاء في التقرير أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تاريخا من استخدام “التهديدات” غير المؤكدة لتبرير إطلاق عمليات في سورية والعراق.
ففي الخامس من فبراير، في اليوم السابق لدفن 104 أيزيديين في العراق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية قصفت قرى في شمالي حلب.
تلك القرى تضم بعضا من آلاف الأيزيديين الذين تعرضوا للتطهير العرقي في عفرين واضطروا إلى البحث عن ملجأ في المناطق المجاورة.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، قال مفوض في اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية إن “آلاف الأيزيديين الذين فروا من عفرين ويقيمون الآن بالقرب من حلب يتعرضون حاليا للغارات الجوية التي تشنها قوات النظام التركي”.
ويوضح التقرير، الذي أعدته مايا كارلين، المحللة بمركز السياسة الأمنية في واشنطن العاصمة، وآنا سوبول ليفي الزميلة السابقة في مركز الأبحاث آي.دي.
وثمة تقديرات تفيد بأنه من بين 550 ألف أيزيدي كانوا يعيشون في العراق قبل حملة التطهير العرقي عام 2014، قتلت قوات داعش أكثر من ثلاثة آلاف رجل، واستعبدت أكثر من سبعة آلاف امرأة وطفل، وشردت أولئك الذين تمكنوا من الفرار أو طلب اللجوء.
ولا يزال حجم هذه الإبادة الجماعية التي تعترف بها الأمم المتحدة قيد الاكتشاف حتى اليوم، حيث تم العثور على أكثر من ثمانين مقبرة جماعية في سنجار وما زالت آلاف النساء والفتيات الأيزيديات في عداد المفقودات .
ويمارس الأيزيديون الناطقون باللغة الكردية طقوسا دينية فريدة ترجع جذورها إلى الزرادشتية التي تضم بعضا من الطقوس اليهودية والمسيحية والإسلامية. وعانى المجتمع الأيزيدي، من بين الجماعات العرقية والدينية الأخرى في العراق، من الاضطهاد طيلة تاريخه، وفقا للتقرير.
وأوضح التقرير أنه في السادس من فبراير، تم إعادة رفات 104 أيزيديين قُتلوا في شمالي العراق على يد تنظيم داعش في عام 2014 إلى ديارهم ودفنت الرفات في قرية كوجو بمنطقة سنجار في محافظة نينوى العراقية.
وقُتل هؤلاء الأيزيديون، حسب التقرير، قبل ست سنوات عندما هاجمت قوات داعش بشراسة سنجار شمالي البلاد، وحاصر مسلحو داعش الأيزيديين الذين حاولوا الفرار إلى سلسلة جبال قريبة وتعرضوا للتعذيب أو القتل.