تورط أمريكي في “العملية الإجرامية” التي نفذتها إسرائيل وسط غزة

رئيس السلطة الفلسطينية يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن

قالت حركة (حماس) اليوم السبت إن مشاركة الولايات المتحدة في “العملية الإجرامية” التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم بمخيم النصيرات وسط غزة وأعلن على إثرها استعادة 4 محتجزين تثبت تواطؤ واشنطن في جرائم الحرب التي ترتكب بالقطاع.

وأفاد موقع أكسيوس في وقت سابق نقلا عن مسؤول بالإدارة الأميركية، أن “خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في استعادة المحتجزين الأربعة من غزة.

وأضافت حماس في بيان لها، أن ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق عدد من أسراه بعد أكثر من 8 أشهر من العدوان على غزة “لن يغير فشله الإستراتيجي”.

وأكدت أن “مقاومتنا الباسلة لا تزال تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى، وهي قادرة على زيادة غلتها كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفذتها في جباليا” نهاية مايو/أيار الماضي.

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن مسلسل المجازر الدموية اليومية بحق شعبنا، وآخرها ما جرى اليوم في مخيم النصيرات، والتي أدت إلى استشهاد عشرات المواطنين، وجرح المئات، هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأضاف: «نحمّل الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عما يجري من مجازر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ونطالبها بوقف هذه الحرب التي ستدمر كل شيء، وتدفع بالأمور نحو مرحلة خطيرة لن تحقق الأمن، أو السلام لأحد».

وأشار أبو ردينة إلى أن المطلوب الآن من مجلس الأمن، والمجتمع الدولي، التدخل فورًا لوقف هذه المجازر الدموية، وإلزام سلطات الاحتلال بالتوقف فورًا عن كل هذه الأعمال، التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية.

عباس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن

وكلف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، السبت، مندوب فلسطين لدى هيئة الأمم المتحدة، بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث تداعيات “المجزرة الدموية التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات في قطاع غزة”، والتي راح ضحيتها 210 فلسطينيين على الأقل وأصيب 400، وأسفرت عن تحرير 4 رهائن إسرائيليين.

وأجرى عباس اتصالات مكثفة مع الأطراف العربية والدولية ذات العلاقة من أجل عقد الجلسة الطارئة، للوقوف على الدور المناط به المجلس لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني، وإجبار قوات الاحتلال على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، التي تدعو لوقف إطلاق النار بشكل فوري، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأكد على ضرورة أن تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف “مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية”، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الصمت الدولي والدعم الأميركي للاستمرار في جرائمه التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

مجزرة النصيرات

وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال المتوغلة في المحافظة الوسطى، ارتكبت مجزرة بحق المواطنين في مخيم النصيرات، ويصل على أثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى العديد من الشهداء والإصابات.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن «هجوما وحشيا غير مسبوق»، مستهدفا المدنيين مباشرة، مشيرًا إلى أن هناك العشرات من جثامين الشهداء والجرحى ملقاة على الأرض وفي الشوارع وداخل المنازل الآمنة، ولا تتمكن سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم من شدة القصف وعدوان الاحتلال.

وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان له، أن جيش الاحتلال يشن العدوان الوحشي من خلال عشرات الطائرات الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية، في حين تقصف الدبابات في الوقت ذاته، منازل المواطنين الآمنين في نية مبيتة للاحتلال بارتكاب مجازر همجية ضد المدنيين الآمنين في منازلهم وفي مراكز النزوح.

وشدد المكتب الإعلامي على أن الوضع الميداني في المحافظة الوسطى «كارثي» بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي في كل أرجاء المحافظة الوسطى بلا استثناء، وعلى أن جيش الاحتلال يمارس جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين وضد الأطفال والنساء في كل أرجاء المحافظة.

ولفت إلى أن مستشفى شهداء الأقصى هو الوحيد في المحافظة الوسطى، يعمل حاليا على مولد كهربائي واحد فقط بعد تعطل واحد من مولدين اثنين يعمل عليهما المستشفى منذ ثمانية أشهر، وأن توقف أحد هذين المولدين ينذر بكارثة حقيقية فماذا لو توقف المولد الوحيد؟!

خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة

وحذر من خروج المستشفى عن الخدمة، موضحًا أن هذا المستشفى يقدم الخدمة الصحية لمليون إنسان ونازح ولا يمكن أن يستوعب هذا العدد الكبير من الشهداء والإصابات، فالمستشفى ممتلئ بالكامل منذ أسابيع طويلة.

وطالب المكتب المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المستشفى وإنقاذ الواقع الصحي في المحافظة الوسطى حتى يستطيع المستشفى تقديم الخدمة الصحية لآلاف الجرحى والمرضى.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي هجوم الاحتلال الإسرائيلي على النصيرات، وعلى كل المناطق في المحافظة الوسطى، منددًا بالعدوان ضد المدنيين والأطفال والنساء وضد المنازل الآمنة، محملا الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء عشرات الأبرياء المدنيين.

وطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بوقف هذا العدوان الوحشي الذي يواصله الاحتلال، وطالبهم بوقف حرب الإبادة الجماعية فورا وعاجلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى