تورط منظمات أمريكية مع تنظيم الإخونجية في تأجيج صراعات داخل البلدان العربية وجنوب آسيا
كشفت دراسة صدرت حديثاً عن مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات، عن تورط المنظمات “الإسلامية” الأميركية في صراعات سياسية عربية، واستخدامها كأدوات في يد تنظيم الإخونجية يستغلها لتأجيج صراعات في دول الشرق أو الدول الموجودة فيها تلك المنظمات.
ورسمت الدراسة خريطة شاملة للمنظمات الحقوقية الأميركية ذات روابط بتنظيم الإخونجية الإرهابي وعملت على صياغة أهداف التنظيم خلال الفترة الماضية.
وتشير الدراسة التي نشرها المركز لنصر محمد عارف، تحت عنوان “مرتبطة بتنظيم الإخونجية، إلى أن المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، لم تحقق المأمول منها في أن تكون جزءًا من المجتمع الأميركي وقادرًا على التأثير فيه، وفي عملية صنع السياسة الداخلية والخارجية بما يحقق مصالحها ومصالح الجاليات التي تعبر عنها، وعلى العكس من ذلك تورطت معظم هذه المنظمات في صراعات سياسية في دول العالم العربي وجنوب آسيا، وكأنها إنما أنشئت لخدمة منظمات الإخونجية في تلك الدول.
ارتباطات حزبية وسياسية
وتؤكد الدراسة أنه على مدى أكثر من نصف قرن، سارت المنظمات الإسلامية الأميركية في طريق طويل متعرج، أعاقها عن ترسيخ جذورها في المجتمع الأميركي، حيث تكبلت معظم هذه المنظمات، إن لم يكن جميعها بارتباطات حزبية وسياسية خارجية مع ارتباطها بتنظيم الإخونجية، التي حولتها إلى أدوات لخدمة مصالح وأهداف جماعات سياسية في الشرق، وظفتها في صراعاتها السياسية مع الدول التي توجد تلك الجماعات فيها.
وحصرت الدراسة أكبر منظمتين تابعتين لتنظيم الإخونجية في الولايات المتحدة وهما “كير” و”ماس”، حيث تصدر منظمة “كير” الإخونجية صورة المنظمة التي تدافع عن المسلمين الذين يقع عليهم اضطهاد أو ظلم في داخل الولايات المتحدة، ولكنها منظمة إخونجية استغلها التنظيم الدولي لتحقيق مصالح له.
أما المنظمة الثانية “ماس” فيقودها من يتولى شؤون تنظيم الإخونجية في أميركا، ولذلك فإن المنظمة خاضعة تمامًا للتنظيم.
وخلصت الدراسة إلى أن مواجهة المنظمات التي تخرج عن الدور المحدد لها في نظامها الأساسي، وفي القانون الأميركي الذي رخَّصَ وجودها، يجب أن تتم في الداخل الأميركي وليس خارجه.
بعد سقوط الإخونجية في مصر
من جانبها، ترى مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة داليا زيادة أنه بعد سقوط حكم الإخونجية في مصر عام 2013، لم يجدوا لأنفسهم مكانا في دوائر صناعة القرار في أوروبا وأميركا، لأن جماعتهم مصنفة كتنظيم إرهابي في الكثير من الدول بالفعل، وبالتالي كان من الصعب على كثير من المسؤولين الالتقاء بهم أو التعامل معهم بوصفهم أعضاء في جماعة الإخوان.
وأوضحت زيادة أنه إزاء هذا الوضع الجديد، لجأ الإخوان إلى صفة “ناشط حقوقي” أو عاملين في حقوق الإنسان وغيرها من الأوصاف التي توحي بأنهم يعملون لأجل قضية يقدرها ويحترمها الغرب وهي حقوق الإنسان، وليس من أجل خدمة جماعتهم وأجندتها، التي هي في حقيقتها ضد حقوق الإنسان.
وتابعت: “من بين هؤلاء محمد سلطان، فلم يكن محمد معروفاً في مصر على الإطلاق قبل القبض عليه وحبسه في سنوات ما بعد سقوط حكم الإخونجية، لأنه ابن صلاح سلطان القيادي الإخونجي المعروف، وبعد الإفراج عنه سافر إلى أميركا وعمل من هناك ضد مصر ويصف نفسه بالناشط الحقوقي”.
وتابعت أن محمد سلطان يتنصل من انتمائه للتنظيم طوال الوقت، ويدعي أنه فقط ناشط حقوقي، رغم من أنه يخدم تنظيم الإخونجية بشكل صريح لا تخطئه عين.