تونس: الإخونجي الغنوشي يعلن استعداده للتنحي عن رئاسة حركته
أعرب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخونجية في تونس، اليوم الأربعاء، عن استعداده للتخلي عن رئاسة الحركة في حال “تقدم أي طرف بتسوية للمشكل التونسي”.
لكن الغنوشي سرعان ما تراجع قائلا: “لن نبادر نحن بالتنازل عن موقعنا فلمصلحة من ولرغبة من؟”، وذلك في حوار أجرته معه وكالة الأناضول التركية.
ويرى مراقبون أن تنظيم الإخونجية لا يهمها المصحلة العليا للدولة التونسية، بقدر اهتمامها بمصالح التنظيم الضيقة؛ لذلك نبَذها التونسيون، ولفظوها شعبيا.
كما تجاهل الغنوشي في حواره أنّ حركة النهضة كانت وحدها من يرسم قانون اللعبة طيلة العشرية الماضية، التي دمرت فيها مقدرات الشعب التوسي، وأفسدت حياته السياسية والاجتماعية، وذلك حين قال: “كنا مشاركين في الحكم، كنا نقود الحكم سنتي 2012 و2013 حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض بالشراكة مع حزبين آخرين، ثم خرجنا من الحكم لتتولى حكومة تكنوقراط”.
خصال الحرباء
خوف وارتباك بعد تصدع الأرض تحت أقدام الغنوشي المتهم بالوثائق والبراهين، بأنه تخابر ضد أمن تونس، لصالح الخارج من أجل البقاء في الحكم واستمرار نفوذه أكثر.
انهيارات يعيش على وقعها الإخونجية في تونس، تثبت تلاشيهم وتفككهم النهائي خاصة بعد نجاح الاستفتاء، وانتهاء الحقبة المظلمة، وبداية تأسيس الجمهورية الجديدة، التي لم يحجز فيها إخوان الغنوشي موقعا، وفق مراقبين.
في هذا الصدد، يقول نجيب البرهومي الناشط والمحلل السياسي “إن الإسلام السياسي انتهى في تونس، والغنوشي مات سياسيا بعد أن لف الحبل على رقبته وانكشفت جرائمه وارتباطاته بالأخطبوط الدولي لتنظيم الإخوان، ونهايته الفعلية اقتربت”.
وأكد البرهومي، أن “الغنوشي لديه خصال الحرباء، ويتأقلم مع جميع التغيرات، لكن في هذه المرة انحصر في الزاوية، بعد تتالي القضايا المرفوعة ضده في جرائم إرهابية، وفساد مالي، هي نهاية لتلوناته، وستنهي عصر تمكين النهضة وتاريخها الإرهابي في السيطرة على زمام تونس”.
سحب البساط
وأشار المحلل السياسي التونسي، إلى أن “الغنوشي لم يسبق أن وجد نفسه في وضعية مشابهة أو قريبة من الوضعية التي يعيشها حاليا داخل حركة النهضة؛ فحتى خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كان أنصاره ملتفين حوله، ويرون فيه شكل المرشد، ويقدسونه، لكن حاليا حتى أنصاره وقياداته سحبوا من تحته البساط وبقي لوحده مع مجموعة صغيرة”.
وتوقع البرهومي ألا “تجد النهضة وزعيمها مخرجا قانونيا تنجو من خلاله من حجم التهم الموجهة إليها، بعد أن رسمت حاضرا مظلما لتونس وللتونسيين، وجعلت من البلاد، بلدا مصدرا للإرهاب”.
بدوره، يرى الصحبي الصديق المحلل السياسي التونسي، أن سلسلة الضربات لحركة النهضة تتوالى بعد مثول الغنوشي أمام قاض بتهمة غسل أموال، واستجوابه بشأن الإرهاب أيضًا، وبعد نجاح الاستفتاء وتمرير مشروع قيس سعيد الإصلاحي، الذي يضرب بأحلام الإخونجية، للعودة للحكم والمشهد السياسي، عرض الحائط.
وأكد الصديق، إن “النهضة كحزب في حد ذاتها بطريقها للحل، خاصة بعد الجرائم الانتخابية المرفوعة ضدها، وتمكينها من تمويلات أجنبية خلال انتخابات 2019”.
وتابع في تحليل الحالة الإخونجية، مشيرا إلى أن “الغنوشي يتخفى وراء جلد الحرباء ويتلون من جديد، ليكسب تعاطف الغرب للضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد، وإعادته للحكم وتبرئته بعد أن تأكد من لفظه شعبيا”.
فحسب آخر استطلاعات الرأي واصل راشد الغنوشي، تذيل قائمة السياسيين، واعتبر 86 بالمئة من التونسيين أن زعيم الإخوان، أكثر شخصية سياسية في البلاد، ليست محل ثقة لتلعب دوراً سياسيا في تونس.