تونس تتخطى العشرية الإخونجية السوداء ب”نعم” لجمهورية جديدة
أدلى التونسيون، أمس الاثنين، بأصواتهم على مشروع الدستور الجديد الذي طرحه رئيس البلاد، قيس سعيد، للاستفتاء العام، وبدأت عمليات الفرز ومن ثم سيتم إعلان النتائج وفتح باب الطعون والنظر فيها اليوم الثلاثاء، لتُعلن النتائج النهائية في الثلث الأخير من شهر أغسطس المقبل على ألا تتجاوز الـ27 من الشهر نفسه.
وأكد التلفزيون التونسي الرسمي أن استطلاعات الرأي أظهرت “موافقة ساحقة” من الناخبين في الاستفتاء على الدستور الجديد في تونس، بنسبة وصلت إلى 92 بالمئة، فيما كشفت الهيئة المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة تخطت 27 في المئة بمشاركة نحو مليوني ناخب.
وعقب الموعد الرسمي لإغلاق الصناديق، توافد تونسيون إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة للاحتفال بالتصويت لصالح الدستور، حاملين أعلام البلاد ومرددين شعارات مؤيدة للرئيس قيس سعيد.
ويعد مشروع الدستور الجديد من بين الإجراءات الاستثنائية للرئيس التونسي في 25 يوليو الماضي بعد إزاحة الإخوان من الحكم وإقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وتبكير الانتخابات البرلمانية إلى 17 ديسمبر المقبل.
ويتضمن المشروع الجديد للدستور 142 مادة، ويمنح سلطات واسعة لرئيس الدولة خلافا لدستور 2014 الذي كان ينص على نظام شبه برلماني، تسبب في تناحر وصراع بين أجنحة السلطة الثلاث (الرئاسة والبرلمان والحكومة) ما انعكس على تردي الأوضاع في البلاد، وفق محللين.
جمهورية جديدة
وحول نتائج الاستفتاء، قال الصحفي التونسي، جمال بن عمر، إن “تونس ستبدأ من اليوم جمهورية جديدة قائمة على دولة المؤسسات وحكم القانون، دولة ديمقراطية يحكمها رئيس يسعى إلى نهضة البلاد وليس مصالحه الشخصية”.
وأضاف بن عمر، أنه “رغم دعوات الإخونجية لمقاطعة الاستفتاء وإفساد العرس الانتخابي إلا أن نسب الإقبال الكبيرة على التصويت من قبل الشعب التونسي لفظت الإرهاب ورسالة بأنهم لم يعد مرغوب بهم خلال الحقبة الجديدة”.
وأكد على أن “نعم، تعني إنهاء عشرية الإخونجية السوداء التي عاثت فسادا في البلاد وعبثت بمصالح التونسيين، ووقف توظيف الدين في السياسة، ومن ثم فتح آفاق جديدة للشعب وللدولة”.
وأشار إلى أن “الشعب التونسي يتوق لمستقبل أفضل في ظل أحوال اقتصادية غير مسبوقة تعيشها البلاد بعد سنوات عجاف حكم خلالها المتأسلمون ونهبوا البلاد ووصموها بالتطرف والإرهاب، وكمموا الأفواه وقتلوا المعارضين وشوهوا سمعة الخصوم وسهلوا تسفير الشباب إلى البؤر الملتهبة وساهموا في قتلهم”.
وأوضح أن “الدستور الجديد سيكون بمثابة بداية جديدة في تاريخ تونس، مرحلة تؤسس لدولة ذات سيادة، ورئيس سيعمل على إنهاء الفساد السياسي والمالي”.
وفي كلمة ألقاها إثر تصويته، وجه الرئيس التونسي قيس سعيد انتقادات حادة لحركة النهضة الإخونجية، قائلا: “ليسوا من هذا الشعب، الوطن خانوه، وباعوه ورهنوا البلاد إلى أطراف خارجية، ويطالبون الشعب بعدم التعبير عن إرادته”.
وأضاف:” نحن أمام خيار تاريخي وللشعب التونسي أن يكون في الموعد مع التاريخ ولا يترك هؤلاء الذين يحرقون الغابات ويوزعون الأموال حتى لا يتوجهوا لصناديق الاقتراع”، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية أوقفت، الأحد، شخصا يوزع أموالا للتأثير على إرادة الناخبين.